فتاوى واحكام

ما معني أن الله – عز وجل – خلق السماوات والأرض في ستة أيام – فتاوى واحكام

ما معني أن الله – عز وجل – خلق السماوات والأرض في ستة أيام – فتاوى واحكام

سائل يسأل ويقول :

هل معني ذلك أن الله – عز وجل – خلق السماوات والأرض في ستة آلاف يوم من أيامنا هذه ؟

يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر ويقول :

قال مجاهد – رحمه الله تعالي – في تفسير قوله تعالي ” فِييَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ”. قال إن الله – سبحانه وتعالي – بدأ الخلق يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وجمع الخلائق في يوم الجمعة وتهودت اليهود يوم السبت ويوم من الستة أيام كألف سنة مما تعدون . وجاء هذا القول أيضاً عند القرطبي وعند الطبري وعن بن عباس – رضي الله عنهما – أن يوم الله – عز وجل – كما جاء في الآيتين ” وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ” وهنا قال في هذه الآية ” يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ” . فجاء هذا القول عنهما – رضي الله عنه – بن عباس – ورحمه الله – مجاهد ومن قال أيضاً من السلف فقالوا ليبين الله – عز وجل – لخلقه الروية والحكمة والتؤدة في خلقه – سبحانه وتعالي – ليقتدي به الخلق ، هذا مما ذكره جمع من المفسرين وهو القول الأول. أما القول الثاني قالوا بأن المقصود في عذاب الآخرة في أيام الآخرة واستدلوا بذلك بقوله تعالي عندما يقفون يطلبون منه – سبحانه وتعالي – أن يقضي بينهم ، فيرد الله – عز وجل – عليهم ، عندما يقول لهم  ” لَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ” إلي أن يبلغ قوله تعالي قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ” قالوا بين أن عاتبهم وأن ردَّ عليهم في موقف يوم القيامة أربعين سنة ، هذه الأربعين من أيامنا اليوم بألف وقالواهذا لزيادة المشقة عليهم في العذاب لما أحدثوا وبدَّلوا وغيروا وزيادة العذاب عليهم ألا يجابوا بسرعة من الله – عز وجل – فهذان القولان للمفسرين في هذه الآية فعلي القول أن في الآخرة فتكون كأيامنا وعلي القول أن في أيام الدنيا أن يوم الله – عز وجل – هذا لا يعجز الله – عز وجل – ولا يبطئه ولا يغير في حكمته ، فلا ننظر للأمور بمنظارنا فنحن نتكلم عن صفة الله – عز وجل – ونقول الله سميع لكن لا نستطيع أن نكيف سمعه ، كيف يسمع وكيف يبصر وكيف يتكلم – سبحانه وتعالي – وكيف هذه الصفات التي لله – سبحانه وتعالي – فإذاً لا نستطيع أن نكيف هذه الأيام أو أن نعرفها أبداً لأن هذا في علم الله لكن الله أعطانا أن اليوم عنده كألف سنة مما نعد .

  • إذاًمن هذا الكلام لا نستطيع أن نجزم بأن الله خلق السماوات والأرض في ستة آلاف يوم ؟
  • نحن لدينا قولان في هذه المسألة فلا نستطيع أن نقول هذا القول هو الراجح فإن قلنا أنه في الآخرة قلنا أنه في ستة أيام لكن أيام الله – عز وجل – ليس معناها أن الله عاجز وليس معناها أن هناك عجز وبطء وثقل في صنع الله أبداً بل هذا الوقت الطويل يدلنا علي عظمة السماوات والأراضين . نحن لا نتصور هذين الجرمين ، كم حجم السماء ؟ ما الذي يستطيع أن يصف لنا السماء؟ ما الذي يستطيع أن يصف لنا حجم الأرض ، فلو نظرنا لهذه النظرة وجدنا أنها في نظر البشر لا تحتاج لستة آلاف يوم .
  • وفي نظر الله – سبحانه وتعالي – تحتاج إلي لحظة ، يقول لها كن فيكون ، لكن لحكمة منه – سبحانه وتعالي – .

للاستماع ومشاهدة الفتوى :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى