أخبار جامع الجار الله بالرياضاخبار السعوديةاخبار عاجلةمقالات الشيخ سعد السبرمقالات كتّاب شبكة السبر

احتساب الأجر في المكث بعد الفجر

 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ففضل الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة  له أجر عظيم، وفوائد كثيرة ، وحفظ للوقت والعمر من الضياع ، ولقد جاء في أحاديث كثيرة فضل الجلوس  في المسجد والذكر حتى تشرق الشمس تبين  عظم أجره ، وجاءت فيه أحاديث كثيرة تبين هذه الأجور وأهمية هذا الوقت لذكر الله تعالى، والحرص  على الأوقات وحفظها..

الحديث الأول: عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ كَثِيرًا، «كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ، أَوِ الْغَدَاةَ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ»  ([1] ) .
الحديث الثاني:عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا» ([2] ) .
شرح الحديث:   
قال القاضي عياض رحمه الله: قوله: ” كان لا يقوم من مصلاه الذى يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس ” ، وفى الحديث الآخر: ” حَسَنًا “: أي: ترتفع ويظهر طلوعها وتتمكن وتباح الصلاة، وعند بعضهم: ” حيناً ” ومعناه – إن صحت – قريب من الأول، أي: تبقى بعد طلوعها وقتاً من الزمان حتى تتمكن وترتفع، وهذا من المستحبات والفضائل لزوم موضع صلاة الفجر والإقبال على الذكر والدعاء إلى وقت إباحة الصلاة وكراهية الحديث حينئذٍ ([3] ) .
وقال القاضي عياض رحمه الله: وقوله: ” كان لا يقوم من مصلاه الذى صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام “: هذه سنة مستحبة، كان السلف وأهل العلم يلتزمونها ويقتصرون في ذلك الوقت للذكر والدعاء حتى تطلع الشمس، وتحين صلاة الضحى ([4] ) .
قال الإمام ابن رجب رحمه الله: كان أحمد إذا صلى بالناس الصبح جلس حتى تطلع الشمس ([5] ) .
قال المباركفوري رحمه الله:  في الحديث ندب القعود في المصلى بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس ([6] ) .
الحديث الثالث: عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ» ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ  ” وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ: عَنْ أَبِي ظِلَالٍ؟ فَقَالَ: هُوَ مُقَارِبُ الحَدِيثِ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَاسْمُهُ هِلَالٌ ” ([7] ) .
 قال علقمة بن قيس: بلغنا أن الأرض تعج إلى الله من نومة العالم بعد صلاة الصبح ([8] ) .
الحديث الرابع:  عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ، مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى، أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً» ([9] )  .
قال عبد الله بن عمرو: وذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله، وإعطاء المال سحًّا ([10] ).
قلت : فالجد والاجتهاد والحرص على طاعة الله وذكر الله وحفظ الأوقات، فما أكثر ما يضيع الوقت في التواصل الاجتماعي! ، وينقضي العمر ، والأعمال الصالحة قليلة، ولاينفع الندم عند الموت ، وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وكتبه/ د. سعد بن عبدالله السبر
21ربيع ثاني 1444
 
(([1] رواه مسلم حديث رقم (670).
(([2] رواه مسلم حديث رقم (670).
(([3]إكمال المعلم بفوائد مسلم (2 / 646) .
(([4]إكمال المعلم بفوائد مسلم (7 / 286).
(([5]فتح الباري لابن رجب (7 / 438).
(([6]تحفة الأحوذي (3 / 157).
(  ([7]رواه الترمذي حديث رقم  (586) . [حكم الألباني] : حسن.
(([8]شرح السنة للبغوي (3 / 222).
(([9]رواه أبو داوود  حديث رقم (3667).[حكم الألباني] : حسن.
(([10]التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (29 / 241)، شرح صحيح البخاري
 لابن بطال (10 / 95) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى