خطبة العيد الفرح الأكبر && للشيخ سعد السبر

الحمد لله يقبل التوبة عن عباده ،ويفرح بالتائبين ، تتابع خيره ورحمته ، وَتسابقت مننه ، وعمت رَحْمَته ، الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبرُ عددَ ما صلى صائم وكبر , الله أكبرُ عددَ ما تاب مذنب واستغفر , الله أكبرُ عددَ ما حجَّ حَاجُّ وكَبَّر، الله أكبرُ كُلَّما أضاء الكون وأسفر ، الله أكبرُ الله أكبر الله أكبرُ، لا إله إلا الله، الله أكبرُ، الله أكبرُ ولله الحمْد ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحْده لا شريكَ له ، تَنَزَّهَ عن الشَّبيه والظَّهِير ، وَجلَّ عن المَثِيل والنَّظير ، لَيس كمثلهِ شيءٌ وهوَ السَّميعُ البَصِير ، وَأشهدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدَهُ ورسُولَه ، السراج المنير .و البشير النذير , صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه الصادقين الجظاهدين ، الله أكبرُ ، الله أكبرُ ، الله أكبر , لا إله إلا الله ، الله أكبرُ ، الله أكبرُ ولله الحمد .

أما بعد : فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله فهي نجاتكم وأمنكم ، وهي الحياة والدليل لدار الخلود (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون )( ) ، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) ( )

أيها الموحدون : اعلَمُوا أنَّ يَومَكُم هذا ، يومٌ عظيم ، وعيدٌ كرَيم، يومٌ تبسَّمت لكم فيه الدِّنيا ، أرضُها وسَمَاؤهَا ، شمسُها وضِيَاؤهَا، في هذا اليومَ الذي تَوَّج الله به شهرَ الصِّيام ، هَذا يَومُ حرام صومه واجب فطره ، هَذا يومٌ يفرُحُ المؤمنون بقدُومِه ، هذا يومٌ تُكَبِّرون الله فيه على ما هدَاكم ولعلكم تشكرون (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك ليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ( ) ” ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن؛ ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا ( ) فلنفرح بالإسلام ، و رحمته القرآن ( ) ، ونفرح بالتوحيد وصفاء العقيدة والدين

الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله، الله أكبرُ، الله أكبرُ ولله الحمْد

أمة التوحيد يومكم يوم الفرح والبشر ، يومٌ كُلُّه فَرَحٌ وسُرُور ، فَرَحٌ بالصِّيام والقِيَام ، فَرَحٌ بطاعَةِ الديان ، فرحٌ بالتوْبَة والأوْبَة وتركُ طَرِيقِ الذل والهلكة ، فَرحٌ بِصفاء القلوب ، وَتطهير النفوس ، وشرح الصدور ، فرَحُ بالعِيدِ وَإتمامِ الصِّيام وَمُنَاجَاة الدِّيان ، ديننا دين الفرح والسرور ، دين التوسعة على الأهل والأولاد وشكر العلام ، دين دينا رفع الحرج والآثام

الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله، الله أكبرُ، الله أكبرُ ولله الحمْد

أيها القانتون : احذروا من الشركَ بالله فإنه محبطٌ للأعمال، والجنةُ حرامٌ على صاحِبِه، قال الله تعالى: ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )( ) ، ( وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ) ( ) ( وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ ) ( ) ، وإياكم وعقوق الوالدين فإنه من كبائر الذنوب قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً ) ( ) وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله وعقوق الوالدين…)) متفق عليه الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله، الله أكبرُ، الله أكبرُ ولله الحمْد

أيها المؤمنون : الصلاةَ، الصلاة، فمن حَفِظَها فقد حَفِظَ دينَه، ومَنْ ضيعها فهو لما سِواها أضيعُ (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) ( ) وعليكم بصلاة الجماعة والمحافظةِ عليها في المساجد، فمَنْ صلاها بلا عذرٍ في بيته فإنها لا تُقبل منه فان من موجباتِ قَبُولِها صلاتُها في جماعةٍ. وأدوا زكاة أموالِكم، طيبةً بها نُفُوسُكم، للفقير والمسكين، لا لقوي مكتسبٍ، ولا من تلزمُك نفقُته، لا تدفع بها المذمةَ، ولا تجلب بها الصداقةَ، وما اشتكى فقيٌر إلا بقدر ما قَصر غنيٌ. الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله، الله أكبرُ، الله أكبرُ ولله الحمْد

