فتاوى واحكام

هل أفضل للانسان ان يرقي نفسه ام يستعين براقٍٍ ؟ – فتاوي وأحكام

هل أفضل للانسان ان يرقي نفسه ام يستعين براقٍٍ ؟ – فتاوي وأحكام

سائل يسأل :

هل أفضل للانسان ان يرقي نفسه ام يستعين براقٍٍ ؟

يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله السبر حفظه الله تعالي :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت : إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال: لا مارقيت إلآ بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم. رواه البخاري

قال العلامة بن باز (وهذا الحديث دليل على جواز أخذ الأجرة في الرقية) ، ونحن نستفيد من هذا الحديث بأن النبي صلي الله عليه وسلم عندما قال ( وما يدريك بأنها رقية ) لم يأت الصحابة بزوجاتهم لهذا الصحابي الجليل ليرقيهم بل أخذوا التوجيه النبوي للرقية، فرقوا أنفسهم وزوجاتهم وأولادهم والله عز وجل يقول ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا )، لا يقول قائل بأن هذا أتقي وهذا أعلم التقوي يعلمها الله عز وجل، والذي يرقي نفسه هو أخلص الناس لنفسه وأيضا يقتدي بالنبي صلي الله عليه وسلم فقد كان يعوذ الحسن والحسين ويرقي نفسه، ورقية الإنسان لنفسه هي الأصل ففيها عقيدة التوكل على الله سبحانه وتعالي وليس الاتكال على البشر، والبشر لا يملكون ضرا ولا نفعا، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (عُرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد عظيم، فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سوادٌ عظيم، فقيل: لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله )، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال بعضهم: فلعلهم الذين وُلدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ما الذي تخوضون فيه؟) فأخبروه فقال: (هم الذي لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكّلون) ، فقام عكاشة بن محصن رضي الله عنه فقال: ادع الله لي أن يجعلني منهم، فقال: (أنت منهم) ، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (سبقك بها عكاشة) متفق عليه 
معلوم جواز نفع أخيك كما قال بذلك أهل العلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اعرِضوا عليَّ رُقاكم . لا بأسَ بالرُّقى ما لم يكن فيه شِركٌ “.
كل هذا يدلنا على أن الإنسان عليه أن ينفع نفسه .

للاستماع ومشاهدة الفتوي :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى