وليال عشر

الحمد لله الذي خصنا بفضله وفضّلنا على خلقه وجعلنا من خير أمة أُخرجت للناس , أحمده سبحانه وأِشكره على جزيل فضله وسابغ إنعامه , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في أُلوهيته وفي ربُوبيته وفي أسمائه وفي صفاته جل عن الند وعن الشبيه وعن المثيل وعن النظير ليس كمثله شئ وهو السميع البصير , وأِشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيه المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله خير الورى وصحبه أفضل من وطئ الحصى بعد أفضل الورى وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي رفعتكم وفيها نجاتكم وغاية مرامكم ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) …… (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أيها المسلمون إننا نعيش في أيام فاضلات عظيمات أجرهن عظيم وعملهن كريم المجد فيهن رابح والمفرط خاسر يسارع فيها الصالحون ويُفرّط المبطلون عظّم الله العمل فيها وأقسم بهن ( والفجر وليال عشر ) وعظمها نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء “أخرجه البخاري وعنه أيضاً رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى ” قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ” ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ” رواه الدار مي وإسناده حسن كما في الإرواء فهذه النصوصُ وغيُرها تدلُ على أنّ هذه العشرَ أفضلُ من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها ، حتى العشرِ الأواخرِ من رمضان . ولكنّ ليالي العشرِ الأواخرِ من رمضان أفضلُ لاشتمالها على ليلةِ القدر ، التي هي خير من ألف شهر .
أيها المؤمنون فضيلة هذه الأيام يُنال بعمل أعمال عظيمة الصلوات الخمس والنوافل وقيام الليل الصدقة ومواساة الفقراء صلة الأرحام بر الجيران إصلاح ذات البين قراءة القرآن والدعاء والذكر ,الصيام وقلة الفطر فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر . أول اثنين من الشهر وخميسين ” أخرجه النسائي وأبو داود وصححه الألباني. من الصالحات في عشر ذي الحجة الدعوة لله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنواع متنوعة متعددة نفحات من الرحمان رحمة بكم قال صلى الله عليه وسلم ( إن لربكم نفحات ) وقال ( تعرضوا لنفحات ربكم ) التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد نوافل تُركت وأخفيت ودُفنت حياءا من الناس والنبي صلى الله عليه وسلم ( من أحيا سنة أميتت كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة كان عمر رضي الله عنه يكبر في منى فيكبر الناس بتكبيره كان ابن عمر وأبوهريرة رضي الله عنهما يكبيران فيرتج السوق بتكبيرهما الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ” . أخرجه احمد وصحّح إسناده أحمد شاكر. وصفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد ، وهناك صفات أخرى .والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين ، وعن ميمون بن مهران قال: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهه بالأمواجِ من كثرتِها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير
أيها المسلمون من الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى بل بعض العلماء يرى وجوبها والصحيح أنها سنة مؤكدة وعلى من أراد الأضحية أن يمسك عن بشرته لقول أم سلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ذُبح يذبُحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي رواه مسلم وابو داوود.
أيها الأحبة إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم ، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب – إن شاء الله – من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
لكن لنتنبه لقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَـٰلَمِينَ) قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه. بل صح عن عمر بن الخطاب أنه قال: (من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهودياً أو نصرانياً). وقال سعيد بن جبير: لو مات جار لي، وله ميسرة ولم يحج، لم أصل عليه. وقال الحسن البصري وغيره: إن من ترك الحج وهو قادر عليه فهو كافر..
إخوة الدين ويظهر حقد الرافضة العقدي وقتالهم لإبادة أهل السنة من على وجه الأرض لأنهم يعتقدون كفركم وأنكم وقود النار فماذا بعد الحق إلا الضلل وكما قال أبو حنيفة رحمه الله من شك في كفر الرافضة فهو كافر وأما جهال الرافضة فكما قال سماحة العلامة ابن باز من درس في مدارس الجزيرة العربية فهو كافر لأن الحجة قامت عليهم
أيها الموحدون جميع الرافضة ولائهم لإيران المجوسية الصفوية في حرب الحوثيين معنا تعاون الرافضة في كل دول الخليج ومدوا الحوثيين بالمال ورافضة حزب اللات في لبنان أمدوهم بالرجال ورافضة إيران تمسكوا بكذبة ضحكوا بها على البعض وظنوها حق يريدون إعلان البراءة من اليهود والنصارى وهم الذين ساعدوا أمريكا لدخول أفغانستان والعراق فكيف يتبرأون من أسيادهم فعلى من يضحكون ويمثلون وهم بالسنة يكيدون
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانيه: الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى إخوانه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله أيها المسلمون
يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري ، أما آن لقلبك أن يستنير أو يستلين ، يامن ذنوبه كالجبال الراسخات ويراها كالذباب ألم يأن لك هدم الجبال يا من يعصي ليلا نهارا ويظن أنه يخفى على علام الغيوب يامن فرًط وأفرط الموت قريب والأمل مديد ولكن العمر قصير والأجل قريب والمقامع حديد تعرّض لنفحات مولاك في هذا العشر فإن لله فيه نفحات يصيب بها من يشاء ، فمن أصابته سَعِد بها يوم الدّين فالغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل ، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمِّل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء محبوسا في حفرته بما قدَّم من عمل . كتبه سعد بن عبدالله السبر