ففضل الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة له أجر عظيم، وفوائد كثيرة ، وحفظ للوقت والعمر من الضياع ، ولقد جاء في أحاديث كثيرة فضل الجلوس في المسجد والذكر حتى تشرق الشمس تبين عظم أجره ، وجاءت فيه أحاديث كثيرة تبين هذه الأجور وأهمية هذا الوقت لذكر الله تعالى، والحرص على الأوقات وحفظها..
قال القاضي عياض رحمه الله: قوله: ” كان لا يقوم من مصلاه الذى يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس ” ، وفى الحديث الآخر: ” حَسَنًا “: أي: ترتفع ويظهر طلوعها وتتمكن وتباح الصلاة، وعند بعضهم: ” حيناً ” ومعناه – إن صحت – قريب من الأول، أي: تبقى بعد طلوعها وقتاً من الزمان حتى تتمكن وترتفع، وهذا من المستحبات والفضائل لزوم موضع صلاة الفجر والإقبال على الذكر والدعاء إلى وقت إباحة الصلاة وكراهية الحديث حينئذٍ ([3] ) .
وقال القاضي عياض رحمه الله: وقوله: ” كان لا يقوم من مصلاه الذى صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام “: هذه سنة مستحبة، كان السلف وأهل العلم يلتزمونها ويقتصرون في ذلك الوقت للذكر والدعاء حتى تطلع الشمس، وتحين صلاة الضحى ([4] ) .
قال الإمام ابن رجب رحمه الله: كان أحمد إذا صلى بالناس الصبح جلس حتى تطلع الشمس ([5] ) .
قال المباركفوري رحمه الله: في الحديث ندب القعود في المصلى بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس ([6] ) .
قال عبد الله بن عمرو: وذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله، وإعطاء المال سحًّا ([10] ).
قلت : فالجد والاجتهاد والحرص على طاعة الله وذكر الله وحفظ الأوقات، فما أكثر ما يضيع الوقت في التواصل الاجتماعي! ، وينقضي العمر ، والأعمال الصالحة قليلة، ولاينفع الندم عند الموت ، وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وكتبه/ د. سعد بن عبدالله السبر
21ربيع ثاني 1444
(([1] رواه مسلم حديث رقم (670).
(([2] رواه مسلم حديث رقم (670).
(([3]إكمال المعلم بفوائد مسلم (2 / 646) .
(([4]إكمال المعلم بفوائد مسلم (7 / 286).
(([5]فتح الباري لابن رجب (7 / 438).
(([6]تحفة الأحوذي (3 / 157).
( ([7]رواه الترمذي حديث رقم (586) . [حكم الألباني] : حسن.
(([8]شرح السنة للبغوي (3 / 222).
(([9]رواه أبو داوود حديث رقم (3667).[حكم الألباني] : حسن.
(([10]التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (29 / 241)،شرح صحيح البخاري