فتاوى واحكام

نصيحة لأبنائنا الطلبة خلال فترة الإختبارات الدراسية – فتاوى واحكام

 نصيحة لأبنائنا الطلبة خلال فترة الإختبارات الدراسية – فتاوى واحكام

شيخي الفاضل نحتاج نصيحة لابنائنا الطلاب عن الإختبارات وهذه الحالة التي يعيشها أبنائنا وهم قد باشروا أول يوم في الإختبارات .

يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر ويقول :

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فالله أسأل أن يجعل هذا اللقاء خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به المتكلمين والمشاهدين والمشاهدات .

هذه الأيام أيام الإختبارات نحمد الله – عز وجل – الذي وفق الطلاب والطالبات هذا العام الدراسي ، وفقهم لأن يتموا نصفه ثم بعد ذلك يتم الإختبار في نهاية كل فصل وهذا لأجل قياس ما تم من التحصيل  وما هو مستوي التحصيل للطلبة والطالبات . الله أسأل أن يوفق أبنائنا وبناتنا وأن يجعلهم متفوقين في دنياهم وأخراهم .

حقيقة هذه الأيام أيام تكثر فيها الإجتماعات في البيوت والمساجد بين الأصدقاء والصاحبات لأجل أن يتعاونوا علي المذاكرة والمدارسة. علينا أن ننظر إلي هذا الفعل نظرة إيجابية فالأبناء والبنات يجتهدون طوال العام وربما عندهم بعض النقص في بعض الأمور والقصور فلا نأمل من أبنائنا وبناتنا الذين قدموا الكثير الإحباط فنقدمه نحن لهم هدية ، بل علينا أن نقدم لهم التفائل وأن نحثهم علي الفئل ولا يحزنوا إذا حدث نقص في الدرجات بل عليهم أن يبذلوا الأسباب ويصبروا ويصابروا أما أن نكون محبطين مثبطين لهم وعندما نري إجتماعهم نقول لماذا لم تفعلوا ولم تفعلوا … ؟  فهم يفعلون طوال العام ولكن تتفاوت المستويات عندهم من حيث مستوي الإدراك والتحصيل عندهم لأن هذا بيد الله – سبحانه وتعالي –  ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” . فعندما نتعامل معهم بالإيجابية ونجعل فترة الإختبارات فترة إيجابية لا حرب نفسية  أو أن نجعلها فترة للضغط النفسي عليهم ، ويلك وويلكي إن لم تفلحوا أو تحصلوا علي درجات عليا ، فهذا لا يصح حقيقة ، فيجب أن نكون إيجابيين ونكون موجهين لهم ثم هذه الدنيا ليست غاية لهم إنما هي نمر والعلم والدراسة مطلب شرعي ولكن من يوفق فلله الحمد والمنة ومن لم يوفق فليس معناه بأنه ليس مسلم وبأنه ستنتهي حياته ولنعلم بأن الرزق عند الرزاق وليس عند الوظائف وبعض الناس يظن أن الرزق لا يكون إلا عند الوظائف وهذا ليس بصحيح ، قال الله – عز وجل – ”  وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ” . فلا ننتظر أن يكون رزقنا مع وظيفة . فالإنسان يتعلم فإن وفقه الله وأكمل دراسته فبها ونعمة وإذا لم يوفق في دراسته وأخذ الثانوي أو أخذ المتوسطة واستطاع أن يعمل ويلتحق بصناعات تفيده وتفيد مجتمعه فهذا حقيقة أمر مطلوب وحسن وأيضاً ليس من العقل أن يكون المجتمع كله أساتذة ودكاترة أو يكونوا مهندسون كلهم أو أطباء  فهذا ليس بصحيح . نحن نحتاج للعامل والغسال والخباز ونحتاج ونحتاج … لكل مستويات المجتمع فإذا جئنا للعالم الغربي لوجدنا أن المجتمع كله يعمل في هذه الأعمال والعمل ليس عيباً إنما العيب البطالة والضياع ومعصية الله – عز وجل – فالنبي – صلي الله عليه وسلم – رعي الغنم وما من نبي كما قال – صلي الله عليه وسلم – لم يرعي الغنم ، فرعي الغنم وهذه الوظائف ليست نقص في الإنسان . ففي التجارة تسعة أعشار رزق الأمة كما جاء في ذلك الخبر. فعلينا أن نجتهد حقيقة ونهيء لهم الأجواء ونعاونهم ولا نضغطهم ضغطاً نفسياً فنجعل هذه الفترة فترة عصيبة وتدمير نفسي ولو أن أدائك ليس بجميل فالحمد لله وقدر الله ما شاء فعل ولتجتهد في الباقي . فحقيقة نعطيه لمسة في الأمل ، وقد مر عليَّ موقف من مشايخ فضلاء مربين أجلاء وله تأثير في حياتي الدراسية ، ربما كان سيودي بحياتي الدراسية ففي المرحلة الثانوية كنت منتسب في معهد الشفاء العلمي فكانت الإختبارات في السنة الأولي من المرحلة الثانوية في الأسبوع الأول في العاشرة والنصف وظننت أن الأسبوع الثاني مثل الأسبوع الأول لكن الإختبارات تغيرت وسارت الساعة السابعة والنصف وأنا جئت الساعة التاسعة فلما جئت فات الإختبار وضاقت بي الأرض بما رحبت حتي نزلت الدموع فدخلت المعهد وأنا في خوف شديد فقابلني مجموعة من المشايخ والأساتذة وهدأوني وطمأنوني وقابلني هذا الرجل المربي الشيخ الفاضل – أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء – الشيخ عبدالله بن علي الحقباني مدير المعهد وربما يصله كلامي أو ينقل له كلامي فهذا الرجل عندما قابلني وتأكد من أنني لم أتعمد التأخر فقال ركز علي المواد القادمة ونجد إن شاء الله في النظام مادة تعالج أمرك لأننا في الفصل الأول ولسنا الفصل الثاني ويوجد مادة تجعلنا نعيد لك الإختبار ولا نستطيع الآن أن ندخلك تختبرلأن الطلاب خرجوا من القاعة فسربت الأسئلة وقال اطمئن وستأخذ الدكتوراة . قلت يا شيخ أنا أريد أن أنهي الثانوية ولن أكمل الدراسة فوالله لن أنساها لهذا الرجل . فكانت حقيقة نقلة وكان معه مجموعة من المشايخ بالمعهد – جزاهم الله خير – فإذاً أنظر إلي العملية التربوية فلم نجعلها قضية حرب نفسي وإحباط . جاءني شخص يقول ما أخذت المتوسط فكيف أعمل وقال أصلي وأعبد الله إذاً سيرزقك الله والآن أبح الإبن من أفضل الأبناء وظايفة ومقاماً وفي إحدي الجهات الخيرية تقوم بعد الله علي هذا الرجل ، رجل طاقة بار بوالديه أهل للوظائف إذاً هذه نصيحتي وإن كان استفاض بي الحديث لكن هي حقيقة فرصة توجيه للبنات والبنين ولعلها حافز أيضاً لهم في هذه الأيام .

للاستماع ومشاهدة الفتوى :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى