التوحيد في الحج – خطب الجمعة

شبكة السبر – خطب الجمعه
كتبه د/ سعد بن عبدالله السبر
18/11/1430
إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله
الحمد لله الذي جعل كلمة التوحيد لعباده حرزاً وحصناً.
وجعل البيت العتيق مثابة للناس وأمناً وأكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفاً وتحصيناً ومناً وجعل زيارته والطواف به حجاباً بين العبد وبين العذاب ومجناً وأشهد أ لا إله إلا الله وحده لاشرية له في واحد أحد فرد صمد وأشهد أن محمد نبي الرحمة وسيد الأمة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه قادة الحق وسادة الخلق وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عزوجل فاستكثروا من التقوى فإن أجسامكم على النار لاتقوى ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )(1)
أيها المؤمنون إن الحج من أركان الإسلام ومبانيه عبادة العمر وختام الأمر وتمام الإسلام وكمال الدين.
فيه أنزل الله عز وجل ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (2) وفيه قال ” من مات ولم يحج فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً ” فأعظم بعبادة يعدم الدين بفقدها الكمال ويساوي تاركها اليهود والنصارى في الضلال وأجدر بها أن تصرف العناية لأدائها وفهمها أيها الأحبة الحج شرع الله لتوحيده وإقامة ذكره فمن أول أمر في الحج يُوحد الله ويُذكر ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) (3) قال قتادة لما أمر الله عز وجل إبراهيم
وعلى نبينا وعلى كل عبد مصطفى أن يؤذن في الناس بالحج نادى: يا أيها الناس إن الله عز وجل بنى بيتاً فحجوه , لما سمع بعض السلف هذه الآية قال: غفر لهم ورب الكعبة. وبيت الله بني لأجل التوحيد فحسب (( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا)) (4)
ألا فليخلع كل واحدٍ منا ثيابًا اتسخت بشوائب الإشراك بالله ، وتعلقت بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، ولنلبس ثياب التوحيد الخالص حنفاء لله غير مشركين به…
إخوة الدين التلبية توحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك
لبيك اللهم إجابة بعد إجابة مقيمين على طاعتك وتوحيدك منيبين إليك غير مشركين بك تجرد من الملابس لإعلان التوحيد لباس واحد يجتمع فيه الحجيج لأن إلههم واحد وربهم واحد وتوحيدهم واحد ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )(5) تجرد من الدنيا وزخرفها لتحقيق توحيد الله .
إخوة العقيدة الطواف والسعي والوقوف بعرفة توحيد لله ورمي الجمار والمبيت بجمع لإقامة ذكر الله ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)(6) ( إنما جعل الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )(7) فلله الحمد والشكر خصنا بالبيت وجعلنا له ملبين وببيته طائفين ولكعبة معظمين جعل الطواف مكان خشيته ومحل سكب العبرات يا عمر هنا تُسكب العبرات فالطواف مكان التوحيد والأوبة والرجعة والندامه مشهده يُذكر بيوم القيامة فالقلوب في الطواف خائفة وجلة تخشى الذنوب وسطوة الجبار لأنهم نزلوا ببيته وقرعوا بابه فالأمر أعظم أن يلتفتوا لمعصية أوغفلة أو زلة لمهابة رب البيت وعظمته فلا إله الله أغفل القلوب عن معصيته فهذا يصيح والآخر يبكي ويعترف ياملك الملوك وقفت بابك عاص مذنب ذليل يسكب عبرته ويُظهر حسرته يرجو الرحمان الرحيم الذي لايخيب سائله فكيف يلتفت لإختلاط فيحتج الرافضة والصوفية بأن الإختلاط مشروع في الطواف فحضرة الرب ومقام الخشية وشبيه القيام هل هو فيه وقت للتفكر في المعصية سبحاك ربنا رحماك رحماك فكيف يحتج الرافضي والصوفي في الوقوف بين يديك أنه إختلاط والنبي عندما سألته عائشة عن حشر الاس حفاة عراة غرلا قالت بفكرها البشري الرجال والساء سواء قال يا عائشة الأمر أشد أن يُشغلهم ذلك .
فلايظن جاهل أن مقام الخشية كمقام الفجور والسفور والإختلاط فمن يسوي بين ذلك فهو ضال مضل
أيها المسلمون فليسكت من يحتج بالطواف الذي هو مكان التوحيد والخشية ولايجعله حجة للفجور والسفور والإختلاط والتبرج ولتكفا اللهم شر الرافضة والصوفية القبورية الذي أشركوا بك وعبدوا غيرك وقذفوا نبيك وصحابته
أيها الموحدون مازالت قاعدة التخريب والفساد تعثوا في الأرض إفساد ففي جازان اعتدوا وبغوا وقتلوا رجال أمننا غفر لهم وتقبلهم في الشهداء ومازل جهالنا بهم يغترون ولشرهم يقدسون الآ فلتستيقظ القلوب الراقدة الغافلة قبل أن ترجف الراجفة وتتبعها الرادفة وتقع الواقعة فيندمون ولات مندم ويتحسرون ولن يجدوا إلا الخسارة والندامة والذل والبوار
الآ وصلوا وسلموا على نبيكم نبي الرحمة محمد بن عبدالله
__________________________________
(1) البقرة : 197
(2) المائدة :3
(3) الحج :27
(4) الحج :26
(5) الانعام :162
(6) الحج :26
(7) رواه الترمذي وابوداود