حكم إلتفات الخطيب في خطبة الجمعة – فتاوى واحكام

حكم إلتفات الخطيب في خطبة الجمعة – فتاوى واحكام
سائل يسأل ويقول :
ماحكم التفات الخطيب فى خطبة الجمعة ؟
يقول فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر حفظه الله:
الإلتفات في الخطبة بحثت لها بحثاً كاملاً ووجدت أن الأئمة الأربعة من المذاهب كلها يرون عدم الإلتفات ، قال إمام المحدثين البخاري – رحمه الله – في صحيحه باب يستقبل الإمام القول ، ثم ساق – رحمه الله –” واستقبال الناس الإمام إذا خطب يعني الإمام يستقبلهم وهم يستقبلونه ” هذا ذكره وبوب،ثم ساق حديث أبي سعيد الخضري – رضي الله عنه – قال إن النبي – صلي الله عليه وسلم – جلس ذات يوم علي المنبر وجلسنا حوله ، قال بن بطال وهذا معناه أنهم يواجهونه بوجوههم ، ويواجههم بوجهه ولا ينصرف أو نحو من ذلك . قال بن عابدين وهو من أئمة الحنفية في حاشيته ، أن ما يفعله بعض الخطباء من تحويل الوجه جهة اليمين وجهة اليسار عند الصلاة علي النبي – صلي الله عليه وسلم – في الخطبة الثانية لم أري من ذكره والظاهر أنه بدعة ينبغي تركه لأجل لا يتوهم أنه سنة ، قال ثم رأيته في منهاج النووي قالوا ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً في شيئاً منها ، قال بن حجر في فتح الباري أنه بدعة ، قال بن عابدين ويؤخذ ذلكعندنا من قول البدائع ومن السنة أن يستقبل الناس بوجهه ويستقبل القبلة لأن النبي – صلي الله عليه وسلم – كان يخطب هكذا . وقال الإمام الشافعي ويقبل بوجهه قصد الناس ولا أحب أن يلتفت يمينه ولا لشماله ليسمع خطبته لأنه إذا كان لا يسمع أحد الشقين إذا قصد بوجهه أحد الشقين فهو لا يلتفت ناحية يسمع أهلها إلا خفي كلامه علي الناحية الثانية يعني إذا إلتفت قل الصوت علي هؤلاء وإذا إلتفت قل الصوت علي هؤلاء ، قال المواردي معلقاً علي كلام الشافعي وهو يشرحهه في كتابه الحاوي قال : وهكذا كما قال أي كما قال الشافعي ، قال من سنة الخطيب أن يستدبر بها القبلة ويستقبل بها الناس لرواية البراء بن عاذر قال كان رسول الله – صلي الله عليه وسلم – إذا خطب يستقبلنا بوجهه ونستقبله بوجوهنا ولأنه يعظهم بخطبته ويوصيهم بتقوي الله ومراقبة الله وكان إقباله عليهم أبلغ في الإنتفاع بها واستقبالهم بوجهه أبلغ في الاستماع له وينبغي أن يقصد بوجهه قصد وجهه ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً ولا يفعل ما يفعله أئمة هذا الوقت من الإلتفات يمينا ويساراً في الصلاة علي النبي – صلي الله عليه وسلم – ليكون متبعاً للسنة آخذاً بحسن الأدب لأن في إعراضه عمن أقبل إليه وقصد بوجهه إليه قبح عشرة وسوء أدب ولأنه إذا أقبل بوجهه قصد وجهه عمَّ الحاضرين سماعاً وإذا إلتفت يمينه قصر عن سماعه يسرته وإذا إلتفت عن يساره قصر عن سماعه يمنته ، وقال الشربيني وهو من الشافعية ” ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً في شيء منها لأنه بدعة بل يستمر علي ما مرَّ من الإقبال عليهم إلي فراغها ولا يعبث كما في الصلاة بل يخشع كما في الصلاة فلو استقبل القبلة …. إلي آخره “.
قال بن قدامة ” ومن سنن الخطبة أن يقصد الخطيب تلقاء وجهه لأن النبي – صلي الله عليه وسلم – كان يفعل ذلك ولأنه أبلغ في سماع الناس وأعدل بينهم فإنه لو التفت إلي أحد جانبيه لأعرض عن الجانب الآخر ولو خالف هذا واستقبل الناس واستقبل القبلة لصحت الخطبة ” يعني لو عكس . وقال في حاشية الروض المربع ” ويقصد تلقاء وجهه لفعله – صلي الله عليه وسلم – ولأن في إلتفاته لأحد الجانبين إعراض عن الآخر.
