فتاوى واحكام

حكم إفشاء الأسرار الزوجية – فتاوى اسلامية

حكم إفشاء الأسرار الزوجية –  – فتاوى اسلامية

سائل يسأل ويقول :
ما حكم إفشاء الأسرار الزوجية ؟

يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر :

الكلام في أمور لا ينبغي أن تذكر إلا بين الزوجين وهم في غرفتهم ، فلذلك جاء في الصحيح ” شر الناس منزلة الرجل تفضي إليه زوجته ثم يفشي سرها “

وسورة يوسف جاءت تتكلم عن قضية الزنا من أولها إلي آخرها والمحاولة والمراودة في يوسف ، من أجل أن يقع بها ، ولم يأت فيها لفظ الزنا،

كل ذلك من قيمة لفظ الله سبحانه وتعالي وعظيم كلامه، أن ينزه وألا يكون في كلامه شيء يدنسه .

 فنحن معاشر المسلمين بأن ننقل مطايب الكلم ، يقول النبي  صلي الله عليه وسلم ” كلمتان خفيفتان علي اللسان، حبيبتان إلي الرحمن، ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم “. والله عز وجل يخاطب نبيه كثيراً “وسبح بحمد ربك وأذكر ربك … “.

فإذا كانت المجالستقضي فيمثل ذلك فوالله أنهم لو كانوا يقولون مباحاً فهم لم يذكروا الله . والمجلس الذي يجلس فيه المسلم والمسلمة ولا يذكران الله عز وجل كأنهما يقومان وعليهم ( تِرَة )أي حسرة والعيائ بالله كما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم . وأستغرب حقيقةً في أن يُتكلم في مثل هذه الأمور ،

إذا كان علي رضي الله عنه يقول ” كنت رجلاً مذاءً فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلي الله عليه وسلم ، لأنه كان زوج فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فاستحيي أن يسأل النبي بنفسه ، وكماجاءفي الصحيح ” إذا لم تستحي فاصنع ما شئت “.

والحياء لا يأتِ إلا بخير ، كلها جاءت عن النبي صلي الله عليه وسلم ، فهذا الحياء من علي رضي الله عنه  أن يسأل النبي ، وهي مسألة فلا حياء في الدين ومع ذلك استحي وأرسل.

وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تريد أن تخبر نساء الصحابة بحكم ولكن عللت عدم إخبارها للرجال بأنها تستحي ، فتقول لنساء الصحابة ” مروا أزواجكن أن يتبعوا الحجارة بالماء ” أي يستخدموا الاستجمار ثم الاستنجاء ، فهذه المواقف في الحياء من الصحابة يجب أن نستشعرها .

النبي صلي الله عليه وسلم جالس بين بعض أصحابه ، فلما دخل عثمان رضي الله عنه وكان حاسر عن ساقه وشيء من ركبته صلي الله عليه وسلم ، قام وغطي ، وقال إني أستحي ممن تستحي منه الملائكة ” .

فلذلك قال أهل العلم يُكره للإنسان أن يكشف عورته إذا كان لوحده ، وجاء في الصحيح عن البخاري وغيره ، قال الرجل للنبي ” أرأيت إن كنت خالياً ، قال فالله أحق أن يُستحي منه “.

جمع من أهل العلم يقولون يستحب ألا يتكشف الانسان إن صار لوحده ، وبعض أهل العلم يري الكراهة في ذلك ، والذين قالوا بالاستحباب لأنه جاءت قصة موسي عليه السلام وكان خالياً .

الحاصل أن كل هذه الآثار وهذه النصوص تدل علي أن المسلم ينبغي أن يرتقي بمجلسه ويرتقي بنفسه .

فما  المجاالس التي يتكلم فيها عن العورة وعن الجماع وعن أمور تقبح لا تصح إلا بين الزوجين ، فلذلك لا نستغرب أن من يجلس في هذه المجالس وقَبِلها، أن يخرج بلا فائدة ، وربما  ضاعت حسناته ، ولا نستغرب فيهم إذا وقعت فتنة أو تعلق ببعضهم والعياذ بالله أو تعلقت إمرأة بإمرأة .

علي الإنسان أن يتق الله عز وجل وهذه الأمور لا تخرج إلا في غرفة الزوجين فيما بينهما ، فالنبي صلي الله عليه وسلم قال شر الناس منزلة الذي يتكلم عن هذه القضايا ، والمرأة كالرجل إذا أفشت هذه الأمور سواء أكانت مازحة أو أرادت أن تقطع الوقت ، كل هذا يجب أن يترقي به الإنسان ويرتفع عن هذه الأمور.

للاستماع ومشاهدة الفتوى :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى