التحذير من تعليق التمائم د. سعد بن عبدالله السبر

64

الحمد لله المنعم المتفضل، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمائه وسابغ  عطائه، وأشهد  أن لا أن لا  إله إلا الله وحده لاشريك له في ربوبيته وأُلوهيته وأسمائه وصفاته ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير الورى وأفضل الأنام صلى الله  عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  أما بعد فأُوصيكم أيها الناس   ونفسي بتقوى الله عز وجل فاتقوا الله  وراقبوه  واخشوه فإن النجاةَ في التوحيد و التقوى قال الله  تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ  } ([1]).

أيها الموحدون: إن من التوحيد التوكل على الله، واعتقاد أن النفع والضر بيد الله،  قال الله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} ([2] )،  ، فحافظوا على توحيدكم وعقيدتكم ، واحذروا أن تخدشوا توحيدكم بشيء من الشرك ؛ لأنه مُحبط للأعمال كلها، واحذروا من التمائم ، وتعليقها ، فإنها من الشرك .

أيها المسلمون: قال البغوي رحمه الله: إن التمائم: جمع التميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين بزعمهم، فأبطلها الشرع، ويقال: التميمة: قلادة يعلق فيها العود([3] ) . وفي الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه “أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ; فأرسل رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر، أو قلادة إلا قطعت” متفق عليه ([4] ) .وعن عقبة بن عامر مرفوعا: “من علق تميمة فقد أشرك” أحمد وصححه الألباني([5] ) .قال العلامة ابن فوزان حفظه الله: فإن قلت: ما نوع هذا الشرك؟، هل هو الشرك الأكبر، نقول: فيه تفصيل إن كان يرى أنها تقية من دون الله فهذا شرك أكبر. وإن كان يعتقد أنها سبب فقط والواقي هو الله سبحانه وتعالى فهذا شرك أصغر لأن الله لم يجعل هذه الأشياء سبباً ([6] ) .

أيها المؤمنون: الحذر ممن يُزين الشرك ويجعل النفع والضر بالتمائم وتعليقها، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الرقى والتمائم والتولة شرك([7] رواه أحمد وأبو داود. وعن عبد الله بن عكيم مرفوعا: “من تعلق شيئا وُكل إليه([8] رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني. وروى أحمد عن رويفع قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا رويفع، لعل الحياة ستطول، بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته، أو تقلد وترا، أو استنجى برجيع دابة أو عظم، فإن محمدا بريء منه([9] ) رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني. وعَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ التَّمَائِمَ كُلَّهَا، مِنَ الْقُرْآنِ وَغَيْرِ الْقُرْآنِ» ([10] ) قال ابن عثيمين رحمه الله: قوله: ” التمائم “: هي ما يعلق على المريض أو الصحيح، سواء من القرآن أو غيره للاستشفاء أو لاتقاء العين، أو ما يعلق على الحيوانات. وفي هذا الوقت أصبح تعليق القرآن لا للاستشفاء، بل لمجرد التبرك والزينة; كالقلائد الذهبية، أو الحلي التي يكتب عليها لفظ الجلالة، أو آية الكرسي، أو القرآن كاملا، فهذا كله من البدع. فالقرآن ما نزل ليستشفى به على هذا الوجه، إنما يستشفى به على ما جاء به الشرع ([11] ).

عباد الله: إن الواجب الحذر مما يُضاد التوحيد، وعلينا الانتباه من التمائم وتعليقها بأي صورة أو شكل ونحذر من اعتقاد النفع أو الضر  بيد أحد غير الله، وعن سعيد بن جبير قال: “من إنسان كان كعدل رقبة” ([12] ) .

[1]))  سورة آل عمران، آية:102.

(([2] سورة الزمر ، آية:38.

(([3]شرح السنة للبغوي (12 / 158) .

(([4]البخاري: الجهاد والسير (3005) , ومسلم: اللباس والزينة (2115) , وأبو داود: الجهاد (2552) , وأحمد (5/216) , ومالك: الجامع (1745) .

(([5] رواه أحمد (  ) ، وصححه الألباني سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1 / 889) :

 (492).

(([6]إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1 / 142).

(([7]أبو داود: الطب (3883) , وابن ماجه: الطب (3530) , وأحمد (1/381) .

(([8]رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.

(([9]النسائي: الزينة (5067) , وأبو داود: الطهارة (36) , وأحمد (4/109) .

(([10]مصنف ابن أبي شيبة  رقم  (23467).

(([11]القول المفيد على كتاب التوحيد (1 / 190)

(([12]مصنف ابن أبي شيبة (23473) .

قد يعجبك ايضا