الزعامة السعودية مطمئنة ولكن تحتاج لدماء جديدة

شبكة السبر :
يقول دبلوماسيون ومحللون إن عودة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز بعد عام قضاه في الخارج للعلاج طمأن الزعامة السعودية المسنة لكنها ستحتاج بشكل متزايد لشغل وظائف رئيسية بأفراد من جيل الشباب.
والاستقرار السياسي في السعودية أمر يشغل العالم لأن المملكة تسيطر على أكثر من خمس احتياطيات النفط العالمية وهي من أكبر حائزي الاصول المقومة بالدولار كما انها مدافع اقليمي رئيسي عن السياسة الامريكية في الشرق الأوسط.
ويشغل الامير سلطان كذلك منصب النائب الاول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والطيران وأمضي أغلب العام في المغرب بعد أن تلقى علاجا لم يحدد في نيويورك ومنذ عودته يحرص على اظهار انه عاد للعمل المعتاد.
ورأس ولي العهد الذي بدا مبتسما وأقل وزنا اجتماعا لمجلس الوزراء وألقى كلمة تتعلق بالقضايا الرئيسية مثل الحرب مع متمردين يمنيين شيعة وأدى رقصة السيف البدوية مع أفراد من الاسرة الحاكمة.
وقال دبلوماسي في الرياض "الرسالة التي توجهها هذه المشاهد هي عودة العمل لطبيعته وأن سلطان يعمل والقضاء على أي شكوك تتعلق بالخلافة أو فراغ في السلطة قد تظهر سواء في الخارج أو في الداخل."
ويقول مسؤولون سعوديون ان الامير سلطان شارك في قرارات مهمة أثناء وجوده بالخارج لكن الدبلوماسيين يقولون ان غيابه أثار حالة من عدم الارتياح وأدى الى تنافس حاد بين افراد الاسرة على أمل تهيئة أنفسهم للترقي يوما ما.
وأثار غياب الامير سلطان تكهنات بشأن هيكل السلطة في السعودية وطموحات جيل الشباب والخلافة المستقبلية.
وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية الاسبوع الماضي ان الامير سلطان يبلغ من العمر 78 عاما في حين افترض معظم الباحثين أن عمره 85 عاما. والمنتظر أن يتولى العرش خلفا للملك عبد الله . ويعتقد أن الملك يبلغ من العمر 86 عاما.
وقالت السعودية ان علاج الامير سلطان تم بنجاح دون أن تورد تفاصيل. ويقول دبلوماسيون ان الامير سلطان الذي أجريت له جراحة لازالة حويصلة في الامعاء في عام 2005 كان يعالج من السرطان.
وما يجري في قيادة المملكة الحليف للولايات المتحدة يراقب عن كثب. والمملكة ليس لديها برلمان منتخب وتحكمها أسرة ال سعود منذ تأسيسها عام 1932 بالتحالف مع المؤسسة الدينية التي تطبق مذهبا اسلاميا سنيا متشددا وتمارس نفوذا اجتماعيا وسياسيا كبيرا.
ويقول الدبلوماسيون والمحللون ان القادة يحجمون عن التخلي عن المناصب القيادية خوفا من اثارة المزيد من التناحر بين أحفاد وليس فقط أبناء عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة.
وقال سايمون هندرسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ومعد عدد من الدراسات عن الخلافة في السعودية "لا أراها (القيادة السعودية) تنتقل الى جيل الشباب بعد." وأضاف "هناك مجموعة محدودة من الناس الذين يتمتعون بالمؤهلات والخبرة والقدرة على الحكم المطلوبة."
ومن شأن ذلك ان يترك الحكم في يد الشيوخ المسنين. ولم يتول العرش حتى الآن سوى أبناء عبد العزيز آل سعود والمتبقين منهم وعددهم نحو 20 في السبعينات والثمانينات من العمر.
ورئيس جهاز الاستخبارات الامير مقرن بن عبد العزيز من أفراد الاسرة الاصغر سنا نسبيا فهو في الستينات من عمره. وحتى الشخصيات الرئيسية من خارج الاسرة يشغلون مناصبهم منذ مدة طويلة ومنهم وزير النفط علي النعيمي الذي بدأ في عام 1995 وهو في السبعينات من عمره.
وأسس الملك عبد الله مجلسا يضم أبناء وأحفاد عبد العزيز آل سعود لتنظيم الامور المتعلقة بالخلافة. لكن الدبلوماسيين والمحللين يقولون انه لم يتضح بعد متى وكيف سيبدأ العمل.
وقالت وحدة المعلومات التابعة لمجلة ايكونوميست في تقرير "ان تفويض المجلس لن يبدأ الا بعد عهد الملك عبد الله."
وستعتمد الخلافة على التوصل الى اتفاق.
وقالت نشرة جلف ستيتس نيوز لتر في دراسة حديثة عن الخلافة "ال سعود كانوا دائما يجيدون سياسة الاجماع ويبقون على الخلافات داخل الاسرة." وأضافت "ومن يخلف في نهاية الامر سيظل على وعي بالحاجة للتوازن."
المصدر : رويترز