لجان المناصحة للدكتور محمد المصري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . أما بعد,
فإن النصيحة في اللغة هي الإخلاص وتخلُّص الشيء من الشوائب وإصلاح الخلل وهي في الشرع كلمة جامعة مرادفة للدين . قال نبينا : ” الدين النصيحة. الدين النصيحة. الدين النصيحة” فلما سُئِل لمن يا رسول الله! قال: ” لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم “.
والنصيحة أمر مقصود تعني إرادة الخير للمنصوح له ابتغاء مرضات الله وهي عكس الغش , وحيث إنها من قواعد الدين فقد كان النبي  يأخذ بها البيعة كما في حديث جرير - -( بايعت رسول الله على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) وإذا قام الناصح باستخدام أفضل الوسائل التي يرجى معها استجابة المنصوح وكان عمله خالصاً لوجه الله تحقق له الأجر عند الله كما قال تعالى لنبيه : ” إنما عليك البلاغ ” والهادي هو الله سبحانه وتعالى , وإن من أجمل صور النصيحة في بلادنا ما قامت وتقوم به لجان المناصحة التابعة لوزارة الداخلية في بلادنا الغالية والتي تضم نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء وأساتذة الجامعة وعدداً من الدعاة والمختصين في أنحاء شتى من المملكة .يجيبون من خلالها عن الشبهات التي وقع فيها الشباب وانحرفت بهم عن جادة الصواب إلى براثن الغلو والتكفير , وقد نجحت هذه الحملة ولله الحمد في رد كثير منهم إلى جادة الوسطية والصواب ،ومن خلال اطلاعي وبحثي الشخصي في إيضاح الحقائق وكشف الشبهات حول أهم الموضوعات التي كانت سبباً في الانحراف . ألا وهي :-
1. تكفير الحكومات والمجتمعات .
2. إخراج المشركين من جزيرة العرب .
3. التعامل مع الكفار .
4. الحكم بغير ما أنزل الله.
5. موالاة الكفار .
6. العمليات الانتحارية والجهاد , وكيفية إنكار المنكر , والخروج على الحكام وحرمة الدماء وبيان المعصوم منها .
وتمتاز هذه اللجان بأنها مكوَّنة من ثلاثة تخصصات علمية واجتماعية وأمنية مما يعني توازناً في هذه اللجان في معالجة ظاهرة أرَّقت مجتمعنا المسلم وأقضت مضاجعه, ومع هذا النجاح الباهر إلا أنها جوبهت بحملات ظالمة من بعض وسائل الإعلام التي تعتمد الإثارة طريقها وتتخذ من الجزئيات وسيلة للحكم على الكليات , فلا يضر هذه اللجان عدم استجابة بعض المتلقين لنصائحها . كما لا يضيرها تراجع بعض التائبين عن توبتهم فإن الهداية بيد الله وأصابع العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ولا يعني هذا عدم وجود قصور فان القصور من طبيعة البشر لكن لا يجوز أن تقلب الأمور ويحكم بالفشل على جهود يكمل بعضها بعضاً وإنني اعتقد أن إنشاء محاضن تربوية للتائبين والمنصوحين يجتمعون خلالها كل فترة حسب ما تراه تلك اللجان ربما سدّ ثغرة عودة بعض التائبين إلى طريق الردى والغلو مرة أخرى ,وأفاد في متابعتهم دون تكلفة من جهة أخرى , وإن دعم هذه اللجان بالرأي والاقتراحات النافعة هي الوسيلة لاستمرار نجاحها أما النقد الهدام فمعناه العودة إلى نقطة الصفر وإلى ما كانت عليه الأوضاع قبل قيام هذه اللجان بدورها البناء والله من وراء القصد .