معاشر التائبين : أوصيكم بالحفاظ على مهمتكم العظمى، ووظيفتكم الكبرى، الأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر، مهمةِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، المُهمةِ التي لها أُخرجتم ـ ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ )( ) وكونوا عباد الله إخواناً وعلى الحق أعوانًا، لا ظلم ولا عدوان

إخوة الدين : اعلموا أن من أسس هذا الدين، وجوب لزوم الجماعة، والسمع لولاة الأمر والطاعة في غير معصية لله تعالى.ففي حديث حذيفة رضي الله عنه: في حديث الفتن قال: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)) ( ) . و الجماعة هم من وافق الحق ولو كان واحداً. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ثم مات، مات ميتة جاهلية)) رواه مسلم

الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله، الله أكبرُ، الله أكبرُ ولله الحمْد

يا حماة العقيدة غضوا أبصاركم عن محارم الله، فإن النظرة سهم من سهام إبليس، ولا تقربوا الزنا فإن فيه خصالاً قبيحة ماحقة ومهلكة في الدنيا والآخرة، وقد نهى الله تعالى من الاقتراب منه فكيف بالوقوع فيه: ( وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً )( ) وحذار حذار من جماع الإثم ومفتاح الشر، الخمر، فإنها تذهب العقل والغيرة على الدين والمحارم، وتورث الخزي والندم والفضيحة وإياكم ثم إياكم والربا أكلاً وتعاملاً فإنه حرام، حرام بنص كلام ربنا ( وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرّبَوٰا ْ)( ) ، واجتنبوا الغيبة والنميمة وقول الزور والعمل به، وإياكم والوقوع في أعراض الناس، فإن القصاص سيكون يوم القيامة من الحسنات……

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله أيها المسلمون الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله، الله أكبرُ، الله أكبرُ ولله الحمْد

أيها العابدون: أوفوا الكيل إذا كلتم، وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم,وأحذركم ا الغناء والموسيقى وقوموا بحق الجوار لمن جاوركم،

قال صلى الله عليه وسلم: ((مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه))( ) الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله كبر ولله الحمد.

أيها الإخوة من المقبول فنهنيه ومن المردود فنعزيه من عمل صالحا طوال العام فهو المقبول ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ،اعملوا في الصحة قبل المرض وفي الحياة قبل الموت وفي الشباب قبل الكبر وفي الفراغ قبل الشغل ( ) ,عَنِ الْحَسَنِ في قول الله عز وجل ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا قَالَ يعطون ما أعطوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) قَالَ يعملون ما عملوا من أعمال البر وهم يخشون أن لاَ ينجيهم ذلك من عذاب ربهم عز وجل فعمل رمضان معلق فلا نعلم قبل أم لا فلنحاول معرفة الجواب

أيتها الأخوات والأمهات، اتقين الله تعالى وكن خير خلف لخير سلف من نساء المؤمنين.، واعلمنا أن عليكن أن تتقين الله في أنفسكن وأن تحفظن حدوده، وترعين حقوق الأزواج والأولاد، (فَٱلصَّـٰلِحَـٰتُ قَـٰنِتَـٰتٌ حَـفِظَـٰتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ ) ( )

أيتها المسلمات، لا يغرنكن ما يوجه للمرأة في هذا الزمان من شتى أبواب المغريات لإفسادهن باسم الموضة وباسم الأزياء ثم المحاولات المتتابعة في إخراج المرأة من مكان صونها وكرامتها ، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، وذكر نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)) ( ) وإذا مشيتن في الأسواق فعليكن بالسكينة في أطراف الطريق ولا تزاحمن الرجال ولا ترفعن أصواتكن ولا تلبسن أولادكن ألبسة محرمة أو مكروهة

كتبه سعد السبر

إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله

والمشرف العام على شبكة السبر

www.alsaber.net