مقالات وخطب الدكتور محمد المصري

رفقاً بالمطلقات &للدكتور محمد المصري

الطلاق حل رابطة مؤسسة الزواج نظام شرعه الإسلام كعلاج لمرض خطير هو استحالة العشرة بالمعروف بين الزوجين وجعل إيقاعه حداً من حدود الله {الطَّلاق:1} ، في طهر لم يجامعها فيه طلقة واحدة على أن يبقيها في بيته وينفق عيها ويحسن إليها طوال فترة العدة فإن بدا له خلال العدة أن يراجعها في الطلقة الأولى أو الثاينة فله ذلك وإن انتهت العدة ولم يراجع أو كانت الطلقة الثالثة لم يحل له مراجعتها إلا بعقد ومهر جديدين في الطلقة الأولى والثانية وأما ما بعد الطلقة الثالثة فلا بد من أن تنكح زوجاً غيره زواج رغبة ويطلقها وتنتهي عدتها منه فيحل للأول أن يراجعها بعقد ومهر جديدين .

كما حث الإسلام على الإحسان إلى المطلقة فقال {البقرة:236} .

وإذا طلقت المرأة لم يجز حرمانها من أبنائها أو الإضرار بها ، أو حرمانها من الزواج بغير زوجها الأول .

وتعاني المطلقات من تصرفات عدوانية من مطلّقها ومن والديها،ومن صديقاتها، ومن مجتمعها أما مطلقها فإن بعض الأزواج يسعى إلى الإضرار بزوجته وإلحاق الأذية والمشقة بها ويحرص على إلحاق الأذية والمشقة بها وربما آذاها في مالها أو أبنائها أو بدنها أو أساء إلى عرضها وهذا من الظلم الذي قال الله سبحانه وتعالى عنه {الأحزاب:58} ، ويقول سبحانه {البقرة:233} ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي :” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ” ، ويقول  :” ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ” ويقول  من ضار ضار الله به ومن شاق شاق به ” وعلى المطلق أن يتقيَ الله في نفسه ويتوب من ذنبه ويتحلل من مطلقته ويحسن إليها وقد قال الله تعالى {البقرة:237} .

وليعلم المطلِّق أنه يجب عليه أن ينفق على زوجته في عدتها وينفق على أبنائه منها ولها أجرة الرضاعة لأبنائها منه وقد قال النبي  :” كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته ” ، وقول النبي  :” كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ” .

وكذلك محاولة بعض المطلقين حرمان مطلقتهم من أبنائهم مع قول النبي  :” أنت أحق به ما لم تنكحي ” وحتى لو تزوجت فلا يجوز للأب حرمان الأبناء من صلة أمهم ويرها كما لا يجوز للأم أن تفعل ذلك وقد قال  :” من فرّق بين الوالدة وولدها فرٌّق الله بينه وبين أحبته ” ومن الجرائم والمظالم اتهام الرجل لمطلقته وسبها بين أبنائها وبين أهله ومحاولته الإيقاع بينها وبينهم وقد قال  :” ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن من حسن الخلق ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء ” ويقول  :” ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء ” ، ويقول  :” ما جعل الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه ” .

ومما يحرم كذلك على المطلِّق إفشاء سر زوجته وإذاعته بين الناس وقد نص الفقهاء على أنه يحرم على كل مطلق إفشاء السر إذا كان فيه إضرار وأذية وما يكون فيه غضاضة عليه يقول النبي  :” إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ” .

وأشد من هذا كله تعليق المرأة مع طردها من بيته وعدم الإنفاق عيها ولاعلى أبنائه والمعلقات يعتبرن في مجتمعنا للأسف قنبلة مؤقتة توشك أن تنفجر وإنني أناشد الأزواج تقوى الله فيهن والقيام بواجبهن إما إمساك بمعروف وقيام بالواجب أو تفريق بإحسان .

وأما الأهل والمجتمع فنناشد الجميع بأن يراعوا ضمائرهم في التعامل مع المطلقات والمعلقات وأن يحسنوا الظن بهن وأن يقوموا بواجب الإعانة لهن ومساعدتهن على تجاوز الأزمة والخروج منها بأقل الأضرار ، وندائي للمطلقات والمعلقات ، لا تزال أرض الله واسعة ، وفرص الحياة أمامكن فبادرن إلى الصلة بالله عزوجل وأكثرن من الاستغفار والدعاء والإنتاج بما تيسر فالموظفة بإتقان عملها وغير الموظفة بأن تتعلم صنعة تعينها على القيام بنفقة أبنائها والحذر مما تفعله بعض المطلقات اللاتي يحصلن على مخصصات الضمان الذي هو من أموال الزكاة والذي لا يحل إلا للفقراء والمساكين وبقية الأصناف الثمانية ولا يحل لغيرهم فإن أغناك الله بزوج أو أب منفق فاستغني عنه .

كما أنني أناشد أمير الإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض سلمه الله بإنشاء جمعية تعنى بشؤون المطلقات والمعلقات باسمه وتحت إشرافه تكون عوناً لهن وتقوم على تأهيلهن لمواجهة الحياة والدفاع عن حقوقهن أمام المحاكم وجهات القضاء ، وتضمن قيام الأزواج بواجباتهم تجاه مطلقاتهم أو معلقاتهم حيث إن هذا من أكثر ما تعاني منه هذه الفئة الغالية علينا والله أسأل أن يجعل ذلك في موازين حسناته ،وحسنات والديه ، ودفعاً للبلاء عنه وعن أزواجه وذرياته ورفعاً لدرجاته في الدنيا والآخرة ويسدد خطاه وأن لا يحرمه الأجر .

كتبه الفقير إلى عفو ربه

المشرف على مستودع الخيرات بالعريجاء

د. محمد جاد بن أحمد صالح المصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى