صيامك و صحتك في الميزان && للدكتور فارس العنزي

صيامك و صحتك في الميزان
د. فارس العنزي
استشاري وأستاذ علم المناعة المشارك- كلية العلوم الطبية التطبيقية- جامعة الخرج
http://faculty.ksu.edu.sa/fqalenzi/arabic
لقد كشف العلم الحديث بفروعه المختلفة فوائد جمة للصيام على الجهاز المناعى والهيكلى والعصبى والهضمى والكبد والرئتان والجهاز البولى التناسلى والكلى وجميع أعضاء الجسم وخلاياه. ولقد أجمعت هذه الأبحاث على أن الصيام إن لم يغير العوامل البيولوجية والكيميائية فى جسمه أيجابا (بالنفع) فإنها لن تتغير إلى المستوى الذى يضره. أى أن الإنسان السليم إن لم تستفد أجهزته من الصيام فإن الصيام لن يضره فى شىء. أما فى الإنسان المريض فإنه له الرخصه فى الإفطار كمريض الكبد فى مراحل معينة من المرض ومن ناحية أخرى ففى مرضى أخرين فإن الصيام له فوائد كثيره كما فى مرضى السكرى ومرضى إرتفاع دهون الدم والسمنة.
الصيام وضغط الدم
ففي شهر رمضان الكريم قد يلاحظ المصاب بارتفاع ضغط الدم تحسناً في ضغطه ، وهو ما قد يساعده في السيطرة على حالته بشكل أفضل .ويمكن تفسير تأثير الصوم في تخفيض ضغط الدم المرتفع من خلال عدة طرق وهى :
1- طمأنينة النفس وراحة البال أثناء الصيام، تسبب تقليل إفراز هرمونات الغضب والتوتر والاكتئاب المسببة لتضيق الشرايين وزيادة نبضات القلب .
2- صوم الإنسان لعشر ساعات أو أكثر مع ممارسة العمل يجعل الجسم يعتمد على مخزونه من الدهون في توفير سكر الجلوكوز، وإذابة هذه الدهون تسبب الاقلال من تضيق الشرايين.
3- يعد الصوم الصحي وعدم الإسراف في الأكل بداية جيدة لإنقاص الوزن، مما يخفف من عبء القلب في ضخ الدم للجسم وبالتالي يقلل من خطر التعرض للذبحات الصدرية.
4- الإقلال من كمية وفترة التدخين ، كما يمكن أن تعد كنقطة بداية للإقلاع عن التدخين تماماً.
الصيام والسُّكَّري
من المعلوم أن مرض السكري، وخاصة النوع الثاني أو ما يسمى بسكري الكبار ، يرتبط ارتباطا وثيقا بالغذاء الذي يتناوله الإنسان من حيث الكم والنوع. وقد عرف الصوم كعلاج لمرض السكري ، واتبع ذلك في ألمانيا وأمريكا أواخر القرن الماضي وأوائل القرن العشرين، وكان يطبق على مرضى السكري في الحالات المتوسطة ، ويتضمن الإمتناع الكامل عن تناول الطعام لمدة 2-3 أيام . وقد وجد فيما بعد أن هذا النوع من الصيام (الصيام الطويل) يؤدي إلى آثار صحية جانبية مثل ارتفاع محتوى بعض المواد الضارة في الدم لذلك كان صيام رمضان صياما مثالثا بمنع حدوث مثل هذه الآثار الجانبية بسبب قصر فترة (16-19) ساعة / يوم ، ولأنه يسمح فيه بتناول الطعام بعد فترة الصيام . وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن 30% من مرضى السكري يمكن السيطرة على مرضهم بواسطة اتباع نظام غذائي معين دون استعمال أي من العقاقير كالإبر والحبوب . لذلك كان الصوم في رمضان ذو فائدة كبرى في السيطرة على مرض السكري.
الصيام والجهاز الهضمي
رمضان هو فترة راحة للجهاز الهضمي المسئول عن استهلاك واستقلاب الطعام ، وبالتالي فالكبد أيضا يأخذ فرصة استراحة كونه معمل استقلاب الغذاء الرئيسي في الجسم ، ولتحقيق هذه الغاية على المسلمين أن يلتزموا بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم -بعدم الإكثار في وجبة الإفطار وقد قال- صلى الله عليه وسلم-: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه. وبهذا يُضمن بقاء النشاط وعدم الخمول والاستعداد للتمارين المعتدلة بعد فترة راحة قصيرة ألا وهي صلاة التراويح التي ثبت أن حركة العضلات والمفاصل في كل ركعة تستهلك 10 سعرات حرارية. ومن الفوائد الطبية أن يبدأ الإفطار بتناول بعض التمرات ( كما هي السنة النبوية ) فالتمر غني بسكريّ الغلوكوز والفركتوز اللذين لهما فائدة حريرية كبيرة وخاصة للدماغ ، ويفيدان في رفع مستوى السكر في الدم تدريجيا مما يخفف شعور الجوع ويقلل الحاجة إلى كمية اكبر من الطعام
الصيام و الجهازالبولي
يتكون الجهاز البولي من كليتين وحالبين ومثانة ومجرى للبول وتعد الكلية (الفلتر) الذي يمر عليه الدم ويقوم بتخليصه من السموم والمواد الزائدة عن احتياج الجسم مثل السكر الزائد والاملاح الزائدة. فالصيام فترة استراحة للجهاز الكلوي حيث أوضحت الدراسات الحديثة أن عدم تناول الماء لحوالي 10-12 ساعة ليس بالضرورة سيئ بل هو مفيد في كثير من الأحيان ، فتركيز سوائل الجسم تزداد محدثة جفافا خفيفا يحتمله الجسم لوجود كفاية من مخزون السوائل فيه ، وطالما أن الشخص لا يشكو من حصيات كلوية فإن هذا يعطي الكليتين استراحة مؤقتة للتخلص من الفضلات،ومع ذلك فالسنة النبوية تقتضي بتأخير السحور والتعجيل في الفطور مما يقلل الفترة الزمنية للجفاف قدر الإمكان . ونقص السوائل يؤدي بدوره لنقص خفيف بضغط الدم يحتمله الشخص العادي ويستفيد منه من يشكو ارتفاع الضغط الدموي.
الصيام و الجهاز الدموي
يساعد الصيام على تخفيف كمية الدم الموجودة بالأوعية الدموية الذي يساعد على سرعة جريان الدم، مما يمنع تخثر الجلطات التي تشجع على حدوثها كثرة الأطعمة التي تنتج كمية دم كثيرة، تزدحم داخل الأوعية الدموية فيصبح سريان الدم بطيئاً . كما أن الصوم يساعد على انتظام ضغط الدم في الجسم بصورة ملحوظة لأنه خلال فترة الصوم التي تستمر إلى ما يزيد على 12 ساعة يوميا يستفيد الجسم بهدوء الجهاز الهضمي، وبالتالي عدم تجمع الدم حول المعدة والأمعاء لعدم امتلائها بالطعام، الأمر الذي يؤدي إلى انتظام الدورة الدموية، ويقلل أيضا من الآلام الناتجة عن تصلب الشرايين.كما أن الجسم خلال فترة الصيام يعمل على حرق الدهون المختزنة في الجسم وتحويلها إلى طاقة، الأمر الذي يقلل من احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين لدى الأصحاء ، و يؤدي الصوم إلى اعتدال لزوجة الدم باستمرار نتيجة عدم وجود نواتج للتمثيل الغذائي، وكذا المغذيات الممتصة من الأمعاء إلى الدم، علاوة على أن دور الصيام في تنظيم ضغط الدم يعطي المريض إحساسا بالراحة .
الصيام والجهاز العضلي
أثبت العديد من الدراسات أن الصيام الإسلامي ليس له أي تأثير سلبي على الأداء العضلي وتحمل المجهود البدني, ولا يؤدي إلى مظاهر الإرهاق والإجهاد, بل العكس هو الصحيح لأن هذا الدراسات أظهرت وجود تحسن ـ ذي قيمة إحصائية ـ في درجة تحمل المجهود البدني, وبالتالي كفاءة الأداء العضلي, وكذلك أداء القلب مع المجهود أثناء الصيام, كما ظهر تحسن بسيط في درجة الشعور بالإرهاق.وقد أظهرت دراسات عديدة أن الصوم يسبب زيادة في الأحماض الدهنية الحرة في الدم؛ المصدر الرئيسي للطاقة بدلا من الجلوكوز, وهذا يساعد في تقليل نضوب جليكوجين الكبد والعضلات أثناء الشدة, ويساعد هذا في حماية مستوى الجلوكوز في الدم. وكجزء من عملية التعود أثناء الصيام تستخدم المصادر الداخلية للطاقة بدلا من المصادر الخارجية التي تستخدم في الظروف الاعتيادية بدون صيام. وتحت الظروف الطبيعية بدون صيام فإن الجلوكوز يكون هو المصدر الرئيسي للطاقة أثناء الجهد العضلي, ومع زيادة هذا الجهد فإن مستوى الجلوكوز في الدم ينخفض بسرعة مؤديا إلى الشعور بالإعياء والإنهاك.إن الاعتماد على الجلوكوز كمصدر للطاقة في حالة الصيام يكون بنسبة أقل, حيث تتوفر الأحماض الأمينية في الدم بكميات كافية لإمداد الجسم بالطاقة, لذا فالأداء العضلي يتحسن.
الصيام و الرئتان
إن للصيام تأثير إيجابي على الجهاز التنفسي حيث يقلل من المجهود الذي تبذله عادة أجهزة الجسم لهضم وامتصاص الوجبات الثلاث الرئيسية باليوم، مما يعطي طاقة أكثر للجهاز التنفسي. كما أن إيقاف التدخين «سواء الشخصي أو السلبي» طوال فترة نهار رمضان يسهم في تحسين الصحة بشكل عام وبخاصة للرئة.كما أن مرض الربو من الأمراض التي تتحسن أثناء الصيام لأن الصيام يحسن من كفاءة الرئتين وسعتهما لأنه أثناء الصيام يقل نتاج البدن من الفضلات الغازية وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون والذي ينطرح عن طريق الرئتين، مما يخفف عنهما العبء ، ويؤدي إلى تخلصهما من عوامل الإثارة والتهيج، مما يجعل هذا الجهاز أكثر حيويةً ونشاطاً في أداء مهمته..
وفي الختام فقد جمعت ثلاثة مقالات متعمقة وقيمة أصدرتها الهيئة العالمية للإعجاز العلمى فى القرأن والسنة والصادرة عن علماء أفاضل وكبار. هذه المقالات المستفيضة تشرح بعمق تأثير الصيام على خلايا الجسم وأعضاؤه و وإليكم الروابط أدناه:
الصيام والشفاء
http://www.eajaz.org/Arabic/index.php?option=com_content&view=article&id=317&catid=46:2008-05-29-15-29-02&Itemid=73
الصيام والكبدhttp://www.eajaz.org/Arabic/?option=com_content&view=article&id=696&catid=71:13
من أوجه الإعجاز العلمي في الصيام
http://www.eajaz.org/Arabic/index.php?option=com_content&view=article&id=220:2010-08-01-18-44-04&catid=59:1
تقبل الله طاعتكم و دمتم بخير
_______________________________