ملابس الشباب في المساجد بين تساهل الشباب ومنع الأئمة

الثلاثاء, 22 سبتمبر 2009
http://www.al-madina.com/node/180951/madina
قام بعض أئمة المساجد في المنطقة الشرقية بمنع الشباب الذين يلبسون “بناطيل طيحني وما شابهها ” من الصلاة ، وحيال هذه القضية “المدينة ” فتحت موضوع الملابس التي تخالف الذوق العام وارتدائها في المساجد وهل هي جائزة شرعا أم لا ؟وكيف للإمام أن يُصحح سلوكيات الشباب بدون أن ينتهج المنع كردة فعل على بعض السلوكيات الخاطئة ، وغيرها من الأسئلة في ثنايا هذا التحقيق:
– بدايةً مع د.سعد السبر ” المشرف العام على شبكة السبر الإليكترونية وإمام جامع الجار الله بالرياض” حيث يؤكد أن النصح يكون باللين والرفق فيقول:”لاشك أن الشريعة الإسلامية شريعة سمحة ، وجاءت بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ونصح الشباب يجب أن يكون باللين والرفق ، لكن عندما يقتصر الأمر إلى كشف الألبسة للعورات والتي يقول عنها الشباب “طيحني” وما شابه ذلك التي تخرج فيها العورات اضطر الأئمة أنهم يطلبون منهم أن يغيروا ذلك ليس لذات المسجد بل لأجل صلاة هؤلاء لأن صلاتهم ستكون باطلة إذا تعمدوا إخراج العورة ، فإذا خرجت العورة عمدا بطلت الصلاة لأن من شروط الصلاة ستر العورة ، فإذا كان الإنسان لا يعلم لم تبطل صلاته لكن إن كان يعلم لاشك أن صلاته باطلة فهذا الأمر هو الذي حدا بالأئمة إلى هذا الإجراء القوي واعتبره أنا عنيفاجدا ، ولستُ في صف الأئمة حقيقة كما يُقال مكره أخاك لا بطل ، لأن القضية الآن تبطل صلاتهم ، وخاصة صلاة الفروض التي هي ركن من أركان الإسلام ليست كالتراويح، صلاة الإنسان وهو يأبى إلا أن يعصي الله عز وجل فهؤلاء الأئمة يقودون هؤلاء إلى الجنة بسلاسل كما صح في ذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الواجب الحكمة واللين ويجب النصح والإرشاد ، فإذا الأئمة أقدموا على هذه الخطوة الأولى ورفض الشباب فليس من حيلة للمضطر إلا هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:”إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن” وإن لم يكونوا فعلوا ذلك عليهم بالتوجيه والنصح ثم بعد ذلك يلجأون إلى استخدام المنع معهم لأجل وقف هذه المهزلة التي حقيقة أصبحت ظاهرة في كل مساجد المملكة والعالم الإسلامي وللأسف” .
– ويؤكد د.سعد السبر أن تصحيح سلوكيات الشباب يحتاج للقدوة فيقول: ” من أهم الأمور لتصحيح سلوكيات الشباب وهذا الأمر أكرره دائماً وإن غضب من غضب فالقدوة ثم القدوة ثم القدوة ،الشباب يفقدون القدوات سواء في بيوتهم أو مدارسهم ، فلابد من تكوين قدوة وأسوة للشباب نستطيع أن نُغير من مفاهيمهم ثم لابد أن يتم استثمار طاقات الشباب ونُحرك هذا الركود الذي أصبح شبابنا يركن إلى ما يفعله الغرب وأصبح هو الأساس وهو ما يقتدون به ، والإعلام لابد أن يعمل حراكا ببث الوعي وتبيين خطورة التشبه بالكفار وأثرها على الناس ، فالشباب أقرب الناس للقبول متى ما وجدوا من يُوجههم بحكمة ولين ووجدوا تفاعلا من المجتمع بنشر هذا الوعي ، فالشباب يتقبلون لكن يفقدون الأسوة والقدوة والموجه، فإذا الأب لا يعرف إلا أن يصدر أوامر أو الإمام لا يعرف إلا أن يُخطئ الشباب ففي الغالب الشباب لا يقبلون بهذا فنجعل عندنا قدوة ونزيد الوعي الإعلامي وسنرى خيراً كثيراً بهذا الأمر ”
– ويسترسل السبر موضحا أهمية الزينة عند الذهاب للمساجد فيقول:”قال الله تعالى :” يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ” قال أهل العلم الزينة في كل صلاة ولا إشكال في هذا ، الإشكال عندنا أن الله أمر بأخذ الزينة، فلو جئنا وقلنا لأحد من الشباب عند أبيك وليمة فنريدك أن تدخل المجلس وأنت بملابسك هذه لن يقبل أبداً! وإذا أراد أن يقابل أميرا أو مسؤولا لأخذ زينته فنقول له كيف تقابل ملك الملوك الجبار بهذه الملابس ، فهي ليست من الحكمة والأدب بل لا تجوز شرعا لأنها لا تستر العورة وفيها تشبه بالكفار والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :” من تشبه بقوم فهو منهم ” علق ابن تيمية على هذا الحديث فقال :”والمشابهة الظاهرية تقتضي المشابهة في الباطن “فنقول للشباب هذا الأمر لا يجوز فالقضية ليست قضية عبث أو موديلات القضية هي ديانة وأتعجب كيف هؤلاء النصارى واليهود يتمسكون بما يربطهم بديانتهم الباطلة وأنتم يا شباب دينكم تتحللون منه حتى وصل التحلل بكم الى أن تأتوا إلى المساجد بهذه الملابس فاتقوا الله وعودوا إليه”