رحلت ياجدي

رحلت أبا إبراهيم
بقيت ذكراك
نعم فكم كنت تجمع القلوب
وكم كان المال لا يساوي عندك شيئاً
وكم كنت عامل لتجلب قوت يومك فقط
وكم حرصت على اليتيم حتى كبر
والصغير حتى يكبر
فهاهم اليوم
منهم الحافظ لكتاب ربي
ومنهم معلم الناس إلى طريق الهدى وداعية إلى سبيل الله
ومنهم الضابط
والمعلم
والحافظة لكتاب الله
والمعلمة
والمهندس
والقاضي
والقائمة على الفقراء
فهنيئا لك هذا الخلف الصالح
وهنيئا لك الحسنات الجارية
هذه مقدمة مختصرة مخاطبا فيها جدي علي بن إبراهيم بن علي السبر رحمه ربي و جعله قبره روضة من رياض الجنان
فقد انتقل رحمه الله في يوم السبت الخامس من شهر شوال من عام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام
لقد تعلمت من جدي الرحمة بالصغير والعطف عليه فكما كان يحن علينا عندما كنا صغار عندما يرى اجتماعنا أحفاده في منزله نهاية الأسبوع بأن يخرج بنا في نزهة قصيرة إلى نخل ابن محيا والولوج إلى بركة النخل والسباحة فيها , كم كانت هذه الطلعة فرصة للترويح والقرب منه وتعلم الوفاء من أهل الوفاء .
لقد تعلمت من جدي العطف على الكبير والعناية به , فجدة أمي كم كان لها أنيسا بالزيارة صباحا ً مع أن صلة القرابة أنها أم زوجته رحمها الله , وزوجته جدتي متوفية منذ زمن , ومع ذلك الوفاء من أهل الوفاء حتى في الأعياد يحرص على حضورها .
لقد تعلمت من جدي الصلح بين الزوجين , وهي قصة أعرفها امرأة من العائلة تركت زوجها وهجرته لأشهر فجاء الزوج لجدي طالب شفعتاه فقال له جدي قم الآن وترجع زوجتك , وذهب إلى الزوجة وأقنعها ولم يخرج الزوج إلا بزوجته
هذا غيض من فيض
أخيرا : إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون , وجمعنا بك في جنات النعم
حرر في سحر يوم الخميس العاشر من شوال