جامعة نجران .. قبلة علمية في جنوب الوطن

قفز التعليم العالي في المملكة قفزات هائلة خلال أكثر من نصف قرن على بدايته من حيث إيجاد البنية التحتية لهذا القطاع الهام الرامي الى بناء العقول والقدرات البشرية السعودية والتي تصب في وريد تنمية الوطن.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه تحقق للتعليم العالي من المنجزات ما جعله يعيش عصره الذهبي على مر العقود الماضية ولا دليل ابلغ من زيادة عدد الجامعات الحكومية في المملكة بشكل غير مسبوق وبنسبة 300% لتقفز إلى 24 جامعة خلال الأعوام الأربعة الماضية كما دشنت في عهده حفظه الله العديد من الجامعات والكليات الأهلية التي تقدم تعليما بجودة عالية في أهدافه ومخرجاته
وجامعة نجران وهي واحدة من جامعات الوطن الحديثة التي ولدت على يد الملك عبدالله في عيد الفطر 1427ه وجاء إعلانه رعاه الله ليفتح لأهالي المنطقة وساكنيها حقبة جديدة من التعليم العالي ولتؤكد عطاءات خادم الحرمين الشريفين واهتمامه البالغ بنجران وأهلها .
والمدينة الجامعية المعتمدة لجامعة نجران تعد اكبر المدن الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي على مستوى المملكة حيث تبلغ مساحتها 18 كلم مربعا بطول 6كلم وعرض 3كلم،وتم تصميم المدينة الجامعية لتكون معلما حضاريا رائعا يضاف إلى معالم المنطقة إضافة إلى دورها الأساسي في تقديم تعليم راق وذلك من خلال تنفيذ كافة المشاريع والبنى التحتية والكليات والمرافق التعليمية والمساندة وتجهيزها بأحدث التقنيات لتكون محط أنظار العالم شكلا ومضمونا وستشتمل المدينة الجامعية إضافة المشاريع الجامعية التعليمية على الكثير من المرافق الأخرى مثل المدينة الطبية الجامعية ومدينة رياضية تضم استاد كرة قدم كبيراً وصالات العاب مختلفة ومركز أبحاث متقدم ، كما تشتمل على مدينة استثمارية مستقبلية لخدمة الجامعة تضم فندقا من طراز 5نجوم ومركزا تجاريا وعددا من المرافق الأخرى. وبإذن الله ستنجز الكثير من مشاريعها خلال السنوات الثلاث المقبلة فيما يتوالى العمل في المشاريع الأخرى وفق عاملين مهمين لدى الجامعة وهما الجودة في التنفيذ والدقة في المواعيد المتفق عليها مع الشركات المنفذة.
وفيما يخص المشاريع فقد قال مدير جامعة نجران الدكتور محمد بن إبراهيم الحسن ان جامعة نجران طرحت هذا العام ثمانية مشاريع جديدة للمدينة الجامعية وهي مشاريع إنشاء كليات اللغات وكلية التربية وكلية المجتمع للطالبات وعمادة القبول والتسجيل ومركز الحاسب الآلي ومركز التعليم الإلكتروني وإيصال الطاقة الكهربائية وتأمين المولدات الاحتياطية ، بتكلفة مالية تقارب ستمائة مليون ريال .
والجدير بالذكر أن جامعة نجران قد بدأت في تنفيذ خمسة عشر مشروعاً للمدينة الجامعية ، وهي مشروع مبنى إدارة الجامعة ومشروع المرحلة الثانية من البنية التحتية ومبنى كلية العلوم الإدارية ومبنى كلية العلوم والهندسة ومجمع الطالبات وكلية التربية للبنات ومبنى كلية العلوم الطبية التطبيقية ومبنى كلية الحاسب ومبنى كلية المجتمع والمرحلة الأولى من إسكان الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومبنى كلية طب الأسنان ومبنى كلية الطب ومبنى كلية الصيدلة ومبنى السنة التحضيرية. كما تم الانتهاء من المرحلة الاولى من البنية التحتية التي تشمل الأسوار والسفلتة كما ستنفذ وزارة التعليم العالي هذا العام وتحت اشراف الجامعة 3 مشاريع رئيسية وهي المرحلة الثانية من اسكان اعضاء هيئة التدريس والمستشفى الجامعي وفندق مع الخدمات بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من ملياري ريال سعودي.
جامعة نجران .. قبلة علمية في جنوب الوطن
وقد وضعت جامعة نجران منهجا ثابتا منذ تأسيسها يرتكز على توجيهات القيادة الرشيدة بقبول جميع الطلاب والطالبات الذين يتقدمون للدراسة فيها وبالفعل طبقت الجامعة هذا المنهج منذ العام الماضي وقبلت جميع من تقدم لها للدراسة والبالغ عددهم 4000 طالب وطالبة في مختلف التخصصات التي تدرس في الجامعة وقامت هذا العام وبفضل الله بقبول جميع المتقدمين للدراسة في كلياتها المختلفة حيث وصلت أعداد من قبلوا هذا العام أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة ليرتفع عدد الطلاب الدارسين فعليا في الجامعة الى أكثر من 16 ألف طالب وطالبة يدرسون في كليات الجامعة البالغ عددها 14 كلية هي كليات الطب- طب الأسنان-العلوم الطبية التطبيقية- التمريض- الصيدلة- الهندسة-علوم الحاسب-العلوم الإدارية- اللغات -العلوم والآداب-التربية-المجتمع – الشريعة وأصول الدين ،وكلية العلوم والآداب بمحافظة شرورة إضافة الى السنة التحضيرية للبنين والبنات وعمادة خدمة المجتمع بنجران وفرعها للبنين والبنات وبذلك أصبحت جامعة نجران جامعة شاملة تحوي جميع الكليات الطبية والعلمية والنظرية التي يحتاجها سوق العمل.
وفي جانب التعاون الدولي فقد حرصت الجامعة على فتح اطر التعاون والتبادل العلمي والثقافي مع الجامعات العريقة على مستوى العالم ووقعت فعليا عددا من عقود الخدمات مع جامعات اسبانية وفرنسية وبريطانية وكورية وصينية في مجال بناء معامل أبحاث وخدمة طلاب الدراسات العليا وتبادل الزيارات بين الأساتذة والطلاب. وستعمل الجامعة على استمرار برنامجها في التواصل مع الجامعات العالمية المميزة وكل ذلك من اجل نقل خلاصة التجارب المميزة لتلك الجامعات إلى جامعة نجران .
وحاليا يجري العمل على تفعيل هذه الاتفاقيات ومثال على ذلك يوجد 6 أعضاء هيئة تدريس من جامعة شنبوك الكورية يساهمون مع المختصين في الجامعة لبناء معامل في علوم المواد وتقنية النانو كما يجري الترتيب في الوقت الحاضر لتوقيع اتفاقيات علمية مع جامعات كبرى في البرازيل واليابان .
ولحرص الجامعة على تنفيذ التوجيهات السامية بتطبيق برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية فقد بدأت الجامعة مطلع هذا العام في تطبيق هذه التقنية وذلك بهدف تقديم خدمات أفضل للمستفيدين وتوفير المعلومات بدقة عالية حيث أصبحت جميع المعاملات في الجامعة إلكترونية ولم تعد بحاجة لاستخدام الورق في التعاملات مشيرا إلى أن الجامعة احتلت مركزاً متقدماً في نهاية العام الماضي ضمن أفضل عشرين جهة حكومية في برنامج التعاملات الإلكترونية من خلال التقرير المعد من مشروع (يسِّر ) برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية .
وفيما يتعلق بالدراسات العليا فستبدأ جامعة نجران الفصل الدراسي الثاني القبول في أول برامجها للدراسات العليا في درجة الماجستير في تخصص الرياضيات، وذلك بعد أن تم اعتماد البرنامج من قبل مجلس الجامعة.
وتدرس الجامعة حاليا إمكانية طرح برامج أخرى مع مطلع العام الدراسي القادم وتشمل درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية وبعض التخصصات الأخرى.
ودشنت جامعة نجران ابرز مشاريعها البحثية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران الذي وقع عقد تمويل سموه لكرسي بحث في جامعة نجران يحمل اسم كرسي الأمير مشعل بن عبدالله للأمراض المستوطنة في المنطقة .
وستستفيد الجامعة من تمويل سموه لهذا الكرسي في شراء أجهزة علمية ومواد وتجهيز معامل ومختبرات تخدم هذا المجال البحثي كما سيتم استقطاب باحثين في مجال الأمراض المستوطنة لإعداد بحوث عن تلك الأمراض ودراسة أنواعها ومدى انتشارها وكيفية الحد منها في المنطقة .