خلال خطبة الجمعة.. الشيخ السديس يشدد على ضرورة حفظ الألسنة – اخبار السعودية

شبكة السبر – اخبار السعودية

شدد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس ،عن حفظ الألسنه عن ذوي الأقدار والهمم فينبغي أن يظهر منهج الأخلاق والقيم المتميز الذي ينضح بنبل الشمائل والخلال ، فمن بلي من آثار الإفك والحديث عن عورات الآخرين فليتق الله ويستعن به ويصبر ولا يزيده ذلك إلا ثقة وإصرارا وإيمانا ، فإن العاقبة للتقوى وليتيقن أنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله ، وكذلك الخائنون للأديان والأوطان، فيا من بُلِيتُم بالإفك والافتراءات لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ فيجب الحفاظ على النسيج الاجتماعي في الأُمَّة .

وقال في خطبة الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إن مَن تَمَعَّن في مقاصد شريعتنا الفيحاء الغرَّاء ، ألْفَاها حقَّقت أعظمَ المَصالح وأسْنَى المَقاصِد، وَزَكَّتْ النُّفوس عن البَوَائِق والمَفَاسِدِ، فَصَاغَتْ مُجْتَمَعًا شريفًا أَنُوفَا، للآثام والمحرمات عَيُوفَا، وعَن مَسَاقِطِ الأدْرَانِ عَزُوفَا، وبذلك قادَت أمَّتُنا المُبَارَكة الفضائلَ والمكارمَ بِزِمَام، وبَلَغَتْ مِن الذَّوْدِ عن الأعراض والمَحَارِم الذِّرْوَةَ والسِّنَام، وعلى غَارِب العَصْر التِّقانِي الأخَّاذ الذي سَبَى الأفهام، وسَحَر الضِّعَاف من الخاصَّة والعَوَام، تَبْرُزُ قضِيَّة مؤرِّقة فاتكة، ولوحْدَة الأمّة وائتِلافِها مُمَزِّقة هاتكة، تلكم يا رعاكم الله: الشائعات المقيتة المُغْرِضَة ، والأقوال المُرْسَلَةِ المُتَنَاقِضَة، والأخبار الكاذبة المتعارضة، والتي يسعى في نشرها مهازيلُ وأغْرَار، وسُفهاءُ ضُلَّال، لُحْمتهم القِيل والتَّخمِين، وسَدَاهم الافتراء المبين ، فبئست المسالك المُعْوَجَّة، والرُّعونَاتِ السَّحْمَاءِ الفَجَّة، وكم يُبْتَلى الناجحون الطامحون بأهلِ الحقد والحسد ، ولكن ذلك لا يَفُلُّ عَزْمَهم ، بل يَزِيدُهُم ثِقَةً وشُمُوخًا ، ونجاحًا وطُمُوحًا.

ودعا فضيلتة المُتهَوِّكون في سِيَرِ العِبَاد ونِيَّاتِهم، فقال تجافوا عن تلك المسَاخط ، وكُفُّوا عن تَتَبُّع العُيوب والعَوْرات، وتَقَصُّد النَّقائص البشَرِيَّة والعَثَرَات، فإنه سلوك رَثٌّ هدَّام، وخُلُقُ أهل اللُّؤم والآثام، مُحَادٌّ لِشرع الله تعالى وهدْي رسوله القائل:”طوبى لمن شغله عَيْبُه عن عُيوب النَّاس” أخرجه البزار في مسنده والبيهقي في شُعَبِه، وقال بعض السلف:”أدركنا السلف الصالح وهم لا يَرَوْنَ العبادة في الصلاة والصيام، ولكن في الكَفِّ عن أعراض الناس”وأيها المتسرعون في نقل الكلام ، والمُصْغُون والمُصَدِّقُون والناشرون الشائعات الطِّغَام : أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، وارغبوا إلى الدّيان بِالنَّجَاة والسَّلامة، قبل حُلول الفُجَاءة والنَّدَامَة.