الوفاء أخو الغدر

الوفاء أخو الغدر

إن الحياة مليئة بالتقلبات والمتغيرات والمستجدات ، وكل يوم حدث جديد ، وتصرف بليد ، وحَدَثٌ من الحدِث مريد

هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان

تمر بنا الأعمار كطيف خيال بل هي أسرع وأسبق ، ونحن نتدافعها ، ونسابق إليها ،ونقاتل لأجلها كأننا نعيش أبدا ، ونُخلدُ مدى !!

لسان كل واحد يُعبر بأنه الموت قريب ، وحاله يُثبت بأنه بعيد ، ويريد مزيد ، وعمره مديد !! كأنه الشيطان المريد .

نعض عليها بالنواجذ ، وندَّعي الأخلاق والقيم، واتباع سيد الأمم ، ولكن بعضنا يغرد بما يُفسد الذمم ، ويسابق إلى الطوام ولايخاف من اللمم !!!!!! همه الدنيا ولو نالها بطريق الدين والغدرِ، حتى اتسم بصفة المنافقين ، ولازم الغدر حتى جعله أخا الوفاء ، وجعل الوفاء كالغدر ، يغدر عند كل وهلة ، ويذم على كل زلة ، مهما أعطيته الحب والنصح ، فهو أخو الغدر !!!!!!!!!!!!!!!!

يَنسى الفضل لأولي السبقِ ، ويُصاحب أولي الفجور والغدر ، فاكهة مجلسه الخيانة ، وضجيعة الغدرِ ، فبئس الجليس والضجيع ، ويقلب ظهر المجن لمن أرشده لمواطن العلم والفخرِ ، ويُفخر بأنه صاحب الطولِ ، وأن كعبه أعلى من جلمود صخر رفعه الغدر فوق الصخرِ !!!!

تأتيه الأيام ، وتسابق له الليالي ، وتَزين له الخوالي ، وتقول إنك إنك أنت العالي ، ولايدري أنه في سفاهة وسفالِ ، ولايفتح طرفا وينظر بأن مادحه المبعود من الرحمة ، وضجيعة الذئب الذي ارتوى من الغدرِ ، ويظن أنه صار صاحب السبقِ ، وأنه بالهواية حاز الفضل ، وهو في الغدر يلِغ ويجري ، ويرفع رأسه ويظن أنه يدري ، وهو أجهل من حمار البرِ .

وفشت خيانات الثّقات وغيرهم حتى اتّهمنا رؤية الأبصار

ولربما اعتضدَ الحليم بجاهل لا خير في يمنى بغير يسار ( )

كلما ارتفع في الدنيا كبر منه الغدرُ ، فاحترام أولي الفضل مازال سائرا مسيْرَه عبر الأزمان تتناقله أنفسُ الفضلاء الشرفاء ، و تعافه أنفس الدُنآء الوُضعاء .

فأين أين ابن عباس ؟؟ نام في القائلةِ عند الباب ينتظر عالما العلوم والعصرِ، وأين أين ابن باز أحبه القاصي والداني ؛ لأنه أجلّ أصحاب المعالي ، ويبكي عند ورورد اسم شيخه كفيف البصر رفيع القدرِ ، فيا زمان جد برجال ؛ كأولوا الفخرِ ، وجُّد علينا برجال نفاخر بهم في مجالس السبقِ ، يُجلون الشيخ وأولي الأمرِ ، ويحفظون الود ، ولايخونون الأحباب، ولاينسون الصحبة ، ولايُظلمون بسوادهم الصبح والفجرِ ، ويحفظون القدر لأولي السبق و القدرِ

زفرة قلب : سعد بن عبدالله السبر