عيدٌ وَطَنٍ آمِن
الحَمدُ لِلَهِ صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ اَلْأَحْزَابَ وَحَدَهُ، وَنَصَرَ جُنُودَنَا فِي الحَدِّ عَلَى الأَعْدَاءِ بِقُوَّتِه،وَوَفَقَ رِجَالَ أَمْنِنَا لِدَحْرِ الأَعْدَاءِ وَالخَوَارِج ِ. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، عَدَدَ قَطرِ الأَمْطَارِ، اللهُ أَكْبَرُ عدَدَ وَرقِ الأشْجَارِ ، اللهُ أَكْبَرُ مَا تَقَلَّبَ الـْقَمَرَانِ ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا لَبَّى حاجٌ وَكَبَّر، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا دَعَا طَائِعٌ وَاسْتَغْفَرَ، اَللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا وَجَّهَ جُنُودُنَا أَسْلِحَتَهُمْ لِلْأَعْدَاءِ وَكَبَّرُوا، والله أكْبَر كُلَّمَا انْتَصَرَ رِجَالُ أَمْنِنَا وَهَلَلُّوا وَكَبَرُّوا ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهَ ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي أُلُوهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَلقائدُ المُظَفرُ ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَفْضَلُ اَلْبَشَرِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ.
اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ , لا إِلَهَ إِلا الله ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الْحَمْد .
أَمَّا بُعْدُ : فَأُوصِيْكُمْ أَيُّهَا اَلنَّاسُ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اَللهِ فَهِيَ النَّجَاةُ فِي الدُّنْيَا، وَالسَّعَادَةُ فِي الأُخْرَى (يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقَوْا اَللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ([1]) .
أَيُّهَا اَلْمُسْلِمُونَ : رَحَلَ رَمَضَانُ وَفِي رِحْلَتِهِ عِبَرٌ وَ عِظَات، نِعْمَةٌ تَتِمْ، وَعَمَلٌ صَالِحٌ يُرْفَعْ، وَابْتِهَاجٌ بِالعِيْدِ، لِذَا كَانَ مِنْ السُّنَّةِ الفَرَحُ بِالعِيْدِ فَهُوَ يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، لَا يَوْمَ حُزْنٍ وَهُمُوْمٍ، إِنَّهُ يَوْمُ صِلَةٍ وَتَصَافِي، لَا يَوْمَ قَطِيْعَةٍ وَتَجَافِي،. هَذَا يومٌ تُكَبِّرُونَ اَللهَ فِيهِ عَلَى مَا هُدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (قَلْ بِفَضْلِ اَللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلِيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرُ مِمَّا يَجْمَعُونَ)([2]) .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
أَيُّهَا اَلْمُوَحِّدُونَ : اِحْذَرُوا مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ فَإِنَّهُ مُحْبِطٌ لِلْأَعْمَالِ، وَالجَنَّةُ حَرَامٌ عَلَى صَاحِبِهِ، قَالَ اَللهُ تَعَالَى: ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) ([3]) .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
إِخْوَةَ اَلدِّينِ : اِعْلَمُوا أَنَّ اسْتِقْرَارَ المُجْتَمَعَاتِ سَبَبٌ فِي اسْتِمْرَارِ العَيْشِ الآمِنْ، وَسَبَبٌ فِي أَدَاءِ العِبَادَاتِ فِي آمَانٍ، وَأَنَّ مِنْ أُسُسِ هَذَا اَلدِّينِ، وُجُوبَ لُزُومِ الجَمَاعَةِ، والسَّمْعَ لِوُلَاةِ اَلْأَمْرِ وَالطَّاعَةِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ لِلهِ؛ لِتَحْقِيْقِ الأَمْنِ وَالأَمَانِ قَالَ اللهُ تَعَالَى( يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أُطِيعُوا اَللهَ وَرَسُولَهُ وَأَوَّلِيٌّ اَلْأَمْرُ مِنْكُمْ..) ([4]) .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
جُنُودَنَا فِي الْحَدِ وَرِجَالَ أَمْنِنَا :أَنْتُمْ جُنُودُ الوَاحِدْ الأَحَدْ، وَأَنْتُمْ حُمَاةُ اَلدِّينِ وَ البَلَدْ، بَعْدَ اللهِ الفَرْدِ الصَّمَدْ، تَرَكْتُمَ الأَهْلَ وَ الدُّورْ، واخْتَرْتُمُ اَلرِّبَاطِ عَلَى اَلثُّغُورِ، وَسَهِرْتُمْ فِي المُدُنِ وَالمُحَافَظَاتِ وَالْقُرَى وَالهِجَرِ وَالطُّرُق ِ، وَ تَحْرُسُونَ وَتُقَاتِلُونَ اَلْعَدُوَّ ؛ لِنَرْتَاحَ وَنَأْمَنَ ، وَنَفْرَحَ بِالْعِيدِ، وَإِنْ كُنَّا نَعِيْشُ فَرْحَةَ العِيْد، إِلا أَنَّ مِنْكُمْ مَنْ يَعِيْشُ فَرْحَتَيْنِ: فَرْحَةُ عِيْدٍ، وَ فَرْحَةُ أَمْنٍ وَأَمَانٍ وَرَاحَةٍ وَاطْمِئْنَانٍ .
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا» ([5]) ، و عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» ( [6]) .
نُبَارَكُ لَكُمْ حُلُوْلَ الْعِيْدِ، جَعَلَهُ اللهُ عِيْدَ نَصْرٍ وَ عِزٍّ، وَأَمْنٍ وَ اسْتِقْرَارٍ وَهَنِيْئًا لَكُمْ إِذْ جَمَعْتُمْ بَيْنَ الرِّبَاطِ وَالصِّيَامِ فِي سَبِيْلِ اللهِ، تَقَبَّلَ اَللهُ طَاعَتَكُمْ، وَنَصَرَكُمْ عَلَى أَعْدَاءِ الدِّيْنِ مِنْ خَوَنَةٍ وَمُنَافِقِيْنَ وَحُوثِيِّينَ، وَخَوَارَجَ وَحِزْبِيِّينَ ، وَإِرْهَابِيِّينَ ، نَصَرَكُمْ اَللهُ، وَأَيَّدَكُمْ بِتَأْيِيدِهِ، وَتَقَبَّلَ شُهَدَاءَكُمْ، وَشَفَى مَرَضَاكُمْ وَجَرْحَاكُمْ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
أَيُّهَا اَلقانتون : اِحْرِصُوا عَلَى أَنْ تُحَافِظُوا عَلَى عَمَلِكُمْ اَلصَّالِحِ وَبِنَاءِكُمْ فِي رَمَضَانَ، وَأَنْ تَصُومُوا سِتًا مِنْ شَوَّالٍ قَالَ رَسُولُ اَللهِ – صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – «مَنْ صَامَ رَمَضَانُ، ثُمَّ أَتَّبِعُ سِتًّا مِنْ شَوَّالِ، كَانَ كَصِيَام اَلدَّهْرِ » ([7]) رواه مسلم.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيم…..
الْحَمْدُ لِلهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللهَُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسُلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ، أَمَّا بَعْدَ فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي اَلسِّرِّ وَالْعَلَنِ .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
أَيُّتهَا الْمُسْلِمَات :
يَا مَعْقِدَ الآمَالِ .. وَمَصْنَعَ الرِّجَالِ: إِذَا كَانَتِ الهَجْمَةُ شَرِسَةً عَلَى عُمُومِ الأمَّةِ، فإنَّهَا عَلَيْكُنَّ أَشَدُّ وَ أعْظَم.
أنْتُنَّ المُرَبِيَاتُ وَالقَائِدَاتُ لِلأجْيَالِ وَالرِّجَالِ ، وَالصَّالِحَاتِ الحَافِظَاتِ للأعْرَاضِ بَعْدَ اللهِ ، فَقَدْ قَالَ اللهُ:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}سورة الأحزاب59
إِنَّهَا تَشْرِيْعَاتٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَتْ مِنَ البَشَرِ، جَاءَتْ لِحفْظِ المَرْأَةِ وَصِيَانَتِهَا ؛لِتَكُونَ الأمَّ والأختَ والبِنْتَ وَالزَّوْجَةَ الصَّالِحَةَ.
كتبه : د. سعد بن عبدالله السبر
جوال:0504250193
27رمضان1440
( [1]) سورة آل عمران، آية 201.
( [2]) سورة يونس، آية 58.
( [3]) سورة المائدة، آية 72.
( [4]) سورة النساء، آية 59.
( [5]) رواه البخاري بَابُ فَضْلِ رِبَاطِ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ حديث رقم 2892 صحيح البخاري (4 / 35).
[6]) ) رواه البخاري بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حديث رقم 2840 صحيح البخاري (4 / 26)، ورواه مسلم بَابُ فَضْلِ الصِّيَامِ فِي سَبِيلِ اللهِ لِمَنْ يُطِيقُهُ، بِلَا ضَرَرٍ وَلَا تَفْوِيتِ حَقٍّ حديث 1153 صحيح مسلم (2 / 808) .
( [7]) رواه مسلم بَابُ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ إِتْبَاعًا لِرَمَضَانَ حديث رقم 1164صحيح مسلم (2 / 822).