العاطفة __ للشيخ سعد السبر

العاطفة
دين الإسلام جاء بالتوازن بين العقل والعاطفة وإن كان في بعض الأمور يغلب العقل لكن العواطف لم يجعلها مقدمة لأن العاطفة قد توقع في الخطأ وتجانب الصواب وما ينتج من تصرفات تقودها العاطفة ربما تكون النتائج عكسية وهو سبب ضياع شريحة من الناس لأجل عواطف لا قائد لها لذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يوجه ذاك الرجل الذي أخطأ وقال ما شاء الله وشئت فأوقفه النبي واستفهم منه وأنكر عليه قائلا أجعلتني لله ندا وهو خلقك ؟ هذه العاطفة تجاه النبي التي تبدىء محبة الرجل للنبي لم تكن صحيحه بل جعلت النبي مساويا لله بل إن عمر بن الخطاب نقده ووبخه النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء حاملا للتوراة فقال له أفي شك منها يا ابن الخطاب ؟ لو كان موسى حيا لما وسعه إلا أن يتبعني لقد جئتكم بها بيضاء نقيه هذه المواقف العظيمة من النبي تبين لنا التأصيل الشرعي وموافقة العقل له دون تقديم العاطفة التي قد تصل بصاحبها للشرك وهذا ما يحصل من بعض الناس من ابتدع في الدين كمن يحي بدعة المولد وبدعة الإسراء والمعراج وكلها نابعة من حب النبي إذا تقرر ذلك أود أن تكون لنا وقفه مع حال شبابنا في توجهاتهم العلمية والعملية وكيف يسيرون في حفظ القران وطلب العلم فنجد الشاب يستقيم ويمكث عشر سنين وعشرين سنه حاله لم يتغير وفي مكانه يراوح إن سألت عن حفظه القران فجزء أو جزئين وكلما حفظهما نسيهما أو لا يعرف يقرأ القرآن والعلم ليس لديه إلا القليل وإذا بحثت عن الأسباب وجدت أن العاطفة هي التي أضاعت الشباب في طريقهم العلمي والعملي فذهابهم للحلقات مرتبط بفلان وفلان إن حضر حضرنا وان غاب فنحن مثله وحضور الدروس مرتبط بالمجموعات فان حضرت حضرنا وان هجرت هجرنا كما أن حالهم حال صاحب غزية يقول إن غويت غوينا فالقران يربي على التوازن بين العقل والعاطفة والسنة كذلك تربي على التوازن فمن أراد طلبا العلم أو استمرار في العمل الشخصي أو الدعوي فعليه التجرد من العواطف التي قد تضيع بدلا من أن ترشد فلا يرتبط في طلبه بأحد بل يكن واحد فلو نعود لرمضان نجد أن ليلة القدر حددناه وعرفناه برؤنا وعواطفنا التي ربما جعلتنا نزيد على الصدق كذبا وعلى الحق باطلا وكل أمورنا بالعواطف تسير فمن رام تقدما ورفعة فليقدم العقل الموافق للشرع على العاطفة ويوازي بين العقل والعاطفة لكي يصل لطريق الفوز والسعادة فينظر لطريقة السلف وحالهم فسيجد السيرة الصحيحة والطريقة المستقيمة التي لا تحركها رسائل جوال إنما هي ثابتة راسخة لا تحول فيها ولا تبدل حتى تقطع الطريق فتنتقل إلى غيره
وكتبه
سعد بن عبد الله السبر
إمام وخطيب جامع الشيخ عبد الله الجارالله رحمه الله