تعلم التوحيد وتحقيقه و الحذر من الأحزاب (حزب الخوان المسلمين وفروعهم السرورية والقطبية والبنائية)
الحمد لله جعل العاقبة للمتقين ، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمائه وسابغ عطائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير الورى وأفضل الأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله حق التقوى، واخشوا يوما لا يجزيء والدٌ عن ولده ولامولودٌ هو جاز عن والده شيئا. قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ([1]).
أيها الموحدون: إن الله خلقنا لعبادته وتحقيق توحيده. فعن ابن عباس، في قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) ([2]): إلا ليقروا بالعبودة طوعاً وكَرها. انتهى كلامه ([3]).فعلينا جميعا أن نجد ونجتهد؛ لأجل أن نتعلّم ويتعلم أبناؤنا وبناتنا، وأهلُنا العلمَ النافع والعمل الصالح، فثمت أمرُ مهم يجبُ الإهتمامُ له والتنبيهُ عليه، وهو تعليمُ الأبناءِ التوحيدَ الصحيحَ وأن يحقققوا التوحيد وهو أن يعبدوا الله وحده ولايشركوا به شيئا، وأن نعلمَهم الخوفَ والحذرَ مما يُضاد التوحيد من شبهاتٍ، ومن هذه الشبهاتِ، مخالفةُ عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ في وجوبِ طاعةِ ولاةِ الأمرِ والسمعِ والطاعةِ لهم، ومحبتِهم والدعاءِ لهم، فعلينا أن نحذر من مخالفة عقيدة أهل السنة والجماعة،ونعلِّمَ ونُعلَّم أن الواجب علينا السمعُ والطاعة لولاة أمرنا.قال الله تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ) ([4]) ، و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ» ([5])،وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» ([6]). قال الطحاوي رحمه الله: (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة) ([7]) .. انتهى كلامه، وعلينا تحذيرُ الأبناءِ والبناتِ من الأحزابِ والحزبيةِ البغيضةِ المقيتةِ المخالفةِ لشرعِ الله، ولكتابهِ وسنةِ نبي صلى الله عليه وسلم.
إخوة الدين والعقيدة: إن مخالفةَ عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ، ومخالفةَ منهجِهِم سببهُ التربيةُ الحزبيةِ، والتأثرُ بحزبِ خوانِ المسلمين، وخوانِ الدين، الإخوانِ المسلمين المفلسين المفسدين الإرهابيين، وجماعةِ التبليغِ الصوفيةِ البدعيةِ، وتنظيمِ القاعدةِ وجَبهةِ النصرةِ، وداعش، وتقبلِ فِكرِهم وأطروحاتِهم بجميع أطيافِهِم وفِرقِهِم، كالسروريةِ والبنائيِةِ والقطبيةِ، وبمُؤسسهِم حسنِ البنا الصوفي القبوري، وأنتج حسنُ البنا وحزبُه للمسلمين سيدَ قطب، والقرضاوي والددو، ومن يُحاكم بتهمةِ الانتماء لحزبِ خوانِ المسلمين من دعاة الفتنة والشر، ومن سار على منهجِهِم واتبعهم ، فالتأثر بهؤلاء جعل بعض أبناءَ المسلمين، يكفرون المسلمين، ويستحلون دماءهم، ويدمرون أوطانهم في الربيع العربي العبري وفي غيره، بل وبعضهم يقتلون آباءَهم وأمهاتِهم وأقاربَهم وأهلهَم، ويحاربون كل موحد (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) ([8])، كل ذلك طاعة لإيران وحزبها ومن معها وهذا الحزب الذي هو من عبيد إيران حزب الخوان خوان المسلمين الذين يتسمون بالمسلمين وهم يحاربون التوحيد والمسلمين .
عباد الله: إن الواجب على المعلمِ والمعلمةِ، والأبِ والأمِ، والمجتمعِ، ووسائلَ الإعلامِ، وكلِ التربويين ،التحذيرُ من هؤلاء الأحزابِ وتبيينُ خطرِهم وشرِهم، وتنقيةُ عقولِ الأبناءِ والبناتِ من شرِ شبهاتِهم، فخطرُ الشبهاتِ عظيمٌ، تجعلُ القلبَ سقيما، والعقلَ في يدِ من لايخافُ ربَ العالمين، فواجبُ على الجميع القيامُ بواجبه. فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([9])
([1]) سورة آل عمران، آية: 102.
([3]) تفسير الطبري (22 / 444).
([5]) رواه مسلم حديث رقم ( 1836).
([6]) رواه البخاري حديث رقم(7053) ، ورواه مسلم ( 1849).
(([7] شرح الطحاوية – ط الأوقاف السعودية (ص: 371)
(([9] رواه البخاري بَابٌ: المَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا حديث رقم 5200 صحيح البخاري (7 / 32)، ومسلم باب فضيلة الإمام العادل، وعقوبة الجائر، والحث على الرفق بالرعية، والنهي عن إدخال المشقة عليهم حديث رقم 1829 صحيح مسلم (3 / 1459).