شهر رجب شهر البدع && للشيخ سعد السبر

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد
فنحن نعيش في شهر رجب والبدع فيه كثيرة جدا سواء كانت صيام أيام يُعتقد لها فضيلة أو قيام ليلة اعتقادا أنها ليلة الإسراء وعمل بعض الأعمال ظنا أن لرجب فضيلة تُخالف الشهور ففضيلة رجب أنه من الأشهر الحُرُم فقط قال تعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36) والأشهر الحرم هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان ) رواه البخاري ومسلم , قال ابن رجب في لطائف المعارف “و زعم بعض الشافعية أن أفضل الأشهر الحرم رجب و هو قول مردود و أفضل شهر الله المحرم عشره الأول ” وما سوى ذلك فلا مزية لرجب بل تاريخ الإسراء والمعراج غير معروف على الصحيح وهي محل خلاف بل لم تثبت في رجب وأقرب الأقوال أنها في ربيع كما سيأتي فكيف ؟؟ نجيز الاحتفال بلا دليل ؟؟؟ فالعبادات توقيفية فلا يجوز فعل شيئا من العبادات ( دعاء دخول رجب اللهم بارك لنا في رجب وشعبان حديث ضعيف أو العمرة في رجب لاعتقاد سنيتها أو الزكاة في رجب وتخصيصه بها أو الذبح أو صلاة الرغائب : وهي اثنتا عشرة ركعة بعد المغرب في أول جمعة بست تسليمات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر ثلاثا والإخلاص ثنتي عشرة مرة وبعد الانتهاء من الصلاة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين مرة ويدعو بما شاء . وهي بلا شك بدعة منكرة وحديثها موضوع بلا ريب وذكرها ابن الجوزي في الموضوعات أو صلاة النصف من رجب : وهو من الأحاديث الموضوعة الموضوعات لابن الجوزي أو صلاة ليلة المعراج : وهي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى : صلاة ليلة المعراج وهي من الصلوات المبتدعة التي لا أصل لها صحيح لا من كتاب ولا سنة أو صيام رجب فرجب كغيره من الأشهر لم يرد في الترغيب في صيامه حديث صحيح بل يُشرع أن يصام منه الاثنين والخميس والأيام البيض لمن عادته الصيام كغيره من الأشهر أما إفراده بذلك فلا .
أما ما يذكره الوعاظ والقصاصون في الترغيب في صيام شهر رجب كحديث ( إن في رجب نهرا يقال له رجب ماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل من صام يوما من رجب شرب منه ) وهو حديث موضوع رواه ابن الجوزي في الواهيات وقال الذهبي في الميزان باطل )
وَقَالَ ابن تيمية رَحمَه الله في الفتاوى: بدعة باتفاق أئمة الدين، لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من خلفائه، ولا استحبها أحد من أئمة الدين ـ كمالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، والثوري،و الأوزاعي، والليث ـ وغيرهم. والحديث المروي فيها كذب بإجماع أهل المعرفة بالحديث، وكذلك الصلاة التي تذكر أول ليلة جمعة من رجب ، وفي ليلة المعراج، وألفية نصف شعبان، والصلاة يوم الأحد، والاثنين وغير هذا من أيام الأسبوع، وإن كان قد ذكرها طائفة من المصنفين في الرقائق، فلا نزاع بين أهل المعرفة بالحديث أن أحاديثه كلها موضوعة، ولم يستحبها أحد من أئمة الدين. وفي صحيح مسلم / عن أبي هريرة عن النبي? صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام، ولا يوم الجمعة بصيام) , والأحاديث التي تذكر في صيام يوم الجمعة، وليلة العيدين، كذب على النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم انتهى كلامه رحمه الله.
وقال رحمه الله في الفتاوى ج 25 أما تخصيص رجب وشعبان جميعاً بالصوم أو الاعتكاف، فلم يرد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، ولا عن أصحابه، ولا أئمة المسلمين، بل قد ثبت في الصحيح: أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يصوم إلى شعبان، ولم يكن يصوم من السنة أكثر مما يصوم من شعبان، من أجل شهر رمضان.
وأما صوم رجب بخصوصه، فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروي في /الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات، وأكثر ما روي في ذلك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب يقول: (اللهم بارك لنا في رجب ، وشعبان وبلغنا رمضان).
وقد روى ابن ماجه في سننه، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهي عن صوم رجب ، وفي إسناده نظر، لكن صح أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس؛ ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب ، ويقول: لا تشبهوه برمضان.
ودخل أبو بكر فرأى أهله قد اشتروا كيزانا للماء، واستعدوا للصوم، فقال: ما هذا ؟! فقالوا: رجب ، فقال: أتريدون أن تشبهوه برمضان ؟ وكسر تلك الكيزان. فمتى أفطر بعضاً لم يكره صوم البعض.
وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم، وهي رجب ، و ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. فهذا في صوم الأربعة جميعا، لا من يخصص انتهى كلامه رحمه الله
قال ابن القيم كل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى ” ا.هـ المنار المنيف /96 وقال الحافظ ابن حجر ” لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معيَّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ” (د نايف الحمد شهر رجب بين المبتدع والمشروع )
فلا تفعل أي عبادة غير مشروعة في رجب ظنا أن لرجب مزية لوقوع الإسراء والمعراج فيه ولا الاحتفال بالإسراء والمعراج ليلة السابع والعشرين من رجب لعدم ثبوت ذلك عن النبي أو الصحابة أو السلف
قال النووي رحمه في شرح مسلم ج 2 ص 209 مبينا تاريخ الإسراء والخلاف فيه وأنه لم يثبت محددا قال: أقل ما قيل فيه انه كان بعد مبعثه بخمسة عشر شهرا وقال الحربى كان ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة وقال الزهري كان ذلك بعد مبعثه بخمس سنين وقال ابن إسحاق أسرى به وقد فشا الإسلام بمكة والقبائل وأشبه هذه الأقوال قول الزهري وابن إسحاق إذ لم يختلفوا أن خديجة رضي الله عنها صلت معه بعد فرض الصلاة عليه ولا خلاف أنها توفيت قبل الهجرة بمدة قيل بثلاث سنين وقيل بخمس , وذكر القرطبي في تفسيره ج 01 ص 210 عن عدم تحديد تاريخ الإسراء
المسألة الثانية ( 1 ) – في تاريخ الإسراء ، وقد اختلف العلماء في ذلك أيضا ، واختلف في ذلك على ابن شهاب ، فروى عنه موسى بن عقبة أنه أسرى به إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة . وروى عنه يونس عن عروة عن عائشة قالت : توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة . قال ابن شهاب : وذلك بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أعوام . وروى عن الوقاصى قال : أسرى به بعد مبعثه بخمس سنين . قال ابن شهاب : وفرض الصيام بالمدينة قبل بدر ، وفرضت الزكاة والحج بالمدينة ، وحرمت الخمر بعد أحد . وقال ابن إسحاق : أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس ، وقد فشا الإسلام بمكة في القبائل . وروى عنه يونس بن بكير قال : صلت خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم . وسيأتى . قال أبو عمر : وهذا يدلك على أن الإسراء كان قبل الهجرة بأعوام ، لان خديجة قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين وقيل بثلاث وقيل بأربع . وقول ابن إسحاق مخالف لقول ابن شهاب ، على أن ابن شهاب قد اختلف عنه كما تقدم . وقال الحربى : أسرى به ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة . وقال أبو بكر محمد بن على ابن القاسم الذهبي في تاريخه : أسرى به من مكة إلى بيت المقدس ، وعرج به إلى السماء بعد مبعثه بثمانية عشر شهرا . قال أبو عمر : لا أعلم أحدا من أهل السير قال ما حكاه الذهبي ، ولم يسند قول إلى أحد ممن يضاف إليه هذا العلم منهم ، ولا رفعه إلى من يحتج به عليهم انتهى كلامه رحمه الله.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وفي أي شهر هي وأقرب الأقوال أنها كانت قبل الهجرة بثلاث سنوات وأنها كانت في ربيع الأول وليست في رجب ثم ابتدع الناس في هذه الليلة بدعا لم تكن معروفة عند السلف فصاروا يقيمون ليلة السابع والعشرين من رجب احتفالا بهذه المناسبة ولكن لم يصح أنها أعني ليلة الإسراء والمعراج كانت في رجب ولا أنها في ليلة سبع وعشرين منه فهذه البدعة صارت خطئا على خطأ خطئا من الناحية التاريخية لأنها لم تصح أنها في سبع وعشرين رجب وخطأ من الناحية الدينية لأنها بدعة فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يحتفل بها ولا الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا أئمة المسلمين انتهى كلامه رحمه الله .
وقال الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي مبيننا عدم معرفة تاريخ الإسراء أما ثبوت تعيين تاريخ الإسراء والمعراج فلم يثبت عَلَى الإطلاق أي دليل صحيح صريح في تحديد وقت الإسراء والمعراج، وكل ما نعرفه من خلال السيرة هو أن الإسراء والمعراج كَانَ قبل الهجرة، هذا هو القول الراجح، والمشهور والمستفيض أن الإسراء والمعراج كَانَ بعد موت أبي طالب عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعد موت خديجة ، وبعد أن ذهب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطائف ورده أهلها، وهو العام الذي يسمى عام الحزن، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقي فيه الأذى الشديد والألم والتعب، فمنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عليه بهذه الآيات العظيمة، وهذه المشاهد وهذا المقام الرفيع الذي لم يصل إليه بشر، تسلية للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت آيات عظيمة قال الله تعالى: لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى فأراه الله عَزَّ وَجَلَّ آياتٍ عظيمة ففُرج عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الهمَّ وسُرِّي عنه، وعاد وقد استيقن بربه وبلقائه، وأن ما يوحى إليه هو الحق أكثر من ذي قبل، وعاد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد شد العزم عَلَى أن يبلغ دعوة ربه، وأن لا يبالي بالنَّاس مهما صدوه، بعدما رأى ما رأى من الأَنْبِيَاء ومن الكرامة التي نالها،حتى قال الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللَّهُ كما في الجزء السابع من فتح الباري (ص:203) : والأقوال في ذلك أكثر من عشرة أقوال، حتى أن منها: أن ذلك قبل البعثة، ومنها: بعد الهجرة، وقيل: قبلها بخمس، وقيل: قبلها بست، وقيل: قبلها بسنة وشهرين كما قال ابن عبد البر .
هذه خلافات كثيرة، ولا يوجد أي حكم شرعي يترتب عَلَى المعرفة الدقيقة لتاريخ الإسراء والمعراج. إذاً -الْحَمْدُ لِلَّهِ- لا يهمنا من معرفة التاريخ شيء، وما دام أنه لم يثبت منها شيء فنحن لا نثبت أي شيء منها، إلا أننا نقول: أنه كما يترجح ويظهر من عموم الأدلة أنه كَانَ قبل الهجرة، وأنه كَانَ بعد أو في عام الحزن.
وسئل ابن عثيمين رحمه الله بارك الله فيكم السائل ع م د ومقيم بالمملكة يقول نرجو من فضيلة الشيخ إلقاء الضوء على العبر والمواعظ من الإسراء والمعراج والمشاهد التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم التي تؤثر في القلوب الغافلة؟ الجواب
الشيخ: أحيل السائل إلى ما كتبه أهل العلم في ذلك لأن حديث المعراج حديث طويل يحتاج إلى مجالس ولكن ليرجع إلى ما كتبه ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية في قصة المعراج وما كتبه العلماء في الحديث على ذلك كفتح الباري وشرح النووي على صحيح مسلم وغيرها من الكتب إنما نشير إشارة موجزة لقصة المعراج فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسرى به الله تعالى ليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كان نائما في الحجر فأسري به من هناك والحجر هو الجزء المقتطع من الكعبة والمقوس عليه بالجدار المعروف أسري به من هناك عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس وجمع له الأنبياء وصلى بهم إماما ثم عرج به جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح ففتح له ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة وجد في الأولى آدم ووجد في السابعة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ووصل إلى موضع لم يصله أحد من البشر وصل إلى موضع سمع فيه صريف الأقلام التي يكتب بها القدر اليومي إلى سدرة المنتهى ورأى من آيات الله سبحانه وتعالى ما لو رآه أحد سواه لزاغ بصره ولخبل عقله لكن الله سبحانه وتعالى ثبت هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حتى رأى من آيات ربه الكبرى وفرض الله عليه الصلوات خمسين صلاة في كل يوم وليلة وقيض الله موسى عليه الصلاة والسلام حين مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ماذا فرض الله عليه وعلى أمته فأخبره بأن الله تعالى فرض عليه خمسين صلاة في كل يوم وليلة فقال له إن أمتك لا تطيق ذلك ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فما زال نبينا صلوات الله وسلامه عليه يراجع الله حتى استقرت الفريضة خمس صلوات في كل يوم وليلة بدل خمسين صلاة لكنها بنعمة الله وفضله كانت خمس صلوات بالفعل وخمسين في الميزان أي إذا صلينا خمس صلوات فكأننا صلينا خمسين صلاة والحمد لله رب العالمين وفي قصة فرض الصلوات في هذه الليلة التي هي أعظم ليلة في حق الرسول عليه الصلاة والسلام وأنها خمسون صلاة وأنها فرضت من الله إلى رسوله بدون واسطة في هذا دليل على عناية الله تعالى بهذه الصلوات ومحبته لها وأنها أعظم الأعمال البدنية في الإسلام ولهذا كان تاركها يكون كافرا مرتدا خارجا عن الإسلام وقد اختلف الناس في ليلة المعراج والإسراء هل هما في ليلة واحده أو في ليلتين وهل كان الإسراء بروحه أو بدنه وروحه والصواب أنهما في ليلة واحدة وأنه أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم بروحه وبدنه ثم انقسم الناس في ليلة المعراج في أي ليلة هي وفي أي شهر هي وأقرب الأقوال أنها كانت قبل الهجرة بثلاث سنوات وأنها كانت في ربيع الأول وليست في رجب ثم ابتدع الناس في هذه الليلة بدعا لم تكن معروفة عند السلف فصاروا يقيمون ليلة السابع والعشرين من رجب احتفالا بهذه المناسبة ولكن لم يصح أنها أعني ليلة الإسراء والمعراج كانت في رجب ولا أنها في ليلة سبع وعشرين منه فهذه البدعة صارت خطئا على خطأ خطئا من الناحية التاريخية لأنها لم تصح أنها في سبع وعشرين رجب وخطأ من الناحية الدينية لأنها بدعة فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يحتفل بها ولا الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا أئمة المسلمين من بعدهم
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي و الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج و ليلة النصف من شعبان ؟
……لقد انتشرت هذه الاحتفالات في بلاد المسلمين للأسف ولكن ما زال العلماء يبينون حكمها للناس ولعنا ننقل لك من كلام فضيلة الشيخ صالح بن محمد العثيمين حفظه الله تعالى حيث سئل عن ذلك فأجاب بإجابات نختصرها هنا ونحيلك على مظانها هناك لمن أراد الاستزادة .
حيث قال عن الاحتفال بالمولد النبوي :
.. فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر بدعه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :”كل بدعه ضلالة ” قال هذه الكلمة العامة وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول وأفصح الناس بما ينطق وانصح الناس يما يرشد إليه وهذا أمر لاشك فيه لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً ليكون ضلالة ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ولهذا روى النسائي آخر الحديث :”وكل ضلالة في النار ” ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة التابعون و التابعون لهم بإحسان وتابعوهم فلما لم يفعلوا شيئاً من ذلك دل أنه ليس من دين الله .
والذي أنصح به إخواننا من المسلمين عامة أن يتجنوا مثل هذه الأمور التي لم يتبين لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم وأن يعتنوا بما هو بين ظاهر من الشريعة من الفرائض والسنن المعلومة وفيها كفاية وصلاح للقلب وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع ..
انظر:فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين – إعداد أشرف بن عبد المفصود ،ط،ج/2، ص/126 .
هذا ما يسر الله لي جمعه حول رجب وبدعه المحدثة التي انتشرت واشتهرت بين الناس في غابر الأزمان حتى عصرنا فأسأل الله أن يجعله خالصا لوجه وأن ينفعني وإخواني المسلمين بما فيه وأن يجنبنا البدع ومحدثات الأمور وأن يجنبنا الخطأ والزلل
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
سعد بن عبدالله السبر
إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله
يوم الثلاثاء 24/7/1428 العاشرة صباحا