آفة الكذب وانتشارها بين الناس – فتاوى واحكام

آفة الكذب وانتشارها بين الناس – فتاوى واحكام
مسألة مهمة :
آفة الكذب وانتشارها بين الناس .
يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر ويقول :
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد ، فالله أسأل أن يجعل هذا اللقاء خالصاً لوجهه وأن ينفع به المتكلمين والمشاهدين والمشاهدات .
أما الكذب في سؤالك يا شيخ محمد فلا شك أن الكذب محرم ، قال النبي – صلي الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح ” لا يزال الرجل يصدق ويتحري الصدق ..” قال ” فإن الصدق يهدي إلي الجنة ” وقال ” إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور” أو كما قال – صلي الله عليه وسلم – وقال ” إياكم والكذب”
” لا يزال الرجل يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذاباً ” والعياذ بالله صفة مذمومة ، فالنبي – صلي الله عليه وسلم – من أوصافه أنه صادق والله – عز وجل – قال ” وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ” هذه الآية قالوا فيها عدة أقوال لكن الذي يهم هنا أن الذي جاء بالصدق هو محمد – صلي الله عليه وسلم – والذين صدقوا به المسلمون علي رأسهم أبو بكر – رضي الله عنه تعالي وأرضاه – إذا تأملنا مسألة الصدق في الحديث الأصل في المسلم أنه صادق ويحرم علينا أن نكذب مسلماً أو مسلمة ما لم يقل أنه كاذب حتي لو كذب ، مالم يقر علي نفسه بأنه كذاب فلا تكذبه ، هذا هو الأصل والأصل في المسلمين السلامة. مشكلة بعض الناس ينظر إلي حالة عاشها مع أحد كذب عليه فيشكك ويطعن في حياته الخاصة أو حياته العامة فيضطر بعض الناس أن يكذب عليهم ، الرجل هذا ليس بكذاب المرأة هذه ليست بكذابة لكن هو يضطره لأنه يراهم بأنهم كذابون فعلي المسلم أن يتعامل مع المسلمين بالأصل (السلامة) مالم يتبين لك ويتحقق الكذب. وعلي المسلم أيضاً أن يخاف من عاقبة الكذب وليست بصفة للمسلم أن يكذب فالنبي – صلي الله عليه وسلم –
جاءنا بالدين الكامل الذي هو من أفضل الأديان وأكمل الأديان فلا يكذب ، فيقول – صلي الله عليه وسلم – ” كل المسلم علي المسلم حرام لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره …. ” والله قبل ذلك يقول : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا” ويقول – صلي الله عليه وسلم – في الحديث المتفق عليه ” إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث “. إذاً ما دام الإنسان يظن سيُكِّذب الناس وسيري الناس كذابين في نظره وسيبدأ يراقبهم ويتجسس عليهم ثم يغتابهم ثم نجد بأنه تكلم فيهم بغير حق وجعلهم كذابين في أمور لم يفهمها وأيضاً علي المقابل نقول لكل مسلم ومسلمة أن يخاف من الله – عز وجل – فمهما كذبت فوالله إن الله يعلم بك ، يقول الله – عز وجل –” يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ” . فقد تستطيع أن تنكر وأن تكذب وهم الآن يزينون لأنفسهم فيقولون وهو كذب وزور واستهتار بالعلم والعلماء ( باب ما جاء في تصنيف أخيك المسلم ) هذا كله كذب ولا يجوز وهذا من سوء الأدب مع العلم والعلماء والشريعة أن يأتي بهذا اللفظ فعلي المسلم أن ينتبه ويحظر من هذه الأسانيد التي ليست بصفة للمسلم ، يجب أن يظهر حقيقة الدين التي تأمره بأن يكون صادق بأنه لا يكذب أبداً. يقول أحد السلف “لو نادي منادي من السماء بأن الكذب حلال ما كذبت ” فلماذا يكذب الإنسان ؟ أختم بباب التورية الذي فتحه الناس علي أنفسهم يجب علي الإنسان أن يخاف ويحذر أن يروي إذا جاء أمام القاضي يحرم التورية ولا تقبل منه قضائه لأن القاضي سيقضي علي البينة الذي أمامه ، إذا جاء مع إنسان حلفه وهو ظالم له لا تنفعه التورية فالتورية في أمور بسيطة جداًوعادية أما أن يجعل كل حياته تورية فهذا لا شك أنه كذب ويعيش في الكذب.
للاستماع ومشاهدة الفتوى :