فتاوى واحكام
نصيحة لمن هجر القرآن أو خصص رمضان لقراءته – فتاوى واحكام

نصيحة لمن هجر القرآن أو خصص رمضان لقراءته – فتاوى واحكام
- بعض الأسئلة التي ترد كثيراً يا شيخ وهي مسألة الإهمال في قراءة كتاب الله ، فبعض الناس قد لا يكون له ورد من كتاب الله ولا يقرأ من كتاب الله إلا ما يذكره في صلاته أو جعل له موسم معين كرمضان أو غيره من المواسم يقرأ فقط في هذا الموسم وما إن ينتهي هذا الموسم حتي ينتهي معه قراءته لكتاب الله .
- يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر ويقول :
- عبدالله بن عمرو – رضي الله تعالي عنهما – كان يقرأ ويقوم الليل ويصوم النهار فعلم النبي – صلي الله عليه وسلم – بحاله ، وهذا الحديث في الصحيحين فقال ” إن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ولزورك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه ” . فطلب من النبي – صلي الله عليه وسلم – أن يختم القرآن فقال له في شهر ، فقال إني أستطيع أكثر من ذلك ، فاستمر يراجع النبي حتي ثلاثة أيام ، فقال له أختم في ثلاثة أيام فكان – رضي الله تعالي عنهما – حريص علي أن يستغل وقته ولكن هذا الحرص لا يجوز أن يكون يأخذ حقوق النفس وحقوق الأهل وحقوق الضيوف الذين يأتون للإنسان . فكل إنسان في حياته منشغل لا يقدم شيء لنفسه ولأهله ولضيوفه فهذا لا ينبغي لنهي النبي – صلي الله عليه وسلم – فإذا تأملنا حال عبدالله بن عمرو – رضي الله تعالي عنهما – في تلاوته للقرآن في ثلاث وتأملنا حال بعض الناس في هذا الزمن لا يرون القرآن إلا في رمضان والنبي – صلي الله عليه وسلم – يوم القيامة هو الذي يحاج والذي يخاصم وقال الرسول ” يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ” . قال بن القيم – رحمه الله تعالي – الهجر للقرآن له أنواع : هجر التلاوة ، هجر العمل ، أن يعمل به الإنسان يتدبر ثم يعمل ، وهجر التحاكم إلي القرآن ” فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ” وهجر التداوي بالقرآن ، حتي ترك التداوي بالقرآن من هجران القرآن فالنبي – صلي الله عليه وسلم – كان إذا جاء في الليل قرأ المعوذات وآية الكرسي وينفخ في كفيه ويمسح جسده – صلي الله عليه وسلم – فلما مرض كان يقرأ وينفخ في يدي عائشة – رضي الله عنها – وتمسح جسده – صلي الله عليه وسلم – فعلي الإنسان حقيقة أن ينتبه لمسألة القرآن وأن يجعل له يومياً ورداً لا ينقص عن جزء في اليوم ويجتهد ألا يمر عليه يوم إلا وقرأ جزءاً كاملاً من القرآن .
للاستماع ومشاهدة الفتوى :