فتاوى واحكام

مسألة العذر بالجهل في قضايا التوحيد – فتاوي وأحكام

مسألة العذر بالجهل في قضايا التوحيد  – فتاوي وأحكام

مسألة العذر بالجهل في قضايا التوحيد

يقول فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله السبر حفظه الله تعالي :

هذه المسألة فيها خلط ولبس وعلينا أن نوضح مسألتين :
الأولى تكفير المعين : فالحكم على المعين بالكفر هل يعذر بالجهل أم لا ؟ المسألة الثانية هل يعذر بالجهل في قضايا التوحيد ؟

عندما نأتى في حال الحكم على القول والفعل بالإطلاق نقول هذا كفر وإن جئنا بالحكم على الأشخاص فعلينا بالنظر هل هو جاهل بها أم لا ؟ فمن أهل العلم من يقول لا عذر بالجهل في أمور العقيدة والتوحيد ، ولكن إن نظرنا للحديث عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((أسرف رجلٌ على نفسه، فلما حضره الموتُ أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت، فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذرُوني في الريح في البحر، فوالله لئن قدَر عليَّ ربي ليعذبني عذابًا ما عذَّبه به أحدًا، قال: ففعلوا ذلك به، فقال للأرض: أدِّي ما أخذتِ، فإذا هو قائم، فقال له: ما حملكَ على ما صنعتَ؟ فقال: خشيتُك يا رب – أو قال: مخافتك – فغفر له بذلك))؛ رواه الشيخان واللفظ لمسلم، باب في سعة رحمة الله -تعالى- وأنها سبَقت غضبَه.
قال ابن القيم وقد اختلف  أهل العلم في تأويل كلمة قدرة الله والصحيح أن هذا الرجل ينكر قدرة الله تعالى ومع هذا غفر الله له فقد عذره الله تعالى وغفر له.
فعندما نأتى نحكم على المعين هذا هو المقياس ولكن حينما نأتى نتكلم عن توحيد الله تعالى فالذي ينظر إلى الكون يعلم توحيد الله ، ولكن في الحديث الرجل يجهل قدرة الله فغفر الله له وعذره .

يُحْكَى عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ أَرَادُوا الْبَحْثَ مَعَهُ فِي تَقْرِيرِ تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ . فَقَالَ لَهُمْ : أَخْبِرُونِي قَبْلَ أَنْ نَتَكَلَّمَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَنْ سَفِينَةٍ فِي دِجْلَةَ ، تَذْهَبُ ، فَتَمْتَلِئُ مِنَ الطَّعَامِ وَالْمَتَاعِ وَغَيْرِهِ بِنَفْسِهَا ، وَتَعُودُ بِنَفْسِهَا ، فَتَرْسُو بِنَفْسِهَا ، وَتُفْرِغُ وَتَرْجِعُ ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدَبِّرَهَا أَحَدٌ ؟ ! فَقَالُوا : هَذَا مُحَالٌ لَا يُمْكِنُ أَبَدًا ! فَقَالَ لَهُمْ : إِذَا كَانَ هَذَا مُحَالًا فِي سَفِينَةٍ ، فَكَيْفَ فِي هَذَا الْعَالَمِ كُلِّهِ عُلْوِهِ وَسُفْلِهِ !! وَتُحْكَى هَذِهِ الْحِكَايَةُ أَيْضًا عَنْ غَيْرِ أَبِي حَنِيفَةَ .”

وتكفير المعين لا يكون لأى أحد بل للقضاة وكبار أهل العلم.

للاستماع ومشاهدة الفتوى :

https://www.youtube.com/watch?v=V67KY1RZQaQ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى