إني توكلت على الله ربي وربكم

أحبتي :
المؤمن في هذه الحياة يبتلى ويختبر, رفعة في درجاته , وتكفيراً لسيئاته وبيانا لحال هذه الفانية التي جلبت على الكدر , وليعمل المؤمن لأخرته التي لا خوف على أهلها ولا حزن .
ومع ما في هذه الدنيا من مشاق ومصائب , إلا الإنسان بفطرته السليمة بحاجة إلى مولاه , بحاجة إلى من يرفع إليه شكواه , ويبث إليه حزنه وألمه , فالله سبحانه بيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله .
دعونا نتأمل هذه الآية العظيمة التي تبين حال هود عليه السلام مع قومه ومع بذل معهم من جهد وكان همه الوحيد (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) ومع ذلك وجد الصد والهجران , فظل عليه السلام ينصحهم , حتى بلغ به الحزن مبلغه فوكله أمره إلى المولى الكريم الذي عليه يتوكل المتوكلون قاله عليه السلام ونبرة الحزن بادية والهم بالغ ( إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم)
يا أُخي : هذا نبي من أنبياء الله ومن خيره خلق الله
ومع ذلك كله يفوض الأمر لمولاه
أفلا تفوض همك وحزنك إلى مولاك
وترفع الأمر إلى الملك العلام
وتوكل الأمر عليه
بالله عليك
إذا أجدبت الأرض , ونشف الضرع , وقل الماء
فأهل الأرض من لهم
إلا هو سبحانه الملك القدوس الرحمن الرحيم
يقول الإمام الطبري إن ربي على طريق الحق، يجازي المحسن من خلقه بإحسانه والمسيء بإساءته، لا يظلم أحدًا منهم شيئًا ولا يقبل منهم إلا الإسلام والإيمان به.
خاتمة :
((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون))