لباس التقوى ولباس العري && للشيخ سعد السبر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلآ مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى رحمة للعالمين فشرح به الصدور وأنار به العقول وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لآ يزيغ عنها إلا هالك وعلى الآل والصحب أجمعين
أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل بها تزينوا وعليها تربوا لتسعدوا في الدنيا والآخرة ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) ()
أيها المسلمون : إن المرأة التقية النقية ، هي منحة إلهية ، و رسول سلام ، و نبع محبة وحنان ، ومصدر سعادة و صفاء . خلقها الله تعالى لإتمام نظام الكون ، و لتأدية رسالتها التي لا تتم و لاتثمر إلا بانضمامها إلى شطرها الثاني و هو الرجل ، و ذلك للمحافظة على بقاء النوع البشري ، و استدامة وجوده ، وفق تقدير الله سبحانه و تعالى ، و لذلك؛ فالمرأة هي عروة الصلة بين الأسر ، و هي مجرى الدم في جسد هذه الأمة ، و الذي يبعث فيها روح النشاط و القوة في العلم و العمل ، و هي التي أودعها الله تعالى كل معاني السحر الحلال . فبجمالها و ظرفها و وداعتها الآسرة أصبحت السيدة المسيطرة المالكة للقلوب .
فهي شريكة الرجل في حياته و في سرائره و ضرائره ، فإذا ما سكن إليها الرجل بعد الفراغ من عمله و هو مثقل بأعباء الحياة و أكدراها أحاطته بسياج من العطف و المودة ، و افترّ ثغرها الفتان عن ابتسامة عذبة تنفذ إلى مستقر الوجدان من نفسه فتنسيه ما ألم به من الهموم و الآلام ،و من يقدر على مواساة الرجل إذا فاضت به شجونه سوى المرأة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة رضي الله عنها يا رسول الله أتحب ذلك أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر هديه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ) ()
و هل وجد الرجل معاقل تضمحل دونها الخطوب و تتكسر على أسوارها صخور النوائب و تصفو بين أيديها وجوه الليالي ، مثلما يجدون في الصالحات من النساء ، إذا سكنوا إليهن و أطرقوا إلى سحر حديثهن ، و قد قال سبحانه و تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ()
ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق لأجلكم من جنسكم -أيها الرجال- أزواجًا; لتطمئن نفوسكم إليها وتسكن, وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة, إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون, ويتدبرون () .
قال أحد الحكماء : إذا أردت رجالا عظماء فألقي العظمة في قلوب الأمهات ()
أيها المؤمنون لما رأيت أهل الباطل من صحفيين وعلمانيين وليبراليين قد تجمعوا حول باطلهم قد زينوه وأنقوه ظناً منهم أن بذلك سيخدعونا .فغيروا الأسماء وبدلوا المفاهيم وساغوا القوانين ودستروا دساتيرهم . فسموا العرى والدعارة فن وحرية . والخمر مشروبات روحية . والتعدى على ما شرعه الله ثقافة وانفتاحية 0 حتى نعق ناعقهم بأن الحجاب ليس فريضة ربانية () ، وليس من الإسلام وأن الاختلاط والخلوة ليسا بحرام فلبسوا الباطل وغلفوه وزينوه حتى ظن العامة أن الحق قولهم والفهم فهموهم ، فأخرج البعض نسائه وأباح لهن العري والسفور وأجاز لهن الخلوة بالرجل والرجال وتحللت المرأة من حيائها وحجابها وجعلوا ذلك تقدما وتطورا وظنوا وبئس ما ظنوا وزعموا وبئس ما زعموا ظنا باطلا وزعما فاجرا
أيها المتقون إياكم والسير في طاعة والشيطان وأعوانه وتمطي خطواته ، فحافظوا على أعراضكم واحفظوا بناتكم وزوجاتكم وأخواتكم وأمهاتكم ، فزينوهن وزينوا أعراضكم بحفظها وصونها من الفجار والاستجابة لدعواتهم وصيحاتهم فأنتم أحفاد سعد بن عبادة الذي نحر فرسا لأن زوجته ركبتها فلا يريد من غيرته أن يركب أحد بعده مكانا جلست فيه زوجته ،و عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي () حذاري حذاري من دعوات القنوات والاعلام حذاري حذاري من تضييع الأمانة
أيها الموحدون عند غياب الإيمان عن النفوس اختلت الأفهام لدى بعض الرجال فتبلدت مشاعرهم وضعفت غيرتهم حتى شارفت على الوفاة ؛ فأصبحت ترى في وضح النهار الكاسيات العاريات تعرض في سوق الرجال وكأنها بضاعة كاسدة يراد تسويقها عبر لفت أنظار العطشى ومرضى القلوب متناسيات لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا » () .
ولله در القائل :
أين القوامة يا رجال أما لكم شرف أليس لكم إباء يذكر
أين الحياء أضيعته ثقافة غربية تئد الحياء وتقبر
أين العقول أما لديكم حكمة أين القلوب أما تحس وتشعر
إن عدت الفتن العظام فإنما فتن النساء أشدهن وأكبر
أيها الأب الغيور ..
أما آن لنا أن نعود إلى أصالتنا وأن نغار على بناتنا وأزواجنا ؟
اعلم حفظك الله بعفوه وهدايته أن الجنة لا يدخلها ديوث أي من لا يغار على عرضه وهذه الصفة إذا انتفت عن الرجال حلت بدلا منها صفات الخنازير أجلك الله ()
——————————————————————————–
() سورة آل عمران، آية: 102
()رواه البخاري في باب الشُّرُوطِ فِي الْجِهَادِ وَالْمُصَالَحَةِ مَعَ أَهْلِ الْحَرْبِ وَكِتَابَةِ الشُّرُوطِ حديث رقم 2732 (7 / 101)
()سورة،الروم، آية :21
() إنك خلقت للأمومة ..ولن تثنيك أفواههم المسمومة 1 – (1 / 10)
()إنك خلقت للأمومة ..ولن تثنيك أفواههم المسمومة 1 – (1 / 13)
()إنك خلقت للأمومة ..ولن تثنيك أفواههم المسمومة 1 – (1 / 5) بتصرف
() رواه البخاري في باب الغيرة (13 / 192)
() رواه مسلم في كتاب باب النِّسَاءِ الْكَاسِيَاتِ الْعَارِيَاتِ الْمَائِلاَتِ الْمُمِيلاَتِ رقم الحديث 5704 (6 / 168)
() إليك يا بنت الإسلام – (1 / 5)