يأتى أناس من الشيعة له ويهنئونه فى أعياد السنة ويعاملونه بإحسان وكذلك النصارى فهل يجوز مشاركتهم فى أعيادهم ؟
يجيب فضيلة الشيخ سعد السبر ويقول :
مايفعله الشيعة فى هذه الايام بدعة لاتجوز وإحداث فى الدين ومخالفة لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( اربعة من امور الجاهلية فى امتى ، الفخر بالاحساب ، والطعن بالانساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت ) وجاء المنع من ذلك ، وجاء فى حديث ابن مسعود وغيره ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ) وجاء فى كتب الشيعة تحريم هذه الامور .
فما يفعلونه يسمونه عزاء ثم يوزعون فيه الاطعمة ويهدون فيه الهدايا هذا كله محدث فى الدين ، وعلى المسلم ان يبتعد عن البدع والاحداث فى الدين ، ولو اتوه وزاروه فعليه ان يتعامل معهم بإحسان فهذا دينه يأمره بذلك ، ولكن عليه ان يبتعد عن البدع المحدثات .
اما مشاركة النصارى فى اعيادهم وهى اعياد نهاية السنة ويسمونه عند العامة (الكريسماس ) لاشك انه امر محرم ، فالله تعالى نهانا عن مشابهة الكفار وجاءت قضية الولاء والبراء (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) وجاء فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) فنحن مأمورون بأن نخالفهم ، والعيد عبادة ، لايجوز ان نشاركهم فيه ، فعلينا ان نتقى الله عز وجل ونلتزم بأحكام ديننا ، ونحن لانفرح بفرح اليهود والنصارى ولانفرح بعزتهم ونصرتهم فهذه مقتضيات البراء منهم ، ومعروف اننا إذا وحدنا الله عز وجل تبرأنا من الشرك وأهله ، وأما الاحسان للمشركين من يهود ونصارى فهذا لايناقض الولاء والبراء فالله عز وجل يقول ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ، وجاء فى سورة الانسان (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) الاسير غير مسلم عند مسلم ، جاءتنا شريعتنا بالاحسان والشفقة ، فابو هريرة كان يدعو لامه ان يهديها الله وكان يحسن إليها ، وخباب بن الارت وغيرهم من الصحابه ، بل والنبى صلى الله عليه وسلم مع عمه ابو طالب ، وهذا لاينافى الولاء والبراء ، إذا تقرر ذلك فيحرم مشاركتهم فى اعيادهم ، وكذلك يحرم مشاركة الشيعة فيما يحدثونه من بدعة محدثة بتكرير الاحزان وهذا باطل .
عندهم الان عيد الغدير بعد الحج وهم يرونه أفضل من الحج وهذا منكر عظيم وكبير فالله عز وجل ارشدنا للحج ولرمضان ولم يرشدنا للعيد الغدير والنبى صلى الله عليه وسلم ارشدنا ان الله ابدلنا بعيد الفطر والاضحى ، فمشاركة الشيعة والنصارى فى الاعياد هذا لايجوز اما الاحسان اليهم وزيارتهم والتعامل معهم برفق رجاء دعوتهم وهدايتهم فهذا امر مشروع ، واعياد الشيعة كثيرة فهم يحتفلون بأبو لؤلؤة المجوسى الذى قتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فمشاركتهم فى هذا فيه إحداث لو فعله اهل السنة قلنا يحرم عليكم ان تشاركوهم ، فلو جاءنا الان احد اهل السنة وقال احتفل بالمولد النبى قلنا يحرم ذلك ، فالحكم عام .