فتاوى واحكام

كيف تعامل الصحابة الكرام مع القرآن الكريم – فتاوى الصيام

سائل يسأل ويقول :

كيف تعامل الصحابة الكرام مع القرآن الكريم ؟

يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر :

الحديث عن القرآن لايمل ، فهذا ابن عمر يقرأ القرآن طوال العام ولكن يضع لنفسه ختمة خاصة بالتدبر يقول ( مكثت فيها عشر سنين ) فكانو يرون حال النبى صلى الله عليه وسلم ويطبقون مايرون فكان قائلهم يقول ( هيا بنا نؤمن ساعة ) وكان حالهم مع التدبر عظيم ، فهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقرأ قوله تعالى ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) فيخر مغشيا عليه ، وابو بكر رضى الله عنه تقول عنه عائشة ( إن ابو بكر رجل أسيف لايسمع الناس القرآن ) أسيف من شدة التأثر  ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَصْبَحَ بِآيَةٍ وَالْآيَةُ (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فإنك أنت العزيز الحكيم)

هذا القرآن العظيم لم ينزل عبثا وإنما من أجل أن نقرأ ونتدبر ونطبق عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” اقْرَأْ ” . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ . قَالَ : ” نَعَمْ ” . قَالَ : فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا سورة النساء آية 41 . قَالَ : ” حَسْبُكَ الآنَ ” . فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ .

لم يكن حال النبى صلى الله عليه وسلم مع القرآن مجرد بكاء بل كان هناك عمل ، كان هناك رفق بالناس رفق بأمته وعندما آذاه أهل الطائف قال (  فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) واستجاب الله تعالى له فخرج من أصلاب هؤلاء من يعبد الله ويوحده .

قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات ، لم يجاوزوها ، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .

فهذا هو الهدف والمقصد من القرآن وهو العلم والعمل .

للاستماع ومشاهدة الفتوى :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى