أسباب الإرهاب

الحمد لله جمع شملنا وكبت عدوانا وثبت أمننا وأسبغ علينا النعم ودفع عنا النقم أحمد سبحانه على نعمة الإيمان والاطمئنان والصحة في الأبدان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في أُلوهيته وفي ربوبيته وفي أسمائه وصفاته تنزه وتقدس عن الأشباه والأمثال والنظائر والأنداد ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وأمينه على وحيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فبها النجاة من غضب الجبار ومجاوزة الصراط ودخول الجنان ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) ()
أيها الناس : في الأسبوع الماضي كشف الله سريرة الإرهاب والإجرام وأهله وأبان غيهم وأظهر فجورهم وأخرج خططهم وأنهم مازالوا يحاولون ويبحثون ؛ ليجدوا فرصة ليُقيضوا فيها أمننا ويُخيفوا بلادنا ويسلبِوا أبنائنا ويجعلوهم وقودا وحطبا لأفكارهم وتنفيذا لمخططاتهم ويطعنوننا في صدورنا بخناجر أبنائنا ، ولكن الله بالمرصاد كشف سترهم وعَورَهم
وتبينت حقيقتهم فلله الحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً .
أيها المؤمنون : يستمر الإرهاب والإرهابيون يُخططون لقتل الموحدين ومهاجمة المسلمين وإخافتهم فلماذا هم مستمرون وماذا يريدون ؟؟ وهم يعلمون أن الإرهاب
محرم وممنوع منه شرعًا ، لأنه عدوان على الناس ، وسعي في الأرض بالفساد ، وقد قال تعالى: { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا } () ، وقال تعالى: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } () ، وقال تعالى: { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } () ، قال القرطبي : “نهى – سبحانه- عن كل فساد قل أو كثر بعد صلاح قل أو كثر فهو على العموم على الصحيح من الأقوال ” () وقد صدر عن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية عام 1409هـ ” قرار رقم 148 ” بيان لعقوبة من قام بأعمال تخريبية جاء فيه: ” من ثبت شرعًا أنه قام بعمل من أعمال التخريب والإفساد في الأرض التي تزعزع الأمن بالاعتداء على الأنفس والممتلكات الخاصة أو العامة كنسف المساكن أو المساجد أو المدارس أو المستشفيات والمصانع والجسور ومخازن الأسلحة والمياه والموارد العامة لبيت المال كأنابيب البترول ، ونسف الطائرات أو خطفها ونحو ذلك ، فإن عقوبته القتل لدلالة الآيات المتقدمة على أن مثل هذا الإفساد في الأرض يقتضي إهدار دم المفسد ؛ ولأن خطر هؤلاء الذين يقومون بالأعمال التخريبية وضررهم أشد من خطر وضرر الذي يقطع الطريق فيعتدي على شخص فيقتله أو يأخذ ماله ، وقد حكم الله عليه بما ذكر في آية الحرابة ” () ()
أيها الأحبة: إذا تبين لنا حكم الإرهاب والإجرام فلماذا هؤلاء مستمرون في غيهم وباطلهم وإجرامهم ؟؟ لاشك أن سبب استمرارهم في غيهم وإرهابهم الخلل الفكري في عقولهم وتوجهاتهم لجهلهم وقلة علمهم وتتلمذهم على أيدي من لا علم عنده ، أو على أنفسهم ، فلا يقتدون ولا يهتدون بما عليه العلماء الراسخون ، بل يقدحون فيهم ، ويلمزونهم . () وهؤلاء الغلاة يعتدون بآرائهم ، وينساقون مع أهوائهم ، فيحرمون العلم النافع المتلقى من مشكاة النبوة وأنوار الرسالة ، ويقعون في ضروب من الضلال ، والقول على الله بغير علم ، فيَضلون ويُضِلون () .
ومن الأسباب أن العداء بين الحق والباطل قديم ، وهو باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فمنذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ومؤامرات الأعداء ومكرهم وكيدهم لهذا الدين ، ولرسوله وأتباعه يتتابع ، وقد بين الله تعالى موقف الأمم الكافرة من المسلمين فقال عز وجل: { وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } . ()
قال ابن كثير رحمه الله: ” أي هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه ، غير تائبين ولا نازعين ” ()
ومن الأسباب وأخيرًا فقد حرصوا أن يتهم المسلمون خاصة بالإرهاب ، لتسويغ ما يقومون به من حملات عسكرية ، وضغوط اقتصادية ظالمة على الدول والشعوب الإسلامية ، كما جعل من ذلك ذريعة إلى أن يوقف من تنامي المد الإسلامي ، وأن يحد من نشاط الجمعيات الإسلامية والمؤسسات الخيرية () .
ومن الأسباب التعصب للجماعة أو الطائفة () فيعادي من سواهم ولا يقبل إلا منهم ويرد الحق إذا جاء من غيرهم .
أيها الموحدون المشكلة الحقيقة أن من يُخيف الناس ويُفسد في الأرض لا يعلم أنه محقق لخطط الأعداء
أيها الموحدون المشكلة الحقيقة أن من يُخيف الناس ويُفسد في الأرض لا يعلم أنه محقق لخطط الأعداء ومنفذ لما يريدون ودونكم ما حل بالعالم الإسلامي في العراق وفي أكثر البلاد الإسلامية من بسط نفوذ الأعداء وهيمنتهم إذا فلنتنبه لأنفسنا يا معاشر الشباب ولنحذر أن نكون عونا لأعدائنا على أهلا وبلادنا وعلمائنا وولاتنا ومكتسباتنا
أيها الإخوة في الأسبوع القادم يوم عاشوراء صوموه وصوموا يوما قبله أو بعده ولايفوتكم فضله ففي صحيح مسلم وفي صحيح مسلم
——————————————————————————–
() سورة آل عمران، آية : 102 .
() سورة المائدة ، الآية: 32 .
()سورة المائدة ، الآية: 33 .
()سورة الأعراف ، الآية: 56 .
()الجامع لأحكام القرآن 7 / 226 .
()مجلة البحوث العلمية العدد الرابع والعشرون 1409ه ، ص 386 .
()أسباب ظاهرة الإرهاب للدكتور . عبد الله بن محمد العمرو (1 / 7)
()انظر: ناصر العقل ، الأهواء والفرق والبدع عبر تاريخ الإسلام 2 / 104-106 .
())أسباب ظاهرة الإرهاب للدكتور . عبد الله بن محمد العمرو (1 / 9)
() سورة البقرة ، الآية: 217 .
()تفسير القرآن العظيم 1 / 254 .
()أسباب ظاهرة الإرهاب للدكتور . عبد الله بن محمد العمرو (1 / 21)
()أسباب ظاهرة الإرهاب للدكتور عبدالله العمر (1 / 29)