ونجّى الله أميرنا الشاب للدكتور محمد المصري

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد امتن الله علينا في هذه البلاد المباركة بأولياء أمور يُحكِّمون شرع الله فينا ، وليس غريباً أن لا يصلح هذا الحكم لبعض شرائح المجتمع لمخالفته لأهوائهم وتوجهاتهم ولذا فلا يستغرب أن يحاول ذلك الضال اغتيال مساعد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز والذي يستلم أحد أهم الملفات بوزارة الداخلية ألا هو محاربة الغلاة والمتطرفين وجهاده لهم بالسيف واللسان فلم يدع لهم شاردة ولا واردة إلا وصدها فها هو يفكك خلاياهم واحدةً تلو الأخرى قتلاً وأسراً ، وفي ذات الوقت ناقش شبههم وفندها عن طريق العلماء والدعاة والمتخصصين من خلال لجان المناصحة التي لم تألُ جهداً في إيضاح الحق للمغرر بهم ، وأقنعت الكثيرين منهم بالرجوع عن باطلهم وضلالهم من خلال إيضاح الحق الواضح في كتاب الله عز وجل الذي يجعل الجهاد ذروة سنام الإسلام لكنه جهاد الكافرين وعلى يد إمام المسلمين ، وجهاد ليس فيه خيانة ً ، ولا نقض عهد ، ولا كذب ، ولا قتل امرأة ولا شيخ ، ولا طفل ،ولا اعتداء على دور عبادة ، أو أسواق أو ممتلكات عامة أو خاصة . فتلك أمور نهى عنها شرعنا الحكيم بنصوص واضحة ،ولكن الفئة الضالة لم يعجبها هذا الحكم الشرعي واعتبرت التفجير والاغتيال جهاداً مشروعاً وبالتالي قام شاب ضال بارتكاب عدة جرائم في شهر رمضان المبارك ، فبعد أن أعلن التوبة وعاهد الله عليها ، عاد ونقض عهد الله فاتصف بعدد من صفات المنافقين قال النبي  :” أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ” . ولا أَلْفِيَنَّ هذا الضال إلا وقد خان الأمانة وكذب في حديثه وغدر في عهده وفجر في خصومته كمن أرسله وآمن بأفكاره .
كما أنه استهدف نفساً مؤمنة بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد  نبياً وسولاً ولم ترتكب ما يوجب قتلها فضلاً عن اغتيالها بل تستحق التكريم والدعاء لها قال الله تعالى {النساء:93وقال سبحانه :
{الإسراء:33} كما أنه قتل نفسه مخالفاً شرع الله بتأويل باطل والله تعالى يقول {النساء:30} وإن مما زاد الطين بلة تشبيه هؤلاء الضلال لهذه الجريمة بما حصل من الصحابي الجليل محمد بن سلمة رضي الله عنه حينما كلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل اليهودي الغادر كعب بن الأشراف وحين كلف وفد الخزرج بقتل سلام ابن أبي الحقيق اللذين خانا العهد وآذيا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم واللذين أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بقتلهما في حادثتين خاصتين ليس فيهما غدر ولا خسة . أما ما فعله المجرم بنفسه ونجّى الله منه أميرنا الشاب فقد تضمن طاعة عمياء لمن لا تجوز طاعته وتسمية الأمور بغير مسمياتها فأميرنا مسلم يدافع عن أمن دينه ووطنه ، ومن ذكروا معادون لله ورسوله مسببين للفتنة في مجتمع المسلمين متفق على وجوب قتلهم والتخلص منهم ولا ينطبق على جريمتهم ثم تبريرها إلا قول المولى سبحانه : {فاطر:8} وقوله جل وعلا : {الكهف:103} {الكهف:104} .
وإنني إذ أهنئ نفسي وإخواني ووطني وأمتي بنجاة هذا الأمير البطل الذي أنجاه فعل المعروف الذي يقوم به وقد قال نبينا  :” صنائع المعروف تقي مصارع السوء ” وأي معروف أعظم من رعاية أسر هذه الفئة الضالة وعدم أخذها بوزر أبنائها فإنني أدعو نفسي وإخواني أن نقف صفاً واحداً ضد هذه الفئة الباغية علماء وعامة .
أما العلماء فدعوة لهم لتكثيف جهودهم وردودهم على هذه الفئة الضالة دون تراخ أو توان وأما العامة فيجب أن يزداد حذرهم وحيطتهم من هؤلاء فصفاتهم معروفة فهم لا يصلون مع الجماعة ويكفرون ولاة الأمر بل والعلماء إن لم يكفروا العامة ونقاشاتهم واضحة فيجب الحذر منهم والإبلاغ عنهم والساكت عن الحق شيطان اخرس ولنحذر قول نبينا :” من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين” ونحن ندعوا من خلال هذا المنبر الإعلامي هذه الفئة إلى أن يفيئوا إلى رشدهم ويعودوا عن غيهم ويهتدوا بهدي ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم البعيدة عن الظلم والغلو والغدر والخيانة وليلزموا ركب علماء الأمة ففيهم الخير وهم سفينة النجاة بإذن الله كما أنني أوجه نداء لمختلف شرائح هذا المجتمع المسلم بالتكاتف وعدم رمي التهم جزافاً فالموقف لا يحتمل الخلاف والخلاف شر فمجابهة هذه الفئة الضالة واجب على الجميع ، والجميع ينكر أفعال هذه الفئة فلا يصح أن يزايد بعضنا على بعض في هذه المسألة ولنتفق جميعاً على محاربتهم وفضح مؤامراتهم وكشف شبهاتهم والله ولي التوفيق .