وساق الشيخ محمد بن عبدالوهاب في اختصاره بكتاب الإناف للمواردي وهو تحقيق المذهب الحنبلي أن من السنة أن يقصد تلقاء وجهه لأن لو إلتفت لأعرض عن الجانب الآخر . قال بن عثيمين – رحمه الله – ويقصد تلقاء وجهه أي يسن للخطيب أن يتجه تلقاء وجهه فلا يتجه لليمين أو لليسار بل يكون أمام الناس لأنه إذا اتجه لليمين أضر بأهل اليسار وإن إتجه لأهل اليسار أضر بأهل اليمين وإن إتجه تلقاء وجهه لن يضر بأحد والناس هم الذين يستقبلونه مع الإمكان ، فإن قال قائل ” هل من السنة
أن يلتفت يميناً ويساراً ” قال – رحمه الله – الجواب أن هذا ليس من السنة فيما يظهر وأن الخطيب يقصد تلقاء وجهه ومن أراده إلتفت إليه أي أن الخطيب يكون تلقاء وجهه ومن أراد أن يقابل الخطيب فليلتفت إلي الخطيب إما بوجهه أو بجسده أما الخطيب فلا يلتفت ، وهذا قول الأئمة الأعلام ، قال وهل من السنة أن يحرك يديه عند الإنفعال في الخطبة ، أرأيتم أحد يحرك يديه في الخطبة أو مارأيتم ؟ قال ليس من السنة أن يحرك يديه وإن كان بعض الخطباء بلغنيأنهم يفعلون ذلك ، قال لكن يشير بإصبعه في الخطبة عند الدعاء ، هذا فعل النبي – صلي الله عليه وسلم – يقول بعد أن ذكركبائر الذنوب في سورة الإسراء قال كل ذلك كان سيئهُ عند ربك ما معني مكروه بعد ما ذكر الزني وقتل النفس الصحابة ما كانوا يعرفوا هذه التقسيمات ، حرام وحلال فقط وهذا هو الصحيح فالإستخفاف في سنة النبي – صلي الله عليه وسلم – مصيبة ، لا بالعكس ، إذا صار الخطيب يخالف هدي النبي في الخطبة فكيف يُعَلِّم الناس ؟ الآن سمعت بعض الأئمة يقول أن الإلتفات في الخطبة بدعة ، ما معني بدعة ؟ الخطبة هل هي عبادة أم ليست عبادة ؟ هل يجوز لنا أن نفعل بالعبادة ما لم يفعله النبي – صلي الله عليه وسلم – هنا هو الإشكال كثرة ما نشاهد قلب الأمر فأصبحت مسنونة وأصبح الخطيب المفوه ( يا أيها الناس اتقوا الله )هذا هو الخطيب المفوه ، النبي – صلي الله عليه وسلم – ما فعل هذا مع أنهم وصفوا خطبته يقول كأنه نذير قوم ينذرهم ، يصبحهم أو يمسيهم ويتغير وجهه ويحمر من شدة ما يرفع صوته ولكن لم يكن يفعل هذه الأفاعيل ، يوضح الشيخ بن عثيمين : أما الخطبة التي هي غير خطبة الجمعة فقد نقول يعني مثل الدرس أو المحاضرة أو الكلمة أنه من المستحسن أن الإنسان يتحرك بحركات تناسب الجمل ، يعني وهو يشرح التي يتكلم بها أما خطبة الجمعة – انتبه يا شيخ لهذه المسألة – فإن المغلب فيها التعبد ولهذا أنكر الصحابة علي بشر بن مروان حين رفع يديه في الدعاء ( أخرجه مسلم ) ، مع أن الأصل في الدعاء رفع اليدين لكن فلا يشرع فيها إلا ما جاء عن النبي – صلي الله عليه وسلم – انتهي الآن كلام بن عثيمين .
قال بن فوزان رحمه الله ويسنن يقصد تلقاء وجهه لفعل النبي – صلي الله عليه وسلم – ولأن التفاته لأحد جانبيه إعراض عن الآخر ومخالفة للسنة لأنه – صلي الله عليه وسلم – كان يقصد تلقاء وجهه في الخطبة ويستقبله الحاضرون بوجوههم لقول بن مسعود رضي الله عنه كان إذا إستوي علي المنبر استقبلناه بوجوهنا يعني الذي يلتفت من؟ الخطيب أم المصلون ؟ المصلون والخطيب لا يلتفت ، هذا هو فعل النبي – صلي الله عليه وسلم – قد يقول قائل الآن منكم أو ممن يسمعنا ، الآن فن الإلقاء وفن التدريب يقولون لا بد ، فهذا الكلام الذي ذكرته يرضي فن الإلقاء والتدريب ؟ ما يرضيه . في المحاضرة في الكلمة في الدرس قلنا يتحرك لكن الخطبة كما قال بن عثيمين – رحمه الله – الغالب فيها جانب التعبد وإذا جاء المعاصرون بشيء يخالف هدي نبينا نأخذ ما فعلوه ونخالف ونترك هدي النبي ؟ ماذا نأخذ ؟نأخذ هدي النبي ،ولا نخالف السنة وحقيقة أخوض في هذا لأن هذا نظر استغراب لكم الأسبوع الماضي ولأنه مخالف لما نراه فهذه المسألة قد وضحت، بدأنا بحديث تبويب البخاري باب الإمام يستقبل القول وقالوا استقبل بن عمر المصلين ثم سقنا أقوال الحنفيين مثل بن عابدين ثم قول الإمام الشافعي والمواردي ثم قول بن قدامة –رحمه الله – إمام الحنابلة في كتابه المغني ، وسقنا قول صاحب حاشية الروض المربع وقول صاحب الإنصات ثم سقنا قول كلام بن عثيمين – – — رحمه الله تعالي –وكلام بن فوزان رحمه الله .
للاستماع ومشاهدة الفتوى :



