تواضع ملك

في مساء الثامن عشر من صفر من عام واحد وثلاثين وأربعمائة بعد الألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم , كان هناك لقاء للقائد بالعلماء , لقاء المحبة والنصح والأخاء , إنه لقاء خادم الحرمين الشريفين بالمفتي العام للمملكة العربية السعودية , وبأعضاء هيئة كبار العلماء , نعم إنه لقاء يفرح الصديق , ويجعل العدو مشتت الذهن , ولا عجب في هذا اللقاء فهو امتداد لنهج هذه الدولة المباركة منذ أن كان ذاك اللقاء التاريخي بين المحمدين الإمام محمد بن سعود, والإمام محمد بن عبد الوهاب , ذاك اللقاء الذي تعاهدا فيه على نصرة هذا الدين وتصحيح العقائد من شوائب الشرك وبراثنه , وكان لهذا الدعوة نجاحه حتى عم العالم الإسلامي بهذه العقيدة الإسلامية .
إن هذا اللقاء يجسد صلة العلماء بولي الأمر في الدولة الإسلامية , ولا غرو فإن الشريعة الإسلامية هي الدستور الأساسي لهذه البلاد الغالية التي جعلت الشريعة فوق الأنظمة والقوانين الوضعية .
ولعل في كلمة سماحة المفتي ما يكفي لبيان شعور أعضاء الهيئة تجاه لقاءهم بخادم الحرمين الشريفين حيث قال سماحته {الإخوان كلهم فرحون بهذا اللقاء ، ويرون هذا اللقاء بكم بهذه الصفة أمراً طيباً وخصلة حميدة بدأتموها ونرجو إن شاء الله أن يتكرر هذا اللقاء لأن اجتماع الهيئة بكم في كل سنة مرة أو مرتين أو ثلاث أو نحو ذلك مما يجعل الأمور دائماً واضحة أمامكم ، والإخوة معكم وأعوانكم يشدون عضدكم} .
ختاماً : وفق الله خادم الحرمين الشريفين لكل خير وهدى , وجمع الله به الأمة , ورفع عنها الغمة , ووفق علماءنا لكل خير وجعل التوفيق حليفهم , وجعلهم مفاتيح لكل خير مغاليق لكل شر والله المستعان
عبد الله بن سعد السبر