رابطة العالم الإسلامي تدين ضم المسجد الإبراهيمي إلى المواقع اليهودية الأثرية

أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي القرار الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية بضم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد الصحابي بلال بن رباح في مدينة بيت لحم إلى التراث الإسرائيلي، واعتبارهما من المواقع الأثرية اليهودية، ووصفت ذلك بأنه عدوان شنيع على بيوت الله، واغتصاب لحقوق المسلمين، فيما حاولت إسرائيل التملص من الأزمة التي أثارتها،عبر إعلان رئيسها شيمون بيريز أن إسرائيل غير معنية بفتح مجابهة مفتعلة مع الفلسطينيين بشأن المواقع المقدسة، مشيرا إلى أن ما حصل ليس إلا سوء تفاهم،إلا أن النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم وصف موقف الرئيس محمود عباس الذي حذر فيه من مغبة نشوب حرب دينية في أعقاب القرار الإسرائيلي بأنه "وقاحة".
وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في بيان أصدره أمس، بين فيه أن القرار الإسرائيلي ينتهك القوانين والاتفاقات الدولية، التي تمنع مصادرة الأماكن الدينية أو الاعتداء عليها والتي لا تجيز لدولة الاحتلال العبث بها، أو اعتبارها من الممتلكات التراثية الخاصة بها، ومن ذلك اتفاقات جنيف، والأنظمة القانونية لمنظمة اليونسكو المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة.
وزعم بيريز لدى استقباله الموفد الأممي روبرت سري في مقر رؤساء إسرائيل بالقدس المحتلة أن إسرائيل تحترم كل موقع مقدس لأبناء الديانات السماوية الثلاث. وأضاف "أن الخطة التي يدور الحديث بشأنها تهدف إلى تثقيف أبناء الشبيبة الإسرائيليين تاريخيا ودينيا، وهذا الأمر لا يتنافى وحق المسلمين في أداء طقوسهم الدينية". وطلب بيريز من الموفد الأممي نقل هذه الرسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ووصف شالوم موقف عباس الذي حذر فيه من مغبة نشوب حرب دينية في أعقاب القرار الإسرائيلي بأنه "وقاحة وفضيحة هدفها تشويه التاريخ وقطع الصلة بين أرض إسرائيل والشعب الإسرائيلي"، زاعما في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية أن هذه الصلة يعود تاريخها إلى ما قبل 3700 عام.
وقال "إن الفلسطينيين يحاولون تحريف التاريخ اليهودي واثبات المزاعم بعدم وجود صلة بين الشعب اليهودي وأرض إسرائيل مما يشكل استمرارا لموقفهم المعارض للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية".
وأشار وزير المواصلات يسرائيل كاتس من الليكود إلى أنه قرر بصفته وزير المواصلات شق طريق جديد من مستوطنة كريات أربع في الخليل إلى الحرم الإبراهيمي، مؤكدا أن الاستعدادات لتنفيذ هذا المشروع قد بدأت فعلا.
إلى ذلك حذر جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، من أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح للمواقع الأثرية اليهودية، يأتي لتمهيد تمرير مخططات أكثر بشاعة ضد المسجد الأقصى المبارك.
في السياق ذاته بحث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس مع وفد يمثل المؤتمر الوطني الفلسطيني الشعبي للقدس برئاسة الأمين العام للمؤتمر عثمان أبو غربية الأوضاع المؤسفة التي تشهدها المدينة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية حسام زكي بأن اللقاء جاء في إطار الاهتمام المصري بمدينة القدس والتطورات التي تشهدها، وأنه تناول الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية في حق أهل المدينة وممتلكاتهم وبحق المقدسات الإسلامية والمسيحية.