سوء الظن في كل من لم يرد علينا في التواصل الاجتماعي والهاتف – فتاوى وأحكام
سوء الظن في كل من لم يرد علينا في التواصل الاجتماعي والهاتف– فتاوى وأحكام
مسألة مهمة:
سوء الظن في كل من لم يرد علينا في التواصل الاجتماعي والهاتف
يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله السبر حفظه الله تعالى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ديننا دين أكمله الله تعالى فجعله كمالا للنعمة فلا نقص فيه فأعطانا من الأحكام والآداب ومن الآداب التى أتت إن اتصلت على إنسان وكان هذا الرجل مشغولا من أن يستقبلك فى بيته أو يرد عليك حالا فقال تعالى (( فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )) فإدخالك وتضييفك فى البيت أفضل من أن يردك وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم يقول أحد السلف بحثت عن هذه الآية أربعين سنة ولم أجدها أى يزور ليقال له ارجعوا فلم يجد من يقول له ارجع فبض الناس إذا اتصل يريد أن يرد الناس عليه فورا ويريد الناس أن يستقبلوه فورا بدون سابق موعد أو ترتيب لزيارته وإن لم يردوا غضب عليهم وربما أعلن عليهم المقاطعة أو العداء وربما وقع بنفسه أشياء كثيرة جراء ذلك وهذا حقيقة خلاف لما جاء بكتاب الله فأنت عندما تتصل على إنسان فأنت تتصل على بشر له حياة بيت وزوجة وأولاد وظروف عمل وله ما يشغله فعليك أن تعطيه من الأعذار ولا يلزم أن يرد عليك فورا وأعظم من ذلك من يتصل على بعض العلماء والمشايخ فيريد منهم أن يردوا عليه فورا والمعلو أن العلماء والمشايخ يتصل عليهم ويراسلهم الكثير ممن له شكوى ومسألة ولا يستطيعون أن يغطوا كل هذا ولكن يجتهدوا على قدر وسعهم وتجد من يسىء للعلماء وغيرهم ممن لا يردون عليه وقتيا ولا يلتمس لهم الأعذار وهذا خلق لا ينبغى كما يوجد فريق آخر لا يبالى بالناس ولا يرد عليهم ولا يبالى بمشاعرهم ولا يحسب حقوقهم فإذا اتصل عليك قريب أو صديق ولا تستطيع أن ترد عليه فواجب عليك حينما تتاح الفرصة وتسمح ظروفك أن ترد عليه أو تتصل عليه لتعرف مسألته تقديرا للمتصل أما أن تتجاهله بدون عذر ولا تقدره فهذا أيضا خلق ليس بحميد عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) وقال تعالى واصفا خلق النبى صلى الله عليه وسلم (( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) فأين الخلق هنا فى تجاهل الناس أو عدم الرد والإستجابة لهم بدون عذر أو الغضب عليهم ومعاداتهم حين لا يستطيعون الرد فى وقت سريع لانشغالهم وظروفهم التى قد تمنعهم من ذلك وعن التماس الأعذار لأخيك .فيجب أن نلتزم بالخلق الحسن ونتخلق بخلق النبى صلى الله عليه وسلم ويحترم بعضنا البعض .
للاستماع ومشاهدة الفتوى:



