مقالات الشيخ سعد السبر

نايف الوفاء والعطاء وليا للعهد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فمن نعم الله علينا بعد أن أوجدنا من عدم وفضلنا بنعمة التوحيد على كثير ممن خلق أن أنعم علينا بحماة للفضيلة حراس للعقيدة ، خطوط الدفاع والمدافعة عن الدين والأمن وبث الإطمئنان فأول رجل يُذكر في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أيده الله ، فلقد اختاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ليكون وليا للعهد حارسا للأمن ، فيحق لمليكنا اختيار نايف الوفاء والعطاء ، فهو الذي ضحى وقدم ، ضحى بروحه ونفسه وماله ووقته وحياته للدفاع عن وطنه وشعبه حارب الإرهاب ، وقيض مضاجعه وفرق شمل أهله ، حتى صارت بلادنا مثالا يحتذى وطريقا يُقتدى ، فلا فتنة إلا ولها بعد الله نايف الوفاء والعطاء ، وقف للإرهاب عندما تخاذل المتخاذلون وتساقط المرجفون ، وقف للإرهاب عندما تسابق المبطلون وهلل المطبلون ؛ لدمار بلادنا بأيدي جهال فساق ضلال ، وقدم كل شئ لبلاده ودينه وقف بالمرصاد للفساد والمفسدين أرسى الأمن بعد الله عينه لاتنام إلا القليل ليله عمل وجهد وتعب ، ونهار قضاء لحاجات الزوار من المواطنين وغيرهم لم يبقى لنفسه وأهله وقتا ؛ ليجالسهم أو يحادثهم ، يرفع راية التوحيد ينافح عن الدين وأهله ، ويرسي بعد الله التوحيد والفضيلة ويُحارب الرذيلة ، شيد وزارة الداخلية حتى غدت صرحا شامخا وكيانا كاملا ، عمل بصمت ، وتكلم بحكمة ، نايف الوفاء والعطاء .

اختياره وليا للعهد حكمة اختارت حكيما وطبيبا للأمراض والأرواح ، فحكيما للأرواح بحب الدين والبذل له ولأهله ،فمسابقة نايف الوفاء والعطاء للسنة خير شاهد ودليل ، فهي المسابقة العالمية الوافية الحافظة بعد الله والناشرة للسنة النبوية ، فعالج الأرواح بكلام المصطفى وسماعه ونشره ، ووطبيب الأمراض فعلاجه للمفسدين والإرهابين أنجع دواء ، وأفضل شفاء بعد الله ، جهوده لمحاربة الرذيلة وحراسة الأعراض له فيها القدح المعلى والسبق الذي لايُدنى ، فمنذ أسس الملك عبدالعزيز رحمه الله بلادنا الحبيبة على التوحيد وأرسى أركانه وهي سائرة في ترسيخ العقيدة وحراسة الفضيلة , ففي النظام الأساسي للحكم نجد المواد تقرر الشريعة والكتاب والسنة حاكمون للدولة وأجهزتها والمجتمع وتصرفاته , ومن أساسيات الحكم

المادة الأولى المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ولغتها هي اللغة العربية .وعاصمتها مدينة الرياض.

وفي الفقرة الثانية من المادة الخامسة يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء .. ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وفي المادة السابعة : يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله.. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة.

هذه بعض مواد النظام الأساسي للحكم كلها تُقرر الشريعة وأن الحكم مستمد من كتاب الله ورسوله ولا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الإسلام بل عدها بعض العلماء الركن السادس للإسلام .

وهذا نهج رسمه الملك عبدالعزيز وأبناؤه البرره رحم الله الأموات وحفظ الله لنا خادم الحرمين الملك عبدالله على طاعته كلهم رسموا هذا النهج والطريق واهتموا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعموها لأنها من ركائز الإسلام الأساسية ومن أسباب بقاء الشعوب والمجتمعات وفلاحها , فهذا نايف الوفاء والعطاء حفظه الله سار في نهجه في دعم الهيئة بكل ما أُوتي ولم تمر مناسبة إلا ويقف في دعم الهيئة ويُقرر مكانتها بالنسبة للدولة وعند المسلمين وأذكر بعض مواقف سموه الكريم , فعندما التقى بالصحفيين قال لهم حفظه الله “هل تعلمون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الإسلام؟ إذا كنا مسلمين يجب أن نعترف بذلك أما إذا كنا غير مسلمين فالأمر مختلف”.

وأضاف “أحب أن أقول أن هناك استهدافا للهيئة ويا للأسف من الإعلاميين حيث يقومون بتضخيم بعض السلبيات البسيطة”. ونفى الأمير نايف أن يكون تم خلال اللقاء مناقشة مستقبل الهيئة بعد التجاوزات الأخيرة لها والتي أدت إلى وفاة مواطنين خلال احتجازهما في مركزين تابعين لها في الرياض وتبوك. وقال “مستحيل أن يرفض مجلس (الشورى) دعم الهيئة. الهيئة مدعومة من كل الجهات في الدولة بما فيها مجلس الشورى. إنها مرفق خاص ويجب أن تدعم بكل الإمكانات”

وفي سؤال حول عدد من التقارير والاتهامات الموجهة للمملكة وبالذات لبعض المؤسسات والهيئات الدينية الموجودة بالمملكة والتي ذكرت هيئة الأمر بالمعروف بالاسم واقترحت انه آن الأوان بإنهاء أو إلغاء مثل هذه الهيئات التي تسهم في تفريخ الإرهابيين وما هو تعليق سموه حول هذا الأمر قال سمو وزير الداخلية، “بالنسبة لما ذكرت عن وجود لجان أو هيئات دينية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبصفتك مواطن سعودي فأنا آسف أن يكون هذا مفهومك .. لان هذه الهيئات الموجودة ومنها هيئة الأمر بالمعروف هذه هيئات حكومية .. هيئات الدولة .. والدولة دولة الإسلام وستظل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائمة ما دام الإسلام قائما في هذه الأرض لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن أساسي في الدولة الإسلامية والحمد لله نحن دولة إسلامية وستظل باقية قائمة بأعمالها وكذلك ما يماثلها من مؤسسات .. أما كون انه يحدث خطأ أو أخطاء من أفراد فهذا لا يغير من مكانة هذه الهيئة بأي شيء .. ثم هذه الأخطاء تحدث في الأجهزة الأخرى الحكومية التي هي بعيدة عن هذا المجال”. وأضاف سموه قائلا؛ “أرجو أن يكون مفهوما أنه ليس هناك أي تفكير في التغيير من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القائم في المملكة .. ولكن هناك تطوير هناك تحسين في الأداء هناك تقييد بالتمسك بالأمر بالمعروف كما ورد في كتاب الله وسنة نبيه .. وكلنا يعلم أن الأمر بالمعروف قدم على النهي عن المنكر .. وكلنا يعلم ما ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية كيف تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .. “وجادلهم بالتي هي أحسن” و “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” .. يعني هناك استشهادات كثيرة .. فالأمر بالمعروف أولا يوجه الناس عن الفساد الأخلاقي .. وصيانة الأخلاق .. والتوجيه بالحسنى والإقناع .. والذي يعصى ويكابر فهذا ليس له إلا المواجهة حتى لا يستشري الفساد في المجتمع .. هذا أمر يجب أن يكون معلوما.واستطرد سموه قائلا، وهيئات دينية ليس هناك هيئات .. هناك وزارات وهناك مؤسسات حكومية قائمة بأعمالها .. ثم عملية الفصل وخصوصا في بلادنا أنا أتكلم عن المملكة العربية السعودية فصل الدين عن الدنيا أمر غير وارد .. الدين وجد من أجل إصلاح الدنيا من أجل إصلاح البشر .. فدولتنا دولة عقيدة تتمسك بهذه العقيدة كما وردت نصا في كتاب الله فدستورنا هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من خلفه ومتمسكين بالسنة النبوية الصحيحة ونعلم كذلك إن الدين الإسلامي يحض على التقدم والقوة ولم يمنعنا عن مواكبة كل تقدم موجود في العالم وخصوصا في المجال العلمي وبناء الإنسان في كل ما له علاقة بالإنسان”. وأردف سموه قائلا، “هذا الحقيقة أمر يجب أن يكون واضحا أننا حريصون على إصلاح الأخطاء وأن تكون الهيئة من الهيئات التي يركن إليها المواطنون ويعتمدون عليها في الحفاظ على أخلاق هذه البلاد كما وردت بها الشريعة وكما ارتضاه أبناء هذا الوطن لأنهم يؤمنون ويتمسكون بالأخلاق الفاضلة .. وان شاء الله ستبقى هذه الأخلاق ما دامت الأمة باقية”.

هذه بعض جهود نايف الوفاء والعطاء في دعم الدين ومحاربة الإرهاب وأهله ، ونشر السنة ، ومحاربة الرذيلة ونشر الفضيلة ودعم الهيئات ووقوفه بجانبها ودعمه اللامحدود حزاه الله خير الجزاء ، فحق لنا أن نفرح بخادم الحرمين واختياره لنايف الوفاء والعطاء ، ونقول يا نياف الوفاء والعطاء سر على بركة الله موفقا مسددا فنحن أعوانك وأبناؤك ورهن إشارتك نلبي دعوتك ونقف بجنبك في كل أحوالك زادك الله عزا ورخاءا ، وأنزل على بلادنا الأمن والإطمئنان ، ووفق خادم الحرمين لما يحبه ويرضاه وجزاه عنا خير الجزاء

فيا نايف الوفاء والعطاء إننا نبايعك على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأثرة علينا وفقك الله

كتبه /سعد بن عبدالله السبر

إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله

المشرف العام على شبكة السبر

www.alsaber.net

2/12/1432

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى