حكم من احتفل بعيد رأس السنة وحكم تهنئة النصاري بعيدهم – فتاوى واحكام

حكم من احتفل بعيد رأس السنة وحكم تهنئة النصاري بعيدهم – فتاوى واحكام
سائل يسأل ويقول :
شيخي الفاضل لعلي أبدأ معكم بسؤال من احتفل بأعياد الكفار وعلي أعقابها عيد الكريسمس ، من احتفل بهذا العيد وهنأ الكفار بذلك وشاركهم فرحهم بهذا العيد ، ماذا عليه الآن ؟
يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله السبر :
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فالله أسأل أن يجعل هذا اللقاء خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به المتكلمين والمشاهدين والمشاهدات . أما سؤالك يا شيخ محمد حول من احتفل بأعياد النصاري وهنأهم وشاركهم ، فنقول هذا الحكم يرجع إلي حكم الإحتفال بأعياد النصاري بأن هذا أمر محرم لا يجوز لقوله تعالي ” وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا”. قال أبو جاهد -رحمه الله تعالي – والربيع ان أنس والضحاك أن الزور هو أعياد الكفار وأعياد المشركين . والنبي – صلي الله عليه وسلم – عندما قدم إلي المدينة وجدهم يلعبون في يومين ، فسألهم عن هذين اليومين فقالوا إنهما يومان في الجاهلية ، فقال ” إن الله أبدلكم بهما خيراً يوم الأضحي ويوم الفطر “. رواه أحمد وأبو داوود والنسائي وهو حديث صحيح . ويدل هذا الحديث علي أن العيد عبادة ولا تفعل إلا لأمر من الشرع من الكتاب أو من السنة ؛ لأن الأصل في العبادات التحريم ، ولم يبح لنا الرسول – صلي الله عليه وسلم – عيداً إلا عيدين ،عيد الأضحي والفطر، وأجمعت الأمة علي حرمة مشاركة الكفار في أعيادهم والسلف والخلف وكل أئمة الأمة لم يشاركوا ولم يهنئوا ولم يحتفلوا وإذا تقرر ذلك وما دام أن الإحتفال والمشاركة في أعيادهم حرام فهذا أمر محرم وآثم ومن فعله عليه أن يتوبإلي الله ويستغفره ولا يعود ومن هنأهم أيضاً يكون فعل حرام لأن الإحتفال بأعيادهم حرام علي أن يستغفر ويتوب إلي الله – عز وجل – ولا يعود ومن قال إذا هنأونا نهنأهم فنقول لهم إن دينهم باطل وإن أعيادهم هذه محدثة والنبي – صلي الله عليه وسلم – يقول في الحديث المتفق عليه ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”. فإذا كان الدين باطل والعيد باطل لأنه عبادة وما أحدث به لا شك أنه من الأمور المحدثة المبتدعة ، فلا نفرح ولا نحتفل بعيدهم لأنه باطل ولو هنأونا فديننا هو الحق ولا نهنأهم ولأننا ديننا ناسف لكل أديانهم فليحذر المسلمون من هذه المسألة ومن مشابهتهم والمشاركة في فرحهم لأن من عقيدة أهل السنة والجماعة البراء . الولاء للمؤمنين والبارء من المشركين . فلذلك جاء التعريف للإسلام في الأصول الثلاثة للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالي – ولغيره هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وإن دلَّ علي ذلك قول الله – عز وجل – في ابراهيم عندما قال ” قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ” . والبراء من الشرك ألا نفرح بنصرة دين الشرك ولا أن نشاركهم في أفراحهم . هذا الدين ونصرته وعز هذا الدين ، وهذا لا يناقض الشفقة والإحسان الذي جاء به ديننا بأن نحسن وأن نشفق إلي الكافة المعاهد والذمي والكافر ، قال الله – عز وجل – ” لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” . فهذه شفقة وإحسان نفعلها مع المشركين إذا كانوا في بلادنا أو ذهبنا إلي بلدانهم أن نتعامل معهم بذلك ولكن من الباء أن نتبرأ من دينهم ونصرة دينهم ولا نفرح لدينهم ولا لعز دينهم فنتبرأ منهم ومن الشرك وأهله ” فَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ” فالعداوة عداوة لهذا الدين ولهذا المعتقد أما معاملة الناس والإحسان إليهم والشفقة عليهم بأمان إذا دخلوا بلداننا وإذا دخلنا بلدانهم بالعهد ويجب علينا أن نلتزم بالعهد والإحسان والشفقة لا يناقض البراء.
للاستماع ومشاهدة الفتوى :