اخبار عاجلة

مرحبا بالحبيب القادم @@ للشيخ سعد السبر

الحمد لله جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أردا شكورا أحمده سبحانه وأشكره على تتابع أنعامه وتمام عطائه، وأشهد أن لا إله إلا الله الخالق الجبار تنزه وتقدس عن الأشباه والنظائر والأمثال والأنداد ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من صلى وصام وطاف بالبيت الحرام صلى الله عليه وعلى آله الأطهر وأصحابه الكرام وسلم تسليما كثير إلى يوم الدين أما بعد : فأُُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي الحصن الحصين والسراج المنير ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ()

أيها المؤمنون : لقد أَقبل الحبيب الغائب لقد قدمنا إليه وأٌقبل علينا أتى بأطيافه وألطافه وخيراته ، ومغفرته وقرآنه ، والعتق من النيران أَقبل شهر الصيام يناديكم للخيرات ،

عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، يُبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: «جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه الشياطين، وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم» () ، وقال مجاهد: كتب الله عز وجل صوم شهر رمضان على كل أمة ()، فلنفرح بقدوم الحبيب ، ونحمد الرب أن بلغنا الشهر ، وندعوه أن يجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا قال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم: “اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني مُتقبلا”. () ، نحمد الله ونشكره أن أطال أعمارنا، فطالما أحرقتنا الذنوب وعصيان علام الغيوب وغرقنا في لجج الكبائر وقارفنا المنكرات وعاقر بعض الخمور ، وقد عاهدنا الرب بأننا سنتوب ، وهدمنا البنيان بعد التشييد في سابق الأعمار الشهور

أيها الأحبة جاء الخير وأقبل ، وولى الشر وأدبر ، فشمروا ساعد الجد وإياكم والتسويف والتفريط والهدم بعد البناء والخور والرجوع بعد العيش في كنف الصيام والقيام والتلذذ بطاعة الديان وسماع كلام الرحمان . فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم رقي المنبر فلما رقي الدرجة الأولى قال ” آمين ثم رقي الثانية فقال : آمين ثم رقي الثالثة فقال : آمين فقالوا : يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات قال : لما رقيت الدرجة الاولى جاءني جبريل فقال شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت آمين ثم قال : شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين ثم قال : شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت آمين ” () ، لنغتم الزمان وشرفه فربما لايعود وقد نموت قال بندار: «رمضان غُنمٌ للمؤمنين يغتنمه الفاجر» () ، وقال ابن الجوزي – رحمه الله -:ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويُقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور. (وقد كان جماعة من السلف يُبادرون اللحظات) فننقل عن عامر بن عبد قيس: أن رجلاً قال له: “كلمني” فقال له: “امسك الشمس”. ودخلوا على بعض السلف عند موته، وهو يُصلي، فقيل له، فقال: “الآن تُطوى صحيفتي”. ()

إخوة الدين : ليكن رمضان صفين من الشوائب والأردان نقدم الصالحات ونهجر السيئات ،فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إني صائم إني صائم ” () ،و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ” من لم يدع وفي لفظ : إذا لم يدع الصائم قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ” ()

عن أبي هريرة ” أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رب قائم حظه من القيام السهر ورب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش ” ()

وعن أبي هريرة قال : الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه فمن استطاع منكم أن يجيء غدا بصومه مرقعا فليفعل () ، وعن جابر بن عبد الله قال : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل فطرك وصومك سواء () ، وعن طلق بن قيس قال : قال أبو ذر : إذا صمت فتحفظ ما استطعت فكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلا للصلاة () ، و عن مجاهد قال : خصلتان من حفظهما يسلم له صومه الغيبة والكذب () ، و عن أبي العالية قال : الصائم في عبادة ما لم يغتب () ، و عن إبراهيم قال : كانوا يقولون : الكذب يفطر الصائم ()

قم الليل يا هذا لعلك ترشد إلى كم تنام الليل والعمر ينفد ؟

أراك بطول الليل ويحك نائما وغيرك في محرابه يتهجد

ولو علم البطّال ما نال زاهدٌ من الأجر والإحسان ما كان يرقد

فصام وقام الليل والناس نُوّمٌ ويخلو برب واحد متفرد

بحزم وعزم واجتهاد ورغبة ويعلم أن الله ذا العرش يُعبدُ

ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حياً مخلّدُ

كتبه

سعد بن عبدالله السبر

إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله

www.alsaber.net

27/8/1432

——————————————————————————–

() سورة آل عمران ، آية : 102 .

()رواه الإمام أحمد والنسائي

()تفسير القرطبي – (2 / 274)

()المناهل الحسان – (1 / 4)

()أخرجه البخاري في الأدب

()رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره

()المناهل الحسان – (1 / 84)

()أخرجه الحاكم وصححه

()أخرجه البخاري والنسائي والبيهقي

()أخرجه الحاكم وصححه والبيهقي

()أخرجه البيهقي

()أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي

()أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي

()أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي

()أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي

() أخرجه ابن أبي شيبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى