خطب الشيخ سعد السبر

ابن العلقمي وابن الطوسي في العوامية – خطب الجمعة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي طريق الاجتماع والإتلاف والتآلف ، والتحاب والتآخي(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (آل عمران :102)

أيها المسلمون : إن من أصول الإسلام العظيمة الاعتصام بحبل الله جميعاً وعدم التفرق قال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) (آل عمران :113) وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) (الانعام:159)

.وقد كان المسلمون على ما بعث الله به رسوله من الهدى ودين الحق الموافق لصحيح المنقول وصريح المعقول، فلما وقعت الفتن اختلف الناس وتفرقوا فخرجت فرق كثيرة مصداق لحديث النبي(تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) (1) ، فأعظم الفرق وشرها فرقة الرافضة الشيعة الذين خرجوا من الكوفة  ، ولذلك جاء في أخبار الشيعة بأنه لم يقبل دعوتهم من أمصار المسلمين إلا الكوفة وسبب ظهور هذه الفرق بحسب البعد عن “الدار النبوية” لأن البدعة لا تنمو وتنتشر إلا في ظل الجهل، وغيبة أهل العلم والإيمان، ولذلك قال بعض السلف: من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله للعالم من أهل السنة  ؛ وذلك لسرعة تأثرها هؤلاء بأعاصير الفتنة والبدعة لضعف قدرتهم على معرفة ضلالها، واكتشاف عوارها، ولذا فإن خير منهج لمقاومة البدعة، ودرء الفرقة، هو نشر السنة بين الناس، وبين ضلال الخارجين عنها، ولذلك نهض أئمة السنة بهذا الأمر، وبينوا حال أهل البدعة، وردوا شبهاتها .

أيها الأحبة : إن الرافضة غلوا في الدين غلوا عظيما حتى جعلوا عليا إلها مع الله !!!، وجعلوه أفضل من الأنبياء ؛ ولأجله خلق الله آدم والخلق  ، وباطلهم وفجورهم مبنيٌ على الغلو ، فغلو في القرآن فقالوا إنه محرفٌ ، ولو قال جهالهم نحن نقرأ قرآنكم يا أهل السنة فهذا من كذبهم ودجلهم وتقيتهم ، فاحذروا يا معاشر المسلمين منهم ، لأنهم لا يؤمنون بقرآننا وكتبهم مملوءة التصريح بتحريف القرآن حتى ألف فاجرهم الطبرستي كتابا سماه فصل الخطاب في تحريف كلام رب الأرباب(2) ، وجاء الخميني الهالك وقال إن القرآن محرف  ، وزاد غلوهم حتى جعلوا الإمامة لعلي وأبنائه وأحفاده أصلا من أصول لدين (3) ، وكفروا الصحابة وأجمعوا على ردتهم (4) ، وكفروا أمهات المسلمين ، وجعلوا عائشة رضي الله عنها وعن أبيها زانيةً والله طهرها وبرأها في القرآن (5)  ، وغدروا بالحسين عندما دعوه ؛ ليأتيهم بالكوفة ،فغدروا به وقتل الحسين رضي الله عنه وقتل سائر أصحابه، وكان آخر كلامه قبل أن يسلم الروح : “اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا”(6) ، وكفروا أهل السنة ، وبحثوا عن قتلهم ، وأباحوا دماء أهل السنة وأموالهم ، فيروي محدثوا الشيعة وشيوخهم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: “خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس”، وأفتى الخميني بقوله: “والأقوى إلحاق النواصب بأهل الحرب في إباحة ما اُغْتُنِم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه”  ، وغلو الرافضة أكثر من أين يحصر ، ولكن بحسبكم إشارات تُقرب القصد وتحقق المبنى.

إخوة العقيدة : إن الرافضة يعيشون في العالم الإسلامي ، ويعيشون معنا وفي بلادنا ، ولهم حق المواطنة ، فالدولة يسرت لهم الوظائف وفتح لهم بابا الأرزاق بفضل الرزاق ، وجعلتهم يملكون ويتملكون ولهم كامل حقوق المواطنين ماداموا ملتزمين بحقوق وطننا ، ولابد أن يكون ولائهم لبلادنا وولاتنا ، فإن غيروا وبدلوا وجب إقامة الحد عليهم والقصاص منهم ، فهم محترمون ومحفوظون ما حفظوا حق الوطن والمواطنة .

أيها الإخوة يُقال هذا الكلام ويُثار ؛ لأن الرافضة في هذا الأسبوع قاموا بتخريب في العوامية وخروج وتهريج وتهيج ليس ؛ لأن حقوقهم ناقصة أو مهضومة ، بل لأنهم مسـتأجرون مؤجرون من الدولة المجوسية الصفوية ، فلا تغركم شعاراتهم الرنانة بأنهم يريدون حقوقا فكل الحقوق لهم محفوظة ، بل إن الولاة أشد حرصا على حقوقهم وحفظها ، ولا ينخدع بعض الجهال أو من غره الإعلام والانترنت ،فيصدق شعاراتهم وأن لهم مطالبا وحقوقاً ، فهم لا يريدون مالا ولا مناصبا ولا حقوقا ، فالبحرين أمامكم وموعظةٌ لكم ،فلا يغرنكم الرافضة فتاريخهم أسود لا يريدون إلا قتلكم وزوالكم وزوال دولتكم وعقيدتكم ، فمن الذي سلم الخلاف العباسية للتتار إلا الرافضة ،فابن العلقمي كان وزيراً للخليفة العباسي المستعصم، وكان الخليفة على مذهب أهل السنة، كما كان أبوه وجده، ولكن كان فيه لين وعدم تيقظ، فكان هذا الوزير الرافضي يخطط للقضاء على دولة الخلافة، وإبادة أهل السنة، وإقامة دولة على مذهب الرافضة ، بفتوى من النصير الطوسي ، فاستغل منصبه، وغفلة الخليفة لتنفيذ مؤامراته ضد دولة الخلافة،ونسجوا خططهم لإزالة السنة حتى سلموها للتتار وأزالوها ،وقد كشف متأخروا الرافضة القناع عن قلوبهم، وباحوا بالسر المكنون فعدوا جريمة ابن العلقمي والنصير الطوسي في قتل المسلمين من عظيم مناقبهما عندهم. فقال الخميني في الإشادة بما حققه نصير الطوسي: “.. ويشعر الناس (يعني شيعته) بالخسارة.. بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممن قدم خدمات جليلة للإسلام” (7) ، فيذكرون مناقب شيخهم الطوسي بفتواه منها مناقبه إبادة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار” (8)

إخوة الدين العراق شاهدٌ على مطالبهم من العباسيين حتى عصرنا ، والبحرين جريح من كفرهم وفجورهم ، فأين عاقلهم لم يُحرك ساكنا ، وأين من يتقاربون معهم ويلهثون خلفهم فلماذا لا يُحركون ولا يتحركون ولا يبكون ولا يتباكون (9) ، فهاهي قلوب الرافضة تقطر حقدها وفجورها وولائها لإيران المجوسية الصفوية ، فشعاراتهم في العوامية شعارات ابن العلقمي وابن نصير الطوسي فالتاريخ يعود ولا يرحم وإن تخاذلنا وخذلنا ، فالله فاضحهم وكاشفهم ، ثم ولاتنا واقفون لهم بالمرصاد يضربون بيد من حديد

أيها المؤمنون : فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ؟؟ هؤلاء هم الرافضة ، وهذه عقيدتهم ، فنحن أهل السنة نُحسن لهم ونحفظ حقوقهم ، وهم حرموا أهل السنة أعظم الحقوق وأهمها وهو بناء مسجد في طهران !!!!!!!! وقتلوهم وسلبوا أموالهم وانتهكوا أعراضهم ، ومع إحسان ولاتنا وحفظنا لحقوقهم إلا أنهم يأبون إلا النزاع والشقاق والخروج والفساد والإفساد  ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) (المائدة: من الآية 64).

كتبه /سعد بن عبدالله السبر

إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله

المشرف العام على شبكة السبر 8/11/1432

www.alsaber.net

——————————————————————————–

(1)أخرجه الطبرانى فى الأوسط (5/137 ، رقم 4886) ، وأخرجه أيضًا : فى الصغير (2/29 ، رقم 724) ، قال الهيثمى (1/189) : فيه عبد الله بن سفيان . قال العقيلى : لا يتابع على حديثه هذا وقد ذكره ابن حبان فى الثقات . والضياء (7/277 ، رقم 2733) .

(2) ظنقل صاحب البحار هذا النّصّ وعقّب عليه بقوله: “اعلم أنّ ما ذكره رحمه الله من فضل نبيّنا وأئمّتنا صلوات الله عليهم على جميع المخلوقات وكون أئمّتنا أفضل من سائل الأنبياء هو الذي لا يرتاب فيه من تتبّع أخبارهم عليهم السّلام على وجه الإذعان واليقين، والأخبار في ذلك أكثر من أن تُحصى.. وعليه عمدة الإماميّة ولا يأبى ذلك إلا جاهل بالأخبار”

(3) كتاب الوصية للخميني ص 10 ذكر أن الملك فهد يطبع المصحف ليمحو القرآن !! فما هو القرآن هل هو غير المصحف الذي طبعه الملك فهد رحمه الله ؟؟

(4)ذكر الكليني في فروع الكافي (عن أبي جعفر عليه السلام: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة، فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبوذر الغفاري وسلمان الفارسي) فروع الكافي للكليني، كتاب الروضة، ص115.(رجال كشي) ص8، لمحمد بن عمر الكشي.

(5)قال عنها الحافظ رجب البرسي في كتابه مشارق انوار اليقين ص86 ان عائشة جمعت اربعين دينارا من خيانة .وفرقتها على مبغضي علي ،ويقول محمد الباقر المجلسي في “حياة القلوب” يروي ابن بابويه في –علل الشرائع- أنه قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: إذا ظهر الإمام المهدي فإنه سيحيي عائشة ويقيم عليها الحد انتقاما لفاطمة وهذا غيض من فيض .

(6) انظر: تاريخ الطبري (5/ 389).

(7)أخرج هذه الرواية شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي في تهذيب الأحكام(4/122) والفيض الكاشاني في الوافي (6/43 ط دار الكتب الإسلامية بطهران)، ونقل هذا الخبر شيخهم الدرازي البحراني في المحاسن النفسانية (ص167)، ووصفه بأنه مستفيض، وبمضمون هذا الخبر أفتى مرجعهم الكبير روح الله الخميني في تحرير الوسيلة(1/352) ونقل هذه الرواية أيضًا محسن المعلم في كتابه (النصب والنواصب) – ط دار الهادي – بيروت (ص615) يستدل بها على جواز أخذ مال أهل السنة لأنهم نواصب في نظره.

(8)أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية (3/ 169)

(9) إشارة إلى ما قام به بعض أهل السنة من الدعوة إلى التقارب والإنفتاح ولكن العواقب أصبحت وخيمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى