رسالة لكل الرياضيين && للشيخ سعد السبر

البعض يتكلم في عرض اللاعب الفلاني ويصفه بأبشع الاوصاف ويتعرض لشخصه واهله بل قد يقذف اللاعب في عرضه كل ذلك فرح بنصر فريقه وهو لا يشعر بعاقبة امره ويظن ان ذلك فرح ، ويقابله انصار الفريق الخاسر بنفس الاسلوب والطريقة فيطعنون في منسوبي الفريق الفائز ويظل المنتصرون والخاسرون ينالون من اعراض منسوبي الفريقين وهم بذلك يهدون حسناتهم لمن يتكلمون فيهم ” اهدى الحسن البصري يرحمه الله هدية لرجل وارسل معها رساله قائلا : ” عملت انك تهديني حسناتك بغيبتك لي فأردت ان اكافئك بهدية ” . حدث قبل عشرين سنة ان احد الزملاء ممن لي به علاقة حميمة التحق بنادي سعودي. وبعد شهرين من التحاقه بهذا النادي اذا بي اسمع احد المشجعين للنادي المنافس لنادي صاحبي يتكلم عن هذا اللاعب ويقول هو كذا وكذا ويصفه بأبشع الامور حتى قذف اهله وتعرض لاخته بانها كذا وكذا وقلت له هل تعرفه جيدا ؟ قال نعم ثم قلت له هل تعلم ان اخته تبلغ من العمر (8) سنوات ! فكأني القمته حجرا لانه علم انه يكذب فيما يقول انما نصره لفريقه نال من اخينا.

ومما يحدث ان البعض يقوم بالتعبير والنبذ باللقب واللون والتعرض لبعض البلدان والجنسيات فنجد من يعيير لاعبا للونه او جنسيته او بلده وهو مسلم سواء كان اداريا او مسؤولا ناسيا قول الله تعالى ” يايها الذين امنوا لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون” صدق الله العظيم…

عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ” ياأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم” قال : نزلت في قوم استهزؤا من بلال وسلمان وعمار وخباب وصهيب وابن فهيرة وسالم مولى ابي حذيفة.

فعن مجاهد رضى الله عنه في قوله : لايسخر قوم من قوم ” قال : لا يستهزئ قوم بقوم ان يكون رجلا غنيا او فقيرا او يعقل رجل عليه فلا يستهزئ به ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : ( ولا تلمزوا انفسكم) قال : لا يطعن بعضكم على بعض.

فكيف نسخر بعد هذا وهل نفرح بالمعصية وما دخل الاهل والعرض واللون والبلد في فرحك، فالناس كلهم عند الله سواء لا يتمايزون الا بالتقوى ان اكرمكم عند الله اتقاكم فلا فضل لعربي على اعجمي ولا اسود على ابيض، اخرج ابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبدالله قال : خطبنا رسول الله ” صلى الله عليه وسلم” في وسط ايام التشريق خطبة الوداع فقال : ياأيها الناس ألا ان ربكم واحد ، ألا ان اباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على اعجمي ولا لعجمي على عربي ولا اسود على احمر لا احمر على اسود الا بالتقوى، إن اكرمكم عند الله اتقاكم، الا هل بلغت ؟ قالوا بلى يارسول الله : قال : فليبلغ الشاهد الغائب”.

اذا المسلم يظل عرضه وماله ودمه علينا حراما مهما فاز فريق نشجعه او انهزم فلا يكن البعض امعة ينجرف خلف عاطفة طائشة أو أراء فاسدة ، فانت اخي نفسك وحركاتك محسوبتان عليك ، محاط بالملائكة الكرام يكتبون ما تعمل” وان عليكم لحافظين كراما كاتبين” وربك مطلع عليك ” وهو معكم اينما كنتم” ” ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون”

فما هو جوابك امام الله يوم القيامة اذا قال لك لماذا احتقرت اخاك واهنته وظلمته وبخسته حقه ؟ هل انت قائل لأجل فريقي ظلمته وخذلته .. هيهات .. هيهات ان تقول ذلك ، بلى لا عذر لك ولن تفلت من عذاب الله فالحذر الحذر فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل فاختر لنفسك حالا واطب لها مائلا ، واصلح لها مقالا واترك عمل الناس وماهم عليه لاتكن مع من هلك وكن مع من ربح وفاز خصوصا وعهدنا برمضان قريب وبصيامه وقيامه سعيد فلا تكن لإذهاب صالح عملك وديد ولابطاله سريع فما الفائدة ان ان تنقض عملك الجميل في رمضان بالعنصرية والتنقص والتهكم على اخوانك المسلمين حتى الكافرين نهانا الاسلام عن السخرية منهم وامرنا الاحسان اليهم والشفقة عليهم طمعا في هدايتهم ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ويخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ” ، وكن بخلقك ممثلا للمسلمين حق التمثيل ولا تكن بتصرفاتك لاجل فريقك صادا عن دين الله ، وكن قدوه وجذوة يقتبس منها الصغير والكبير والغني والفقير فلا تدري نفس متى تموت ولا تدري متى القدوم على العزيز الرحيم.” وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت”.

سعد بن عبدالله السبر

امام وخطيب جامع الشيخ عبد الله الجار الله بالرياض

منقول من جريدة الرياضي