شكر الله وغيظ الرافضة – خطب الجمعة

شبكة السبر – خطب الجمعه
كتبه د/ سعد بن عبدالله السبر
19/4/1432
إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله
الحمد لله جامع الشمل ومسدي النعم وسائق الخيرات والنعم الوافرات ومغيظ الرافضة وأصحاب النيات السيئات والخفايا القاتلات أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمائه وسابغ عطائه ونعمه المتتابعات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أُلوهيته وفي ربوبيته وفي أسمائه وصفاته جل عن الند وعن الشبيه وعن المثيل وعن النظير ليس كمثله وهو السميع البصير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من صلى وصام وطاف بالبيت الحرام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي تاج المسلمين وشعار الصالحين (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (1)
أيها المؤمنون يا إلهنا خيرك علينا نازل وشرنا إليك صاعد كم من ملك كريم قد صعد إليك منا بعمل قبيح وأنت مع غناك عنا تتحبب إلينا بالنعم ونحن مع فقرنا إليك وفاقتنا نتمقت إليك بالمعاصى وأنت في ذلك تجبرنا وتسترنا وترزقنا (2) نحمد الله مستحق الحمد والشكر فقد أعطانا وأوانا وأمننا من خوف وجمع شملنا ووحّد صفنا ، وجعلنا نفرح والناس محزونون ونطمئن والناس خائفون ونجتمع والناس متشتتون لك الحمد ربنا حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما تُحب وترضى لك فأنت أهل الحمد أهل الثناء والشكر أنت أحق من عُبد وأحق من شُكر قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) (3) قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) (4) .قال تعالى: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) (5) .
وفي صحيح البخاري أن رسول الله كان يقول: “اللهم لك الحمد غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا …”.
وقد روي في الأثر أن داود عليه السلام قال: يا رب كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي؟ فقال الله تعالى: الآن شكرتني يا داود، أي حين اعترفت بالتقصير عن أداء شكر النعم. قال عمر بن عبد العزيز: ” قيدوا نعم الله بشكر الله ” (6) وقال الحسن البصري: “إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمون الشكر: الحافظ، لأنه يحفظ النعم الموجودة، والجالب، لأنه يجلب النعم المفقودة” (7) وسفيان الثوري يقول إن داود عليه الصلاة و السلام قال الحمد لله حمدا كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله فأوحى الله إليه يا داود أتعبت الملائكة (8) قال ابن الجوزي: كلما نظرت في تواصل النعم علي تحيرت في شكرها ، و أعلم أن الشكر من النعم فكيف أشكر (9) و قال ابن حجر-رحمه الله-: (وقد يتولد الحياء من الله تعالى من التقلب في نعمه, فيستحي العاقل أن يستعين بها على معصيته)(10)
أيها المتقون جمعة الخير والدين والمحبة والألفة والوحدة ، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه ووالديه وألبسه لباسه العافية وجميع المسلمين
خادم الحرمين يُوجه خطابه للشعب الموحد يُخاطب العلماء والمشائخ والشعب كله يشكرهم ويثني عليهم بعد أن شكر الله وأثنى عليه يشكرهم على تلاحمهم وعلى ثباتهم أمام العدو في صفحا واحد ويقول لهم أخاطب العلماء في هيئة كبار العلماء أو خارجها الذين وقفوا ديانة للرب عز وجل وجعلوا كلمة الله هي العليا في مواجهة صوت الفرقة ودعاة الفتنة ويكمل خطابه بشكر الشعب كله ورجال الأمن الذين وقفوا دروعا أمام الباطل وأهله . خادم الحرمين يُصدر أوامره كله تحكي حرص القيادة والولاة كلهِم على الدين على حماية جنابه وبقاء أركانه وعلو شأنه ، أوامر ملكية كلها وفية للدين وأهله أوامر ملكية تقول للناس أجمع نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله أوامر الخير صفعت الشر بيد الدين والتقوى .
أيها الموحدون ندعو لخادم الحرمين الشريفين ونشكره ولا ننساه من الدعاء لأنه حفظ الدين ونصر العلماء وأبان حقوق العلماء وحماها من شرذمة الإعلام وشرذمة المتفيقهين ندعو لخادم الحرمين الشريفين لأنه قال لكل من يحاول التفريق بين الولاة والعلماء نحن دولة الدين والإيمان وقال لهم نحن دولة أسسها عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله على التوحيد والإيمان وغرس توحيدها محمد بن سعود اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين ووفقه وانصره وأيده وجازه خير الجزاء وارفع منزلته في الدنيا والأخرى
أيها الأحبة أوامر خادم الحرمين الشريفين لم يكن فرح الشعب ؛ لأن فيها أموال فقط ، بل لأن الدعم فيها للقرآن وأهله ولأن الدعم فيها لعمارة المساجد وللدعوة وأهلها ، ولأن الدعم فيها لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعم لرفع شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي سبب بقائنا بعد الله وتحقيق للخيرية التي أرادها الله لنا (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (11) دعم كله للدين دعم كله خير وفرح وأمن فلنحمد الله ونشكره ثم نشكر خادم الحرمين الشريفين الذي رفض كل المسميات إلا مناداته بخادم الحرمين الشريفين
إخوة العقيدة والتوحيد حذاري حذاري من كفر النعم وعدم الشكر للخالق ثم لخادم الحرمين الشريفين
حذاري حذاري من التشكيك في نوايا الرافضة الفاجرة الخبيثة وخططهم المدمرة الحاقدة ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (12) قال شيخ الإسلام ابن تيمية فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه، وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قِبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً، وأنهم لا يقعدون عمّا يمكنهم من الفتن والشر وإيقاع الفساد بين الأمة (13)
——————————————————————————–
(1) سورة آل عمران ، آية : 102 .
(2)عدة الصابرين لابن القيم (1 / 101)
(3) سورة إبراهيم، آية : 7.
(4) سورة النحل، آية:18
(5) سورة النحل، الآية : 53
(6)عدة الصابرين لابن القيم (1 / 98)
(7)عدة الصابرين لابن القيم (1 / 98)
(8)عدة الصابرين لابن القيم (1 / 98)
(9)صيد الخاطر لابن الجوزي (1 / 320)
(10)فتح الباري ، 1/75 .
(11) سورة آل عمران، آية : 110 .
(12) سورة آل عمران، آية : 118 .
(13)منهاج السنة النبوية ج 6 ص 372