جمعية الأمير فهد بن سلمان ــ رحمه الله ــ@ للدكتور محمد المصري

تمر بالمكلف في هذه الحياة متاعب وأعباء يتقلب فيها بين الغني والفقر والصحة والمرض والفرح والحزن وقد أقسم ربنا على ذلك بالبلد الحرام فقال سبحانه وتعالى {البلد:4} {البلد: 1 – 2 – 3 – 4 } .

وقد راعى الإسلام تعاون أتباعه فيما بينهم في التخفيف من هذه المشقة قال الله تعالى : {المائدة:2} وقال النبي  : ” مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ” .

وقال صلوات ربي وسلامي عليه : ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه , ولا يُسلمه , ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته , ومن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ” .

فواجب الأخوة الإسلامية تقتضي أن لا يترك المسلم أخاه في شدته بل يجب عليه أن يخفف عنه بأن يسد حاجته إن كان محتاجاً , وينصره إن كان مظلوماً , ويعالجه إن كان مريضاً , وينصحه إن كان ضالاً , ومن أشد الناس حاجة المرضى الذين لا يستطيعون تحمل علاج أمراضهم مثل مرض الفشل الكلوي حيث يكلف علاج المريض الواحد مبلغ ( 115.000 ) مئة وخمسة عشر ألف ريال للسنة الواحدة وهو مبلغ ضخم لا يستطيع الفرد توفيره , كما أن مستشفيات الدولة لا تغطي حاجات المرضى لا سيما وقد تجاوز عددهم التسعة آلاف مريض مما حدى برجل البر والإحسان صاحب القلب الحي والدافع الإيماني صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ــ حفظه الله ــ إلى إنشاء جمعية خيرية تهدف إلى رفع الحرج عن هؤلاء المرضى ومساعدتهم صحياً واجتماعياً ونفسياً باسم ابنه الأكبر الأمير فهد ــ رحمه الله رحمة واسعة ــ هدفها قبول أموال الزكاة والصدقات لصالح المحتاجين من الفقراء والمساكين من مرض الكلى للوصول إلى الاستخدام الأمثل لها وتحقيق الفائدة المرجوة منها والمتمثلة في تأمين خدمة علاجية وطبية متميزة للمرضى وقد وضعت هذه الجمعية المباركة أهدافاً نبيلة أهمها : –

1-تأمين الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية وما في حكمها الخاصة بالفشل الكلوي .

2-دعم مشاريع البحث العلمي الخاصة بالوقاية من هذا المرض وعلاجه .

3-إعداد برامج الوقاية والتوعية الخاصة بأمراض الكلى .

4-دعم برامج التبرع بالأعضاء .

5-دعم برامج زراعة الأعضاء خصوصاً زراعة الكلى , وقد اعتمدت الجمعية في هذا المجال على فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة والتي أجازت نقل عضو أو جزء إنسان حي إلى حي مسلم أو ذمي أو إلى نفسه إذا دعت الحاجة إليه وأمن الخطر في نزعه وغلب على الظن نجاح زراعته .

وصدرت الموافقة السامية على قبول تبرع الأحياء غير الأقارب بأعضائهم وفقاً للضوابط التي ذكرتها هيئة كبار العلماء مع صرف مكافأة للمتبرع قدرها ( 50.000 ) خمسون ألف ريال وعهد المرسوم للجمعية بوضع اللوائح التنظيمية لتطبيق هذه الموافقة السامية .

6-العمل على التقليل من الإصابة بمرض الفشل العضوي النهائي .

7-توظيف المرضى والزارعين والمتبرعين بالكلى في وظائف .

8-علاج المرضى وتوفير الأدوية اللازمة مع تأمين وسائل النقل للمرضى من مسكنهم إلى مراكز الغسل .

9-نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتعزيزها كأسلوب حضاري يعكس الوجه المشرق للمملكة العربية السعودية , فالجمعية تؤمن أن العمل الخيري سيكون أكثر

كتبه الفقير إلى عفو ربه

المشرف على مستودع الخيرات بالعريجاء

د . محمد جاد بن أحمد صالح المصري