مقالات الشيخ سعد السبر

آلا بذكر الله تطمئن القلوب

ذكر الله وترديده أمر مرغبا فيه ورد في آيات كثيرة حثاً للنبي صلي الله علية وسلم عند مدلهمات الأمور و الأمة من بعده( وأذكر ربك إذا نسيت) ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبحوه بكره وأصيلا ) .

فالذكر هتاف بالرحمن و اسمه يغير القلوب ويريحها ويجلوا صداها ويطيبها ، يظن البعض أن الذكر مجرد أذكار تقال صباحاً ومساءاً لأجل أنها مرغب فيها وهذا غير صحيح ، الذكر حياة القلوب وغذاء الأرواح قال صلي الله علية وسلم ( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت ) فكيف تكون الحياة والموت لاشك القلب الذاكر حي متعلق بربة خائف وجل مراقب لربة يعلم انه يراه ويسمعه يذكره فيتذكر عظمته فيقشعر قلبه وجلده ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله ).

لا يعصي ربه ولا يخالفه لأنه مقر انه مراقبه ، الذكر إذا غذاء الأرواح كما أن الأجساد غذائها يخرج من الأرض الذي هو مادة خلقها فذكر خالق الأرواح غذائها لأنه منشئوها وفاطرها فتحيا الروح بذكره وتتلذذ كما تتلذذ الأجساد بالطعام بل هو اشد

نبيا يذكر الله ويدعوه في أشد المواقف خوفا ويثق بنصره فينصره، عروه ابن الزبير يقول متي سجدت اقطعوا قدمي لمرض أصابها لان قلبه يطمئن عند ذكر ربه وينسى الدنيا وما فيها فينسى الألم وشدته. يقول أحد السلف لو يعلم الملوك و أبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف لماذا لأنهم عاشوا لذة الذكر فارتاحت قلوبهم , وذكر شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في المجلد الأول أن الذكر غذاء الأرواح في الدنيا والآخرة وسبب سعادتها وشقائها ، عندما غفل الناس عن ذكر الله النتيجة تسلطت الأمراض وضاقت الصدور وحصلت الحسرات وكثرة الويلات ( ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطا فهو له قرين ) .

كم هم المرضى الذين يرتادون العيادات النفسية والذين يذهبون للقراء كثيرون كما هو مشاهد , السبب هو الغفلة عن ذكر الله واستبدال ذكر الرحمن بذكر الشيطان .

إذا لابد من رجعه لمن أراد الحياة السعيدة الهنيه الرضية .

وثمة أمر أخر بعض الناس يقولون ذكرت الله وحافظت على الأذكار ومع ذلك مرضت فنقول الأذكار سبب والحافظ الله وخير البشر محمد صلى الله عليه وسلم سحر وهو أتقاهم والأسباب تركها قدح ، والاعتماد عليها شرك ، و كل من عند الله .

عجبا لنا نقرأ فضل الذكر ونتركه لدينا الحصن الحصين من شياطين الإنس والجن ولكن تركناها فوقعنا في الهاوية (ومن يريد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يريد أن يضله يجعل صدره حرجا كأنما يصعد في السماء) .

أحبتي نسأل الله أن يشفى الأسقام ويريحنا من همومنا وغمومنا ويفرج بذكره كروبنا وينور صدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى