الأهواز الجريح

شبكة السبر – خطب الجمعه
كتبه د/ سعد بن عبدالله السبر
1/11/1432
إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله
الحمد لله الذي لطف بالبرايا إذ براهم وبر ، وروح أرواح أهل الصلاح براح الفلاح وسر ، وقدر الأشياء فقضى الخير وقضى الشر ، وأمات وأحيا وأفقر وأغنى ونفع وضر ، أحمده على إنعام كلما احتلب در ، وأقر بوحدانيته عن دليل قد استقر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أُلوهيته وربوبيته ، وفي أسمائه وصفاته جل عن الند وعن الشبيه وعن المثيل ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، وأصلي وأسلم على رسوله محمد الذي عمت رسالته البحر والبر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أبر الورى وخير من اتقى وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي أفضل العطايا وخير المطايا ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (1)
أيها الموحدون : إن المسلم يعيش في تقلبات وتغيرات ، وأحداث ومستجدات وصروف وضروب وحروب ، يظل فيها المسلم تابتا بتوفيق الله ثم توحيده وعقيدته ، ويشعر بما حل وما يحل بإخوانه في العقيدة ، حتى صار أعظم وصفا للمسلمين أنهم يُحبون في الله إخوانهم في كل مكان وزمان وينصرونهم ، فقال الله مادحا المؤمنين ( وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً ) (2) ، وعن النعمان بن بشير سمعت رسول الله يقول (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالحمى و السهر) (3) هذا الحديث صريح في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض ، وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه (4) ، وقال ابن القيّم رحمه اللّه تعالى:المحبة في الله هي المنزلة الّتي فيها تنافس المتنافسون. وإليها شخص العاملون.
وإلى علمها شمّر السّابقون. وعليها تفانى المحبّون.وبروح نسيمها تروّح العابدون. فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح. وقرّة العيون. وهي الحياة الّتي من حرمها فهو من جملة الأموات. والنّور الّذي من فقده فهو في بحار الظّلمات. والشّفاء الّذي من عدمه حلّت بقلبه جميع الأسقام. واللّذّة الّتي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام (5) ،ومن حقوق المسلمين التكافل والتعاون والتناصر قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :نصرة المؤمنين في أي مكان من الأرض يعتبر نصرة للإسلام (6) .
أيها المؤمنون : إن نصرة المؤمنين ضد أعدائهم واجبة على المسلمين بحسب وسعهم ، ولن يعجزوا ولو عن الدعاء قال النبي ( ما من امرئٍ يخذل امرأً مسلماً في موطنٍ ينتقص فيه من عرضه، وتنتهك فيه حرمته، إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته -يكون محتاجاً للنصرة هذا الخاذل ويحب أن يُنصر فيخذله الله؛ لأنه خذل أخاه المسلم- وما من امرئٍ ينصر مسلماً في موطنٍ ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يحب فيه نصرته ) (7) ،فالولاء للمؤمنين وحبهم ومناصرتهم من أي جنسٍ كانوا، وبأي لغةٍ تكلموا ونطقوا، وفي أي مكانٍ حلوا وأقاموا.
أيها المسلمون إن لنا إخوة في الأهواز عرب مسلمون موحدون حاربهم الرافضة المجوسيون هدموا عدداً من مساجدهم، بحجج واهية، وحولوها إلى حدائق أو لبيع أشرطة الحرس الثوري، وبنوا مساجد ومراكز ومدارس وحسينيات لهم في مناطق أهل السنة. بينما يسمح لليهود والنصارى والمجوس ببناء البيع والكنائس وبيوت النار (8) يبلغ عدد سكانهم حوالي ثلاثة ملايين معظمهم من المسلمين السنة ، وهم محرومون من الوظائف المهمة وسوء أوضاعهم الاقتصادية لا تسمح لهم تعليم أبنائهم ، ومعظم أبنائهم يعملون في دول الخليج كخدام أو في أعمال بسيطة جدا (9). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر“. (10)
إخوة العقيدة إن الرافضة الصفوين المجوس في إيران يضطهدون إخواننا السنة في الأهواز وفي طهران حتى صيروهم في قتل وتشريد ، وتخويف وتهديد ، وهم ونكد ،ففي عام 1979 م : قيام الثورة الإيرانية التي ساهم الشعب العربي في الأهواز بدور بارز في نجاحها، خاصة من خلال مشاركته الأساسية في إضرابات عمال النفط حيث شلت قدرات نظام الشاه، وعجلت بسقوطه. ولكن لم تمض سوى بضعة أشهر حتى اندلعت مواجهة بين أبناء عربستان والنظام الثوري الجديد، وذلك بعد أن رفض الاعتراف بحقوقهم القومية والثقافية التي طالما انتهكها نظام الشاه، ومن ثم ارتكب حاكم الإقليم الجنرال أحمد مدني مجازر بشعة راح ضحيتها مئات من أهالي مدينتي المحمرة وعبادان الذين قاوموا محاولة السلطات المحلية إغلاق المراكز السياسية والثقافية العربية في الإقليم. وشهدت عربستان إثر ذلك حملة اعتقالات وإعدامات عشوائية، ونفي زعيمها الروحي آية الله آل شبير الخاقاني إلى قم حيث توفي في ظروف غامضة (11)
واسمعوا خطيب الرافضة المجوسي الرافضي الدكتور محمد مهدي ماذا يقول لإخواننا العرب الأهوازيين كما أذاعته صوت الثورة الإسلامية من عبدان الساعة 12 ظهرا يوم 17/3/1979 (.. فيا إخواننا المسلمين العرب لا تغتروا بعربيتكم بمكيتكم بمدنيتكم ، ويا أصحاب الرسول لا تغتروا لكونكم في بلد الرسول أو في زمن الرسول ،ثم يفصح الخطيب عن نوايا قومه العدوانية فيقول :
لنا خطوتان مباركتان / إحدى الخطوة الأولى وهي خطوة الانقلاب الإسلامي سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا وعقائديا داخليا وخارجيا بعد هذه الخطوة المباركة لنا خطوتان حاسمتان :
الخطوة الأولى أن نبني الجمهورية الإسلامية في إيران نزيل الكوارث والعراقيل التي تحول بيننا وبين تحقيق أمنيتنا وهي الجمهورية الإسلامية . ويوجه المسلمين في إيران ليكرسوا طاقاتهم وكافة إمكانياتهم لتدمير السلطات البهلوية الشاهنشاهية.. وبعد ما كمل الأمر وبعدما قمنا وثبتنا على أقدامنا .
الخطوة الثانية سوف ينتقل المجاهدون المسلمون إلى القدس والى مكة المكرمة والى أفغانستان ، ثم ختم محاضرته قائلا :((.. أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود لأنهم في هذا البلد الحرام وفي هذا الشهر الحرام ذي القعدة الماضي هجموا على تكارنة السود المسلمين رجالا ونساء ا وأطفالا حتى يسفروهم . قال أبو عبيد: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام فما رأيت قوما أوسخ وسخا ولا أقذر قذرا ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة (12) .
قال الخميني الهالك : إن الملك فهد يطبع المصحف الشريف لمحو القرآن وإبعاده عن الساحة ، و لنشر دين الوهابية الباطل (13)
——————————————————————————–
(1)التبصرة لابن الجوزي (2/ 293)
(2)سورة الأنفال، آية :74 . ممتدحاً الأنصار: { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ } هؤلاء المهاجرين:
(3)البخاري- الفتح 10 (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له. صحيح مسلم (8/ 20) في باب تراحم المسلمين
(4)شرح النووي على مسلم (16/ 139)
(5)مدارج السالكين (3/ 6)
(6)اللقاء الشهري (2/ 11)
(7)حديث حسن، رواه الإمام أحمد وغيره عن جابر رضي الله عنه
(8)أثر اليهود والنصارى والمجوس في التشيع (ص: 24)
(9)وجاء دور المجوس (ص: 306)
(10)فتح الباري- تعليق ابن باز (6/ 604)
(11)http://www.alahwaz.info/main/index.php?option=com_content&task=view&id=17&Itemid=28
(12)متن كتاب الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة لابن بطة العنكبري (ص: 162)
(13) الوصية للخميني ص10