اخبار عاجلة

القسوة على الأجير من الظلم الصارخ والتعسف الذي لا يحل التورط فيه والاستهانة به

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا إلى الاهتمام بحقوق العاملين وعدم الاستهانة بها لأنها من أعظم الكبائر عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام إن من واجب الأجير الذي يقبل بالعمل مقابل اجر معين أن يقوم بكل ما كلف به من عمل وفق ما تقتضيه الامانة و يستلزم الإخلاص في أدائه وإحسانه وإتقانه والإتيان به حسب ما اتفق عليه لان ذلك هو مقتضى العقد وسبب استحقاقه الأجر ووسيلة الكسب . وبذلك يكون الأجير مؤتمنا ومسؤولاً على ما استؤجر عليه فلا يصح أن يعتذر لنفسه بشتى الأعذار أو يترخص لها في حل الأجر مع إخلاله بحق الامانة وعدم وفائه بمقتضى العقد لان أكثر ما يعكر على المرء صفو حياته ويحجب عنه أسباب التوفيق ويمحق عن ماله البركة هذا الترخيص الحاصل على استباحة ما لا يحل له وأكل ما لا يجوز والاستهانة بما يحرم .

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الأجير هو إنسان قدر له أن يعمل فيجب إنصافه ورفع الحيف عنه وحفظ حقوقه وإشعاره بالكرامة باعتباره إنساناً يمتلك كل ما يمتلكه غيره من مشاعر لا يصح إنكارها عليه ولا استغرابها منه . وبين الشيخ الخياط أن من الواجب لهذه الحقوق أن يستوفي الأجر المتفق عليه كاملا غير منقوص مقابل قيامه بما اسند إليه من أعمال لقوله صلى الله عليه وسلم ( أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ) .

وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام أن من الظلم للأجير عدم إعطائه أجره لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن ذلك بكبيرتين من كبائر الذنوب وان الله سوف يكون له خصما يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) .

وبين فضيلته أن الصفوة الذين يقتدى بهم ويسار على نهجهم الذين يرون في إنصاف الأجراء وحفظ حقوقهم والتورع عن الإجحاف بهم طريقا إلى رضوان الله ورسوله ووسيلة ترجى لنزول رحمته وسبباً لتنفيس الكربة وتفريج الضائقة ودفع البلاء كما جاء في خبر النفر الثلاثة ( الحديث ) .

وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من القسوة على الأجير بتحميله ما لا يطيق أو مماطلته لحقه والتسويف فيه او بتضييق الخناق عليه بعمله واتهامه بشتى التهم دون بينة وبغير برهان ساطع لأن ذلك من الظلم الصارخ والتعسف الذي لا يحل التورط فيه والاستهانة به ولا المعاونة عليه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى