أوباما طلب من العسكريين تقديم خيارات بديلة لنشر قوات اضافية في أفغانستان

شبكة السبر- نيودلهي، لندن، كابول، طوكيو – أ ف ب، يو بي أي – ذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب من وزارة الدفاع (البنتاغون) تقديم خيارات أخرى حول حجم القوات في أفغانستان بما في ذلك إرسال أقل من حوالى 40 ألف رجل الى هذا البلد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تذكر اسميهما أن طلب أوباما جاء خلال اجتماعه مع كبار العسكريين في البيت الأبيض أول من أمس. وأيّد العسكريين إلى حد كبير طلب التعزيزات الذي قدمه الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان، الذي يقدر بحوالى 44 ألف رجل إضافي.
لكن أعضاء مجلس الأمن القومي بدوا منقسمين، لذا يسعى أوباما حالياً للتوصل إلى حل وسط يرضي عسكرييه ومستشاريه المدنيين في وقت واحد، على حد ما ورد في الصحيفة. وأوضحت أن البنتاغون سيطرح على الأرجح خيارات عدة على أوباما حول حجم القوات هذا الأسبوع. وإنه قبل تحديد حجم القوات، سيتعيّن على أوباما أن يقرر ما إذا كان يريد تبني استراتيجية تركز على مكافحة التمرد التي تتطلب قوات إضافية لحماية المناطق السكنية أو جعل مكافحة الإرهاب الهدف الرئيس للجهود الأميركية في هذا البلد.
وأوردت «واشنطن بوست» أنه تجرى مراجعة خيار الجمع بين الخيارين عبر التركيز على مكافحة الإرهاب في الشمال وبعض مناطق الغرب الأفغاني وتعزيز جهود مكافحة التمرد في الجنوب والشرق. وإن أوباما طلب مراجعة الوضع في كل ولاية على حدة لتحديد المناطق التي يمكن إدارة الوضع فيها في شكل فعال مع الزعماء المحليين.
وأشار أحد المسؤولين في الإدارة الأميركية إلى أن أوباما استمع خلال لقائه القادة الأمنيين إلى تقويمهم لمدى جاهزية قواتهم للاضطلاع بمهمات جديدة، وقال «إن كل قائد تحدث عن حال قواته كيف تتصرّف اليوم وماذا يمكن أن تكون التأثيرات في المدى البعيد».
ووضع المستشارون العسكريون نشر الجنود في أفغانستان ضمن نطاق انتشارها في مناطق أخرى بينها العراق.
وقال المسؤولون إن اللقاء لم يكن «لقاء توصيات» يتضمن خيارات حول كيفية الشروع في العمل، مضيفين أن ذلك سيأتي في اللقاء المقبل الذي لم يحدد موعده.
وأشارت الصحيفة إلى أن موعد إعلان أوباما قراره في شأن أفغانستان يبقى معلقاً في ظل طلبه لقاء آخر مع القادة الأمنيين والتوقعات بأنه سيلتقي مجدداً أرفع مستشاريه للأمن القومي قبل التوصل إلى نتيجة في شأن الموضوع، ما يجعل الوقت أمامه ضيقاً جداً لاتخاذ قرار قبل توجهه إلى آسيا في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وينتشر الآن في أفغانستان حوالى 67 ألف جندي أميركي و42 ألفاً من قوات حلف الأطلسي.
الاستقرار والسلام
على صعيد آخر، أكد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أمس في نيودلهي على ضرورة الانتصار في الحرب على «طالبان» في أفغانستان لتفادي عودة «الاضطهاد الوحشي» الى هذا البلد.
وقال بوش في مؤتمر حول القيادة في نيودلهي إن دحر المتمردين «ضروري للاستقرار» والسلام في المنطقة والعالم. وزاد: «اذا عادت طالبان والقاعدة وحلفاؤهما المتطرفون الى السلطة في أفغانستان فإن الشعب الأفغاني وخصوصاً النساء سيواجهان اضطهاداً وحشياً. هذه المنطقة والعالم سيتعرضان لمخاطر كبيرة».
وكان بوش دفع الكونغرس خلال ولايته الرئاسية إلى نزع صفة الدولة المارقة نووياً عن الهند والسماح لها بالحصول على تكنولوجيا نووية مدنية. وقال في نيودلهي أن كلاً من الولايات المتحدة والهند «شاركتا في مكافحة المتطرفين الذين قتلوا أبرياء من اجل فرض رؤيتهم الظلامية المتطرفة». وأضاف أن المتطرفين «هاجموا أهدافاً سياسية ومالية وديبلوماسية لأنهم يكرهون أسلوب حياتنا ورؤيتنا للحرية وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية والازدهار والسلام».
