فتاوى واحكام

تفسير قوله تعالي ” وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ” – فتاوى واحكام

تفسير قوله تعالي ” وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ” — فتاوى واحكام

مسألة مهمة :
تفسير قوله تعالي ” وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ” 
يقول فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله السبر :

القرآن الكريم جاء فيه هذه الألفاظ ” وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَأُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ” فهؤلاء السابقون يأتي لفظ ” وسارعوا “، ” فاستبقوا ” ، تأتي أنواع ” فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ” فهي أنواع في الكلمات والغاية واحدة هي المبادرة والهمة العالية فكلما عرض للانسان عرض من الخير فُتِح له باب خير فليبادر وكلما فُتِح له باب شر وذنوب فليبادر بالترك فلذلك يقول أحد الثلاثة الذين خلفوا عندما جاءته من ملك الغساسنة رسالة سمعنا بأن صاحبك قلاك وذلك عندما منع النبي – صلي الله عليه وسلم – الحديث معهم ، يقول فعرفت أنها من الفتنة والشر فسجرت بها التنور ولم يلتفت لهذه فالهمة تحتاج حتي فيما يأتيك معاكساً . ” فالسابقون السابقون ” سابقون لكل خير ويسابقون بترك كل شر ولترك كل ذنب ولترك كل خطأ وينظرون للمعاملة وينظرون للعبادة فيوازنون هذه الأمور كما هو حال النبي – صلي الله عليه وسلم – بأنه قدوتهم وأسوتهم كما هو حال أبي بكر – رضي الله عنه وأرضاه – لأنه من الذين أمرللنبي – صلي الله عليه وسلم – بأن نقتدي بهم . فهذا الوصف في القرآن ” السابقون السابقون أولئك المقربون ” لماذا مقربون ؟ لمسارعتهم ولعدم ترددهم ، لا يترددون ولا يقولون هذا أمر سنة فنتركه وهذا مكروه نفعله وهذا ليس بمحرم وإنما فيه خلاف ، بل هم كحال الصحابة ، والصحابة جاءت آية ترشدنا إلي نظرتهم للأحكام ، فكانت نظرتهم للأحكام إما حرام أو حلال فبعد أن عدَّ الله جملة من الذنوب في سورة الإسراء قال ” كل ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُعِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا” .

وهنا المكروه هو المحرم . فإذاً المسلم والمسلمة إذا نظر هذه النظرة لكل طاعة ولكل خير ولكل خلق حسن بادر إليه وسارع ولم يتردد وإذا رأي الأمر السلبي من الذنوب والخطأ ومن المعاصي ومن الظلم فاجتنبه حقيقة يكونون أولئك المقربون يوم القيامة عند الله – سبحانه وتعالي – مقربون في الدنيا ، ” لا يزال عبدي يتقرب إليَّ حتي أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ..” إلي آخر الحديث وهو حديث قدسي ، وقبل ذلك القرآن ” أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ” . من هم ؟ الذين آمنوا بالله وبرسوله وصدقوا بهم وكانوا يتقون الذنوب والمعاصي والشر والخطأ والذلل حتي في المعاملة . فهنا ” أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ” أين التقريب الآن ؟  في جنات ؟ إذاً في الدنيا لهم مكانة وفي الآخرة لهم مكانة . فحقيقة هذه الآيات وهذا النظم في هذه السورة من بديع وجميل القرآن أن يصف ” السابقون السابقون ” سابقون لكل خير وبادروا لكل خير فلذلك عندما نأتي في سورة آل عمران  ” وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ” . هذه الجنة لمن ؟ أعدت للمتقين ، من هم المتقون ؟ لم برشد إلي المتقين في جانب معين . ” الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ”  ، ” وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰمَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ” . نتائج هذه الأفعال وهذه التروك أي يتركون المعاصي  ” أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ” .

للاستماع ومشاهدة الفتوى :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى