إجازة ليست قطعا للعبادة & للشيخ سعد السبر

أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، فهي وصية الله لخلقه، وعليها قامت الأديان والنحل، والشرائع والملل، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) () (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ()

أيها الناس: تمر بالناس أيام الإجازة وتنقضي كطيف خيال مر عابرا ، وراح غاديا، إجازة من الدراسة والعمل وليست أياما للإجازة من العبادة والطاعة ، ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ٍ) ()، عبادة ليس لها وقت انتهاء ، ولا وقت انقطاع أو تأجيل وارتياح ، إجازة للتزود من الخير والاستكثار (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) () وليست لتوديع الصلوات وصلاة الفجر والظهر والعصر وجمع للصلوات إجازة للقوة في العبادة والإتباع ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ) () ، .

أيها المسلمون : إن الإجازة تكثر فيها الزواجات والأفراح ، ويتواصى الناس فيها بالحضور إجابة لدعوة الداعي وهذا كله دليل خير وإيمان وبر ووصل وصلاح ، ولكن بعض الأفراح يُدعى فيها لرفع المنكرات وإظهارها ومحادة الله ورسوله ولا يؤسس هذا الفرح على دين وتقوى فيكون عاقبته طلاق وخُسرا ، فيشقى الزوجان ولا يسعدان لأن بيتهم أسس على غير التقوى ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) () ، فكم من بيت هُدم ، وكم من بيت أصبح خرابا ؛ لأن الفرح وليلة الفرح بُنيت على المنكرات عُري وتبرج وسفور أُخرجت الأفخاذ والصدور والظهور والأفخاذ فلم يبقى الإ ما يستر الفرجان وغناء وزمر وطرب وأمور وخطوب وفساد كبير العاقبة طلاق وفراق وخسارة وندم .

أيها الأحبة : الإجازة وما أدراكم ما الإجازة ليست وقتا للتفرغ للمعاكسات والمغازلات والفجور والزنا واللوط والخنا قال موسى عليه السلام : رب أي عبادك أحب إليك عملا ؟ قال : الذي لا يكذب لسانه ولا يزني فرجه ولا يفجر قلبه0 ()

الإجازة ليست وقتا للخمور والمخدرات والمسكرات والتفحيط والضياع وأذية الناس قال صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه ) () (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) ()

أيها المؤمنون : ونحن نعيش في هذه الإجازة تحت وطأة الحر الشديد الذي يذكرنا نار جهنم وحرها فلنحذر من الذنوب والمعاصي ولنجعلها إجازة طاعة وعبادة ، ولنفر في سبيل طاعة الله ولنجاهد أنفسنا وأهلنا وذرياتنا على الطاعة والعبادة ونحذر الذنوب وعصيان علام الغيوب ، (وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) ()

كتبه

سعد بن عبدالله السبر

إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله

المشرف العام على شبكة السبر www.alsaber.net

6/8/1432

——————————————————————————–

( ) سورة البقرة ، آية : 102

( ) سورة التوبة، آية : 119

()سورة الحجر آية : 99 .

() سورة البقرة ، آية : 197

() سورة الجاثية ، آية 18 .

() سورة التوبة ، آية : 109

()الدر المنثور للسيوطي (3 / 541)

()أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح (4/612 ، رقم 2417) وقال : حسن صحيح . وأبو يعلى (13/428 ، رقم 7434) ، وأبو نعيم فى الحلية (10/232)

() سورة الأحزاب ، آية : 58