تعليق د. سعد السبر علي الفيديو المنتشر أن النبي تكفل بقضاء دين أحدهم – فتاوى واحكام

تعليق د. سعد السبر علي الفيديو المنتشر أن النبي تكفل بقضاء دين أحدهم – فتاوى واحكام
توجيه حول مقطع انتشر من عدة أيام لورود قصة أن النبي – صلي الله عليه وسلم – تكفل بالدين ووضعها صاحبها في ليلة الجمعة ، صحة مثل هذه القصة التي وردت مما ذكرها ؟
يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر حفظه الله :
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد ، فالله أسأل أن يجعل هذا اللقاء خالصاً لوجهه وأن ينفع به المتكلمين والمشاهدين والمشاهدات
أما سؤالك يا شيخ محمد عمَّا انتشر في هذين اليومين من قصة ساقها أحدهم وهي خرجت في مقطع في اليوتيوب وخرجت في إحدي القنوات هذه القصة وذكر أن رجلاً عليه دين وأنه طلب الإمهال ولا يوجد له كفيل ثم رأي في المنام أن النبي – صلي الله عليه وسلم – رآه وأمره وأمر غيره ممن تكفل بدينه أو تكفل بالوكالة ، المهم أن الخلاصة أن النبي قال لكل المجموعة المشاركة ما شاء الله في هذه الرؤية الكاذبة التي جاء فيها الشرك صراحة وهي إعطاء النبي – صلي الله عليه وسلم – حق الألوهية الذي هو حق لله – عز وجل – ويقول الله – عز وجل – علي لسان نبيه للأمة أجمع ” قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ” . والنبي – صلي الله عليه وسلم – قال الله له ” إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ “. وهذه القصة إختراع واصطناع صوفي وهذه طرق الصوفية في الشرك لأنهم يعتقدون أن النبي – صلي الله عليه وسلم – حي لم يمت ، ويعتقدون أن النبي – صلي الله عليه وسلم – بيده ملكوت السماوات والأرض يصرف الكون ويعتقدون أنه يحضر معهم مجالسهم وموالدهم وتعالي الله عما يعتقدون ، يعتقد بعضهم عقيدة الحلول والإتحاد – والعياذ بالله – والله منزه عما يعتقدون ، وهي أن الله ينزل في أجساد بعض البشر وهذا كله شرك . بعض الأخوة قال أن هذه القصة جاءت في قناة لها سمعتها ولها وزنها فنقول علينا الدليل لا يضرنا من القائل أو من الناقل فإذا كانت قصة مكذوبة موضوعة ولا تح ولا يصح أن يقولها محمد – صلي الله عليه وسلم – . جاء في الصحيح رجل إلي النبي – صلي الله عليه وسلم – قال “ما شاء الله وشئت ” قال– صلي الله عليه وسلم – ” أجعلتني لله نداً وهو خلقك ” . وقال رجل ” نستغيث بالله وبك ” فقال – صلي الله عليه وسلم – ” إنما يستغاث بالله ” والنبي – صلي الله عليه وسلم – قال ” لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد ” وقال – صلي الله عليه وسلم – ” لا تجعلوا قبري وثناً يعبد من دون الله ” . وقال ” لا تجعلوا قبري عيداً ” أي يزار ، فالنبي – صلي الله عليه وسلم – جاءنا بالتوحيد وجاء بالنهي عن الشرك . فهذه القصة المخترعة المكذوبة التي كلها تقطر بالشرك فهو سيقضي عن يوم القيامة وسيتحمل عن يوم القيامة ، هذا كلام يعطي النبي – صلي الله عليه وسلم – حق الألوهية الذي بيده الأمر كله ألا له الخلق والأمر لله – سبحانه وتعالي – ، ” لمن الملك اليوملله الواحد القهار” الله – عز وجل – كما جاء عن – صلي الله عليه وسلم – يدني ستره علي عبده يوم القيامة ويقرره ألم تعمل كذا وكذا ويقول بلي بلي ثم يقول سترتهاعنك وغفرتها لك. النبي – صلي الله عليه وسلم – لا يعلم ذلك. فإذاً النبي بشر قال الله عنه : ” تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ” لا يعلم الغيب ولا يغني ولا يثمن عن أحد شيئاً ، وذهب وطلب من ربه أن يستغفر لأمه وأن يزور قبرها ، قال فأذن لي أن بزيارة قبر أمي ونهاني عن الاستغفار ونزل القرآن ” مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ” . وقال له وهو يقول لعمه قل لا إله إلااللهلأحاج بها لك عند الله قال له ربه ” إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ” وجمع النبي – صلي الله عليه وسلم – وجمع النبي – صلي الله عليه وسلم – قريشاً وجمع أهله بني هاشم وقال لهم وأبعدَ وأقربَ في النداء ويقول لهم كلهم لا أملك لكم من الله شيء حتي قال يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي لا أملك لكي من الله شيء فإذا النبي – صلي الله عليه وسلم – يقول عن نفسه بأنه لا يملك شيء فكيف يأتي هذا بهذه القصة المصطنعة وأنه يقضي الدين وأنه يتحمل الحساب أعوذ بالله . ربنا يقول ” يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)” كلهم يفر منهم بل جاءت في سورة المعارج ” ومن في الأرض جميعاً ثم يغنيه ” ما استثني الأنبياء ، ما استثني أحد ، بل الأنبياء في حديث الشفاعة الطويل اعتذروا لأن يشفعوا لأحد يوم القيامة والنبي – صلي الله عليه وسلم – شفاعته المدخرة يوم القيامة أولا لا يشفع إلا لمن إرتضي ، قال الله : ” وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ “. لا بد أن يرضي عن المشفوع له ثم يأذن للشافع مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ”. فمن هو الذي يرضي الله عنه ليشفع له ؟ هو المؤمن المسلم وليس المشرك الذي يعطي غيرالله خصائص الألوهية فالنبي – صلي الله عليه وسلم – يشفع بعدما يقضي الله بين الخلائق ، بعد أن يسجد عند العرش وأن يفتح الله له من المحامد والتسبيح حتي يقول له ربه ” يا محمد إرفع رأسك سل تعطي إشفع تشفع ” فيسأل الله – عز وجل – أن يحكم بين الخلائق ، هذا انتظار فتقبل شفاعته ، ويشفع – صلي الله عليه وسلم – في أناس دخلوا النار من عصاة أهل التوحيد فيخرجون من النار ببركة الله لأنهم موحدون ، شفاعته لمن استحق النار من الموحدين ولم يدخلوها ، فيشفع فيهم فلا يدخلوها ، شفاعته لبعض البشر أن يخفف وهم أهل النار أن يخفف عنهم العذاب كشفاعته لعمه أبي طالب ، شفاعته فيه فقال هو أهون أهل النار عذاباً ، فيوضع تحت قدميه جمرتان من نار يغلي منه دمائه – نسأل الله العافية – فإذاً شفاعة النبي – صلي الله عليه وسلم – لا تجعل له حق الألوهية وأن يتحكم في الكون أو يدير الكون أو أن يتحمل عن أحد.
للاستماع ومشاهدة الفتوى :