ويأتي حديث بوش هذا قبل أقل من شهر من ذكرى الهجمات التي شنها إسلاميون في بومباي في 26 تشرين الثاني وقتل فيها 166 شخصاً.
من جهة أخرى، قال بوش أن باراك أوباما لم يكن «خياره الأول» لتولي رئاسة الولايات المتحدة لكنني «أتمنى له النجاح ولن انتقده لأنه يواجه ما يكفي من الانتقادات».
نقص المروحيات
إلى ذلك، أفادت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية أمس أن ضابطاً بريطانياً كبيراً قتل في أفغانستان، حذر قبل شهر من وفاته من نقص المروحيات الأمر الذي يعرض القوات إلى مزيد من العبوات الناسفة على الطرق.
وقتل الكولونيل روبيرت ثورنيلوي من قيادة الكتيبة الأولى، في تموز (يوليو) الماضي بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور قافلته قرب لشقر غار (جنوب).
وفي تقرير أسبوعي إلى وزارة الدفاع، أشار ثورنيلوي، الذي كان يقود 1000 جندي، من نقص المروحيات ما يرغم الجنود على الانتقال براً ويعرضهم إلى مزيد من انفجار العبوات الناسفة، بحسب الصحيفة.
وجاء في رسالة ثورنيلوي التي حصلت «دايلي ميل» على نسخة منها «حاولت تحاشي عدم الشكوى من موضوع المروحيات، نعلم جميعنا انه لا يوجد ما يكفي منها (… )». وزاد: «لا يمكننا عدم نقل الجنود ونتيجة لذلك، عمدنا هذا الشهر إلى نقل عدد كبير منهم براً. هذا الأمر يعرضنا لمزيد من خطر العبوات الناسفة»، معتبراً أن المروحيات التي تعود للجيش الأفغاني «غير سليمة».
وفي تموز الماضي، احتدم جدل في بريطانيا حول مسألة نقص المروحيات إذ اعتبرت لجنة برلمانية أن هذا النقص يعرّض أمن القوات في أفغانستان للخطر.
وأخذت المعارضة المحافظة على الحكومة عدم وضع ما يكفي من مروحيات تحت تصرف العسكريين، الأمر الذي احتج عليه رئيس الوزراء غوردون براون.
مقتل 8 أفغان
من جهة أخرى، قتل 8 مدنيين أفغان بانفجار قنبلة زرعت بالطريق في شرق البلاد. وأفاد شاهد أن سيارة كانت تسير عبر قاع نهر جاف عندما انفجرت بها القنبلة.
وذكرت وزارة الداخلية أن الهجوم الذي وقع في إقليم ننكرهار يأتي بعد تفجير مماثل حصل الخميس الماضي في إقليم قندهار الجنوبي معقل «طالبان» والذي أودى بحياة أربعة أفغان بينهم امرأة وطفل.
وقال قرويون إنه يبدو أن زعيماً قبلياً كان يستقل السيارة هو المستهدف في الهجوم.
كما أعلنت وزارة الداخلية أن الشرطة وقوات حلف الأطلسي قتلت حوالى 26 مسلحاً أفي إقليم غزنة (شرق).
برنامج مساعدات ياباني
وفي إطار المساعدات التنموية، ذكرت الصحف اليابانية أمس أن طوكيو التي أعلنت وقف مهمتها البحرية لتقديم الدعم اللوجستي للتحالف الدولي في أفغانستان، ستسهم في إنشاء البنى التحتية وتحسين القطاع الزراعي في البلاد. وهي تعد إحدى أبرز البلدان المانحة مع وعود بتقديم مساعدة قيمتها بليونا دولار.
وينص البرنامج الذي يبدأ العام المقبل على شق طرق وتقديم مساعدة للري وتأمين التدريب المهني لعناصر سابقين في «طالبان» بحسب صحيفة «نيكاي بزنس دايلي».
وأبلغت طوكيو رسمياً السلطات الأميركية انها ستعلق في كانون الثاني (يناير) المقبل مهمتها البحرية لتقديم الدعم اللوجستي للتحالف الدولي في أفغانستان.
وخلال زيارة لباكستان منتصف الشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية الياباني كاتسويا أوكادا انه سيكون «من الصعب» على الحكومة أن تطلب من البرلمان تمديد هذه المهمة.
وطالب الحزب الديموقراطي الياباني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الجديد، دائماً بسحب البحرية اليابانية بحجة أن اليابان دولة سلمية يجب ألا تشارك في «حرب أميركية».
==
دار الحياة