مقالات الشيخ سعد السبر

الولاء والبراء والشفقة والرحمة

الولاء والبراء والشفقة والرحمة

مما يميز الشريعة الإسلامية أنها جاءت بالشفقة والرحمة للكافر مثل المسلم كما جاءت بالرحمة للحيوان فشريعتنا سمحة فسيحة تقبل الكافر ومعاملته, ومعايشته عدا دار الحرب ووقت الحرب فمن عاش بيننا جاز لنا معاملته وزيارته والشفقة عليه رجاء هدايته فنبينا صلى الله عليه عامل اليهود وعايشهم وعادهم , وبايعهم واشترى منهم و الله عز وجل يقول ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ) ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) ومعلوم أن الأسير لا يكون إلا كافر إذا تقرر ذلك , فلننتبه لممارسات خاطئة تحدث من بعض المنتسبين للرياضة – لاعبين , إداريا , مشجعين , متابعين – هذه الممارسات نتيجة فرح وانبساط لفوز الفريق الذي ينتسب إليه اللاعب أو الإداري أو المشجع وهذه الممارسات تضاد عقيدة الولاء والبراء من الكفار فالولاء تعني وجوب تولي المسلمين ومحبتهم ونصرتهم والفرح لفرحهم والحزن لحزنهم وهذا موجود لدى الجميع ولله الحمد , وللأسف البعض يتبرأ من الفريق المهزوم ولاعبيه ويقول هم شر من اليهود , وعقيدة البراء من الكفار نجد بعض الأخطاء يقع فيها البعض مثلا نشاهد بعض الرياضيين وحتى الصغار يحاول يقلد بعض الأجانب النصارى لحظة تسجيلهم هدف حيث يقوم بعمل إشارة عقيدة التثليث بالإشارة للكتفين والجبهة فعمل هذه الإشارة يدخل المسلم في الكفر وهو لا يشعر والبعض يقلدهم في قصاتهم والنبي يقول ( من تشبه بقوم فهو منهم ) والبعض يفرح بفوز الفريق الكافر على الفريق المسلم , والبعض يعتنق الكافر محبة وفرحا به عند تسجيله هدفا وقد يثني على دينه مثل صدقهم ووفائهم بالمواعيد فيقول البعض موعد أمريكي , حتى أن البعض إذا فاز الفريق ببطولة حُمل المدرب الكافر على الأكتاف وهذا تعظيم للكافر يضاد البراء من الكافر , وقد ذكر صديق لي عن لاعب دولي قبل أكثر من عشرين سنة قام بتقبيل قدم لاعب أجنبي نصراني بعد أن سجل هدفا لذا لنعلم أنه يجوز لنا أن نفرح بفوز فريقنا ولكن لا نخدش عقيدتنا , بل نفرح بها ونكون دعاةً لها فما قام به اللاعبون السعوديون في كأس العالم بعد تسجيلهم الهدف حيث سجدوا لله شكرا فهذا مشهد عظيم دعوة للغير حيث يرى تصرفاتنا الدينية التي تشرفنا وترفعنا وكما قيل نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله

( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم )

وكتبه

سعد بن عبد الله السبر

امام وخطيب جامع الشيخ عبد الله الجار